توقيت القاهرة المحلي 19:21:32 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سحر وسط البلد

  مصر اليوم -

سحر وسط البلد

بقلم - عماد الدين حسين

تحدثت بالأمس عما شاهدته فى حفل توقيع كتاب «وسط البلد» ما وراء الحكايات، الصادر عن دار الشروق وشركة الإسماعيلية للاستثمار العقارى. واليوم أتحدث عن مضمون هذا الكتاب المصور البديع.
فى مقدمة الكتاب هناك كلمة لشركة الإسماعيلية جاء فيها ما يلى: «يكمن الكثير من سحر وسط البلد فى اللفتات العابرة التى تجتذب العين على حين غرة نحو شوارعها المتعرجة وفناءاتها الخفية التى تعرض بهاء ١٥٠ سنة من المعمار الخلاب، أينما كنت، الماضى هو الحاضر دائما لأنه فى وسط البلد ربما أكثر من أى مكان آخر فى مصر كلها يتسيد التاريخ وعبقه الموقف.
وهذا الكتاب كما تقول الشركة «إهداء يفيض بالحنين إلى أيام مصر الذهبية، وبعث من جديد فى هيئة عشرات القصص الساحرة لكل من يرغب فى الغوص فى الطبقات الأخاذة التى يتألف منها النسيج العمرانى للقاهرة كما نعرفها اليوم».
الشركة تخاطب القارئ بقولها: «انضم إلينا فى احتفالنا بوسط البلد بماضيها الجميل، وحاضرها المفعم بالحياة ومستقبلها الواعد، وتعال معنا فى رحلة عبر الأماكن والوجوه والتركيبة التى يتألف منها هذا الحى المركزى، إنها قصة مبهرة نتوق إلى تقاسمها مع الناس على اختلاف مشاريعهم».
وفى تقديم كريم شافعى الشريك والمؤسس لمجلس إدارة شركة الإسماعيلية يقول إنه لا يمكن للمرء أن يتذوق الفن من دون أن يكون مجنونا بوسط البلد، فكيف يمكن أن تفصل الفن عن الحياة هنا، فوسط البلد هى هوية مصر الأكثر جلاء، وهى المكان الذى تنطمس فيه الخطوط، حيث لا يمكنك التفريق بين الماضى والحاضر، ويمتزج الاثنان ليصبحا معا هذا الفنان المفتون.
يقول شافعى: «لا تحمل اللافتة على واجهة المحل اسمه وحسب بل إنها تعبير فنى وعلامة فى التاريخ وانعكاس لرحلة القاهرة عبر الزمن، الدرج المتداعى تحفة فنية، كل شىء صغير هو شهادة على عقود من الحياة وآلاف الخطوات وعشرات الحيوات التى يستمر بعضها، بينما طوى الغياب بعضها الآخر. لا يوجد ما يمثل روح وسط البلد أكثر من التباين الفوضوى بين الماضى والحاضر والمستقبل».
شافعى يقول إنه للاحتفاء بهذا المشهد الأيقونى لوسط البلد تم التعاون مع ثلاثة من أكثر المصورين موهبة فى المجال والمعروفين بشغفهم بالمنطقة، وكل واحد منهم ينظر لتجربة وسط البلد من زاوية مختلفة، كريم حسين يلتقط صورا لناس وسط البلد خاصة الأكبر سنا الذين عاصروا تغيير المشهد. وبيلو حسين تصور المسارح والسينمات القديمة المنسية ذات المعمار الاستثنائى، ويحيى العلايلى يوثق المطاعم القديمة والجديدة وكذلك أماكن الخروج والتنزه فى وسط البلد.
يبدأ الكتاب بأنشودة لافينواز وهى أحدث جواهر وسط البلد من تصوير يحيى الحصفى بمناسبة إعادة افتتاح لافينواز على يد شركة الإسماعيلية فى مايو ٢٠١٨، ويصعب وصف جمال الصور بالكلمات، بل تحتاج أن يراها كل شخص بعينه مباشرة، وكل صورة فيها تجعلك تعود إلى هذه الأيام الخوالى لوسط البلد.
فى الفصل الثانى وتحت عنوان «حراس وسط البلد» تصوير كريم الحيوان، نقرأ لسيد محمود كلاما شيقا وكيف أن التغييرات التى حدثت بداية من السبعينيات بدت جاهزة لتنزع من القاهرة أغلى هبات تاريخها الممتد، وهو هبة التعددية. يسرد سيد محمود المراحل التى مرت بها القاهرة فى العقود الأخيرة، خصوصا عملية التزييف، ثم الخروج المنهجى للأجانب، والأقليات المتمصرة، ثم جاء النمو السكانى ليؤثر على سلوكيات الناس، وإحساسهم بالمكان، خصوصا فى المنطقة التجارية المركزية بوسط البلد. وهكذا فشلت المنطقة فى الحفاظ على معالمها المعمارية، ورغم محاولات الإنقاذ كانت هناك فجوة حقيقية قد تكونت بين قيم المدينة التقليدية وحاضرها، وهنا بدأت تظهر مجموعة من المقاومين الذين رفضوا التخلى عن مدينتهم وظلوا حراسا لهويتها القديمة، ولعبوا دور الشاهد على وقائع الهدم وقاوموا زوال النعمة، وسعوا لبناء قاعدة عريضة من المعرفة بشئون القاهرة وإحياء إحساس الحنين القديم تجاه المدينة والإنصات إلى إيقاعها السابق.
هم نسجوا أساطير جديدة حول مدينتهم وبعضهم يؤمن أن الاستمرار فى العيش فى وسط البلد نوع من الصمود الضرورى حتى تظل القاهرة درة تاج المدن وملكا لأولئك الذين يقدرونها وعلى استعداد لحمايتها من الاندثار.
إنهم يقضون ساعات فى تذكر الماضى وربما يحاولون تثبيته فى صورة أو إطار أو ربما يلمسونه فى عناصر معمارة متفاوتة القيمة، لكن الهدف الأسمى هو إحياء الماضى والتحاور معه بطرق مختلفة. رحلتهم بدأت بقراءة الوجوه واستحضار الجمال العابر الذى يضىء الوجوه والظلال محتفظين بـ«العين البكر».
غدا، إن شاء الله، الجزء الأخير من هذا الكتاب المهم.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سحر وسط البلد سحر وسط البلد



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon