توقيت القاهرة المحلي 22:43:09 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قراءة في تعهدات الرئيس.. الحوار الوطني

  مصر اليوم -

قراءة في تعهدات الرئيس الحوار الوطني

بقلم - عماد الدين حسين

نواصل اليوم القراءة فى الأهداف أو التعهدات السبعة التى أعلنها الرئيس عبدالفتاح السيسى فى خطابه بعد أداء اليمين الدستورية أمام مجلس النواب يوم الثلاثاء الماضى.
أمس تحدثنا عن التعهد «بصون الأمن القومى لمصر» وهو الهدف الأول الذى أعلنه الرئيس السيسى، واليوم نركز على التعهد الثانى وكان ملفتا للنظر أن السيسى وضع الحوار الوطنى فى الأولوية الثانية مباشرة بعد صون الأمن القومى المصرى وقبل بقية الأهداف السبعة بما فيها الجوانب الاقتصادية المختلفة.
فى هذا الصدد وعلى الصعيد السياسى قال السيسى نصا: «استكمال وتعميق الحوار الوطنى خلال المرحلة المقبلة وتنفيذ التوصيات التى يتم التوافق عليها على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها فى إطار تعزيز دعائم المشاركة السياسية والديمقراطية خاصة للشباب».
كنت أعتقد أن الأولوية الاقتصادية تسبق السياسية فى خطاب واهتمامات الرئيس السيسى، لكن السؤال هل هناك دلالة لتقديم الحوار الوطنى كإشارة للجانب السياسى على الأولوية الاقتصادية؟.
شخصيا أؤمن أنه لا يمكن نجاح أى عملية إصلاح اقتصادى من دون إصلاح سياسى حقيقى وجاد.
وما يلفت النظر أن الرئيس السيسى ورئيس الوزراء د. مصطفى مدبولى وسائر الجهات المختصة يتحدثون بكل تقدير عن الحوار الوطنى فى الشهور الأخيرة.
الرئيس تعهد فى أكثر من موقع وحديث ولقاء بتنفيذ كل توصيات الحوار الوطنى فى إطار صلاحياته التنفيذية والدستورية. قال ذلك فى مؤتمر الشباب ببرج العرب فى الإسكندرية الصيف الماضى وكرره وأكده فى أكثر من مناسبة.
لكن حينما يؤكد الرئيس نفس المعنى فى خطاب أداء اليمين الدستورية فى بداية توليه فترته الرئاسية الجديدة، فأظن أن ذلك مما يلفت النظر، ويشير إلى أن الدولة تتعامل بجدية مع الحوار الوطنى. وبالتالى يصبح السؤال هو: متى ترى توصيات الحوار الوطنى طريقها إلى التطبيق، والأهم متى يشعر المواطنون بها خصوصا على المستويين السياسى والاقتصادى؟
قد يقول البعض، ولكن كل ما سبق مجرد كلام ولم يتم ترجمته إلى أفعال على أرض الواقع.
وللموضوعية فقد سمعت الكثير من النوايا الطيبة فى الشهور الأخيرة فيما يتعلق بالانفتاح السياسى. العديد من المسئولين ومن خلال تجربة الحوار الوطنى التى تقارب العامين، أدركوا بوضوح النتائج المهمة التى تحققت حتى لو كانت غير مرئية وملموسة لكثيرين، وأظن أنه حينما يبدأ تنفيذ التوصيات خصوص تلك المتعلقة بالسياسة والاقتصاد، فسوف يدرك هؤلاء أن الأمر كان يستحق بالفعل.
ربما حينما بدأت فكرة الحوار الوطنى فى ٢٦ أبريل ٢٠٢٢ لم تكن الصورة واضحة بما فيه الكفاية لدى بعض مسئولى الحكومة، وبعض الزملاء الإعلاميين لم يكونوا مرتاحين أصلا لفكرة الحوار الوطنى ويرونها مضيعة للوقت، وقد تؤدى إلى إعادة إنتاج التجربة التى أنتجت ثورة ٢٥ يناير ٢٠١١.
أى عاقل ومراقب بدقة للمشهد السياسى المصرى، سوف يدرك أن الحوار الوطنى هو الذى لعب دورا مهما فى خروج الانتخابات الرئاسية بالصورة التى رأيناها خصوصا فى نسبة المشاركة. والنقاشات المفتوحة فى جلسات الحوار، من دون أى قيود أو رقابة أو مصادرة هى التى أقنعت العديد من السياسيين والأحزاب المعارضة، بالمشاركة فى الانتخابات، وهذا الأمر ينطبق بصورة مثالية على الحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى.
فلولا الحوار الوطنى ما كان ممكنا الإفراج عن أكثر من ألفى محبوس ومسجون على ذمة قضايا ذات صبغة سياسية.
كل ما سبق عن الماضى ونعود للسؤال الجوهرى وهو: كيف ومتى يمكن استكمال هذا الانفتاح السياسى بحيث تشعر بذلك كل القوى السياسية المختلفة؟
أتصور وأتمنى أن نشهد فى الفترة المقبلة بعض المؤشرات والخطوات من الدولة للقوى والأحزاب السياسية بما يزيد من فتح المجال العام ومزيد من الحيوية فى المشهد السياسى والحريات عموما خصوصا فى الإعلام فى إطار القانون والدستور.
حدوث ذلك على الأرض سوف يزيد من مناعة المجتمع ويجعله أكثر قدرة على مواجهة كل التحديات الصعبة التى يواجهها.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قراءة في تعهدات الرئيس الحوار الوطني قراءة في تعهدات الرئيس الحوار الوطني



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 15:58 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي
  مصر اليوم - نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 23:00 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

البيت الأبيض يصف كتاب "بوب وودورد" بأنه "قصص ملفقة"

GMT 10:52 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

GMT 15:36 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 13:18 2018 السبت ,28 إبريل / نيسان

نداء إلى وزير التعليم قبل وقوع الكارثة

GMT 11:32 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

زيادة القدرة الإنتاجية لمحطة طاقة رياح إلى 650 ميغاوات في مصر

GMT 04:54 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

سيارة كهربائية خارقة جديدة من دودج بمدى سير يتجاوز 500 كم

GMT 23:58 2024 الإثنين ,29 تموز / يوليو

كولر يعادل إنجاز مانويل جوزيه مع الأهلي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon