توقيت القاهرة المحلي 11:36:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بوتين مدين لـ «حرب غزة»

  مصر اليوم -

بوتين مدين لـ «حرب غزة»

بقلم - عماد الدين حسين

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقادة الجيش الروسي، يدينون بالكثير للمقاومة الفلسطينية وحركة حماس، التي نفذت عملية طوفان «الأقصى» في 7 أكتوبر الماضي، ومدينون بدرجة ما لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنينامين نتانياهو والجيش الإسرائيلي، الذي ينفذ عدواناً غاشماً ومفتوحاً ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، منذ ظهيرة اليوم نفسه وحتى هذه اللحظة.

 

قد تبدو المقدمة السابقة متناقضة وغريبة لكثيرين، لكن من يتأمل تطور الأحداث والتفاعل الكبير والتأثير المتبادل ما بين الصراع الروسي ـ الأوكراني الغربي من جهة، والصراع الفلسطيني الإسرائيلي المدعوم من الغرب أيضاً من جهة أخرى، سوف يكتشف العلاقة العضوية بين الحدثين، وكيف تلقى بوتين والجيش الروسي خدمة مجانية، لم يكن يحلم بها، حتى لو كانت هدية مؤقتة.

بالطبع، لا يوجد تخطيط مشترك ما بين روسيا وكل من المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، في ما تم صبيحة 7 أكتوبر، بل إن إسرائيل نفسها أصيبت بكابوس لن تستفيق منه لفترة طويلة. لكن ما أتحدث عنه أنه ما قبل فجر هذا اليوم، حينما نفذت حركة حماس عمليتها ضد الجيش الإسرائيلي ومستوطني غلاف غزة، كانت روسيا تواجه موقفاً عسكرياً وسياسياً وإعلامياً صعباً، منذ دخول قواتها إلى أوكرانيا في 24 فبراير 2022.

الغرب حاصر روسيا، وحول وجودها في أوكرانيا إلى عملية استنزاف مستمرة، ووسع من انتشار حلف شمال الأطلنطي «الناتو»، لدرجة أنه صار يتمدد على حدودها، بعد انضمام السويد قبل أسابيع قليلة، إضافة إلى وجوده في بولندا وبعض دول البلطيق.

الولايات المتحدة قدمت لأوكرانيا مساعدات بمليارات الدولارات، وفتحت مخازنها العسكرية، وقدمت لها أحدث ما في ترسانتها من أسلحة، بهدف استنزاف روسيا وإغراقها في هذا المستنقع، حتى لو كان الثمن هو تدمير أوكرانيا وإضعاف أوروبا، إضافة إلى إقناع أوروبا بدعم أوكرانيا اقتصادياً وعسكرياً، وزيادة موازناتها العسكرية. وكانت قمة هذا الدعم في شن الهجوم الأوكراني المضاد الذي بدأ في الصيف الماضي، وكان يؤمل أن يحقق نتائجه ويغير المعادلات العسكرية على الأرض بحلول الخريف الماضي.

في هذا التوقيت حدث الزلزال في غزة، ونعلم تماماً أن الولايات المتحدة ركزت جل جهدها ومواردها وإمكاناتها لنجدة إسرائيل. جاء جو بايدن بنفسه ليطمئن الإسرائيليين بأن أمريكا معهم، وأرسل لهم حاملات طائرات وسفناً نووية، وفتح الخزائن المالية والمخازن العسكرية، بكل ما تحتويه من أموال وأسلحة وذخائر ومعدات عسكرية متنوعة، وسخر الجهد الدبلوماسي لمنع إدانة إسرائيل أو أي محاولة دولية لوقف إطلاق النار في مجلس الأمن.

نعلم تماماً تفاصيل ذلك، لكن ما علاقة هذا الأمر بروسيا وأوكرانيا؟!

العلاقة واضحة ببساطة، أن الولايات المتحدة نسيت أوكرانيا تقريباً، ومعها غالبية الدول الأوروبية الكبرى، مثل بريطانيا وألمانيا وفرنسا، التي ركزت معظم جهدها على دعم إسرائيل والدفاع عنها بكل الطرق.

الدعم العسكري والمادي انخفض إلى حد ما عن أوكرانيا، وصار الرئيس الأوكراني زيلنسكي يشكو علناً من ذلك، بل ويتهم بعض الحلفاء بأنهم تخلوا عن بلاده.

غالبية الجمهوريين في الكونغرس رفضوا لمدة طويلة تقديم الدعم لأوكرانيا.

إدارة بايدن حاولت دمج المساعدات المالية لأوكرانيا مع الدعم المقدم لإسرائيل، لكن الجمهوريين قاوموا ذلك بإصرار. الضغط الإعلامي والدبلوماسي الأمريكي والغربي، صار مركّزاً تماماً على غزة والشرق الأوسط، وعادت القضية الفلسطينية إلى واجهة الأحداث والأضواء، وتقاطر زعماء الغرب والعالم إلى منطقة الشرق الأوسط لحماية إسرائيل أولاً، ولمنع انفجار الوضع أكثر، بما يصب في المصلحة الروسية والصينية، خصوصاً بعد اشتعال جبهة باب المندب والبحر الأحمر.

والنتيجة العامة هي أن روسيا تمكنت أخيراً من التقاط أنفاسها، وشنت هجمات مضادة كثيرة، تمكنت فيها من السيطرة على مناطق استراتيجية في إقليم الدونباس.

بالطبع هذا التحول الاستراتيجي له أسباب كثيرة متعددة، لكن أظن أن حرب غزة كانت السبب الأول والرئيس في هذا التحول، وبالتالي، فإن بوتين يظل مديناً للمقاومة الفلسطينية، حينما نفذت عملية طوفان الأقصى، ومديناً أيضا لنتانياهو ومتطرفيه، لشن العدوان، واستمراره بهذا الشكل، للدرجة التي جعلت العالم بكامله لا ينشغل تقريباً إلا بهذه المجزرة الإسرائيلية غير المسبوقة.

السؤال: هل هذا التغير دائم أم مؤقت، وإذا توقفت حرب غزة، هل يعود الغرب مرة أخرى لدعم أوكرانيا بالشكل القديم، لمواصلة خطة استنزاف روسيا؟. سؤال سنعرف إجابته قريباً.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بوتين مدين لـ «حرب غزة» بوتين مدين لـ «حرب غزة»



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon