توقيت القاهرة المحلي 22:20:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تيكسيرا.. الشاب الذى أزعج العالم

  مصر اليوم -

تيكسيرا الشاب الذى أزعج العالم

بقلم - عماد الدين حسين

من هو الشخص الذى سرب أكثر من ١٠٠ وثيقة سرية أمريكية وتسببت فى مشاكل جمة للولايات المتحدة والعديد من حلفائها وخصومها على حد سواء، ويعتبرها البعض الأخطر منذ تسريبات جوليان أسانج عام ٢٠١٠ والتى عرفت بتسريبات ويكليكسس؟
قبل أيام عرفنا أن الشخص الذى يقف وراء هذه التسريبات هو جاك دوجلاس تيكسيرا وعمره ٢١ عاما وهو أحد عناصر الحرس الوطنى الأمريكى، ويعيش فى بلدة دايتون فى ريف ماساتشوستس وعدد سكانها ٨٠٠٠ شخص، وتقع على بعد ساعة إلى الجنوب من مدينة بوسطن.
وطبقا للتقارير الإخبارية المتعددة فى العديد من وسائل الإعلام العالمية فإن المتهم أتم دراسته الثانوية فى منطقة نورث دايتون، وقبل عام انضم إلى جناح المخابرات رقم ١٠٢ فى الحرس الوطنى الجوى لماساتشوستس والذى يعد قوة احتياطية فى القوات الجوية الأمريكية.
وفى يوليو الماضى تم ترقيته إلى رتبة صغيرة نسبيا فى قاعدة أوتيس الجوية للحرس الوطنى فى منطقة كيب كود الغربية ووظيفته فنى أنظمة نقل إلكترونية لتشغيل شبكة الاتصالات للقوات الجوية.
أفراد عائلته لهم تاريخ فى الخدمة العسكرية فزوج أمه تقاعد بعد ٣٤ عاما من الخدمة، وآخر رتبة وصل إليها هى رئيس رقباء فى الوحدة التى يخدم بها تيكسيرا.
أما والدته فكانت تعمل فى مؤسسات غير ربحية تهتم بشئون المحاربين القدماء فى ماسا تشوستى واعتادت الوالدة على نشر صور للعائلة كل عام احتفالا بيوم المحاربين القدماء، وفى إحدى هذه الصور يظهر تيكسيرا مع كلبين مملوكين للعائلة على متن مركبات دفع رباعية.
لكن السؤال كيف بدأت فكرة التسريبات؟!
أول ظهور لهذه الوثائق كان على بعض المنصات مثل تويتر و«٤ تشان» وتليجرام وخادم ديسكورد للعبة الفيديو «ماين كرافت». وفى السادس من أبريل الجارى كان وزير الدفاع الأمريكى لون أوستن أول مسئول يعرف بالأمر.
وعرفنا من التقارير الصحفية إن تيكسيرا وجه الدعوة لمجموعة من الأشخاص فى غرفة للدردشة عبر منصة ديسكورد فى عام ٢٠٢٠، وأطلق عليها اسم «تاج شيكر سنترال»، وتضم من ٢٠ ــ ٣٠ شخصا، معظمهم من الشباب الذكور وينتمون لدول مختلفة. وأفراد هذه المجموعة كانوا يتبادلون النكات والأحاديث العادية ومشاهدة الأفلام وأحيانا إقامة الصلوات، ولكن العامل الأكبر الذى يجمع بينهم هو اهتمامهم بالأسلحة.
تيكسيرا اعتاد على اتخاذ أسماء مختلفة على الإنترنت، منها «أوجى»، وطبقا لأحد أفراد المجموعة فإن تيكسيرا كان الأكبر سنا بينهم والجميع كان يبدى احتراما له ويتمتع بكاريزما ومتحمس للسلاح، وكان حريصا على إثارة إعجابهم. وذات يوم أخبر تيكسيرا المجموعة بأنه يعمل فى مؤسسة تحظر استخدام الهواتف المحمولة، ولاحقا قام بنشر معلومات حساسة عبر غرفة الدردشة عبارة عن صور لهذه الوثائق السرية، وأحد الأسباب لذلك حسب «الواشنطن بوست» أنه كان محبطا من عدم انتباه آخرين فى مجموعة الدردشة لما يقوله.
وذات يوم بعث برسالة غاضبة لأعضاء المجموعة يشكو فيها من أنهم كانوا أكثر اهتماما بفيديوهات اليوتيوب العادية بدلا من الإصغاء لما يقوله، وبعدها بدا غاضبا، وقال لهم فى أكثر من مناسبة: «إذا لم تتفاعلوا مع هذه الوثائق فسوف أتوقف عن إرسالها».
لكن ربما الإشارة الأهم لسلوك تيكسيرا حسب قول أحد أعضاء المجموعة أنه كان مسيحيا ومناوئا للحرب، وأراد فقط أن يبلغ عدد من أصدقائه بما يجرى.
ختام مغامرة تكسيرا أن ستة من رجال الأمن داهموا منزله يوم الخميس الماضى، ووضعوا فى يديه الأغلال، ثم عرض على إحدى المحاكم فى بوسطن. المدعى العام لم يقدم حتى الآن دوافع تكسيرا للتسريبات، لكنه وصفها بأنها عمل إجرامى متعمد، وعندما سئل كيف تمكن هذا الشاب صغير السن من الوصول لهذه المعلومات، قال ميريك غارلاند إن الجيش الأمريكى عادة ما يعهد إلى الأفراد بقدر كبير من المسئولين فى سن مبكرة.
تكسيرا صار خلف القضبان وينتظر المحاكمة، لكن تسريباته ستثير الكثير من الجدل والمشاكل والأزمات بين الولايات المتحدة، وكل الدول التى ورد ذكرها فى هذه التسريبات سواء كانت صحيحة أم خاطئة.
السؤال: هل هناك تفسير لدى علماء النفس أو الاجتماع لظاهرة هذا الشاب، الذى وصفه أحد زملاء الدراسة بأنه كان هادئا وأن ما فعله مجرد فعل غبى!، وهل الظاهرة قابلة للتكرار مرة أخرى سواء فى الجيش الأمريكى أو الجيوش الأخرى؟

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تيكسيرا الشاب الذى أزعج العالم تيكسيرا الشاب الذى أزعج العالم



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 18 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 04:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 07:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزالان بقوة 4.7 و4.9 درجة يضربان تركيا اليوم

GMT 03:12 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ليليا الأطرش تنفي تعليقاتها عن لقاء المنتخب السوري

GMT 18:33 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ميا خليفة تحضر إلى لبنان في زيارة خاصة

GMT 14:47 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

الحضري على رأس قائمة النجوم لمواجهة الزمالك

GMT 11:13 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

ما وراء كواليس عرض "دولتشي آند غابانا" في نيويورك
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon