توقيت القاهرة المحلي 21:39:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ضرورة التواصل مع كل السودانيين

  مصر اليوم -

ضرورة التواصل مع كل السودانيين

بقلم - عماد الدين حسين

فى عدد أمس الأول السبت كتبت مقالا فى هذا المكان عنوانه: «الأزمات المعقدة لا تعرف الحلول السريعة»، وخلاصته كما يبدو من عنوانه أن الأزمة الراهنة فى السودان للأسف ليست عابرة تنتهى نهاية سريعة كما يحلم أنصار كل فريق.

وعقب نشر المقال تلقيت رسالة من دبلوماسى مرموق سابق، لا يحبذ نشر اسمه جاء فيها: «مقال ممتاز. ولكن المشكلة هذه المرة أن الأحداث فى بلد جوار مثل السودان وليست فى بلد مثل بوليفيا تبعد عنا آلاف الاميال، ولنا فى ليبيا مثال. المؤكد أن الأحداث فى السودان مرشحة لأن تطول، كما فى ليبيا، لذلك من الضرورى أن نبدأ هذه المرة فى رسم استراتيجية تتضمن خطة تحرك قصيرة المدى، وأخرى بعيدة المدى تهدف إلى تأمين اهتماماتنا ومصالحنا فى السودان. ويجب أن نضمن من خلال تحركاتنا المستقبلية ونسيج علاقات واتصالات بكل الأطراف، أن تصب أى نتائج وتطورات فى مصلحة شعب السودان، وفى مصلحتنا أو على الأقل عدم الإضرار بها. ولا أعتقد أنه سيكون من الحكمة تبنى موقف أحد أطراف النزاع. يجب العمل على نسج علاقات بجميع الأطراف وتجميع جميع الخيوط فى أيدينا بشكل أو بآخر».

انتهت الرسالة ولا أختلف مع جوهرها ولكن هناك مجموعة من الملاحظات السريعة.
أولا وعلى مستوى الشكل لا يوجد تعارض على الإطلاق بين فكرة مقالى عن أن الأزمات المعقدة لا تعرف الحلول السريعة، وبين ما جاء فى رسالة الدبلوماسى الكبير من ضرورة التحرك المصرى، فالأزمة الليبية تهمنا أيضا وتؤثر على مصالحنا الحيوية، وقد تحركت مصر كثيرا فى هذه الأزمة ووضعت خطوطا حمراء كان لها تأثير مهم، ورغم ذلك فإن التعقيدات الداخلية الليبية والإقليمية والدولية أدت إلى عدم حل الأزمة حتى هذه اللحظة.

وهو الأمر الذى ينطبق على الكثير من الأزمات فى المنطقة التى تؤثر على الأمن القومى المصرى بصورة أو بأخرى.

أتفق تماما أيضا مع رؤية الدبلوماسى فى ضرورة وجود تحرك مصرى متعدد الاتجاهات لحماية مصالحنا العليا، وإذا كنا ننادى بهذا التحرك منذ سنوات طويلة، ولم يكن هناك صراع مسلح بل صراعات سياسية، فمن باب أولى أن يكون هناك تحرك، وهذا البلد الشقيق يواجه ظروفا صعبة واستثنائية وصلت إلى حد الاقتتال بين الجيش السودانى النظامى وميليشيا الدعم السريع.

ثالثا، أتفق تماما مع ما جاء فى الرسالة من ضرورة وجود اتصالات وعلاقات مع كل القوى السياسية فى السودان الشقيق، وبطبيعة الحال لا يعنى ذلك من قريب أو بعيد وجود اتصالات بأى نوع للميليشيات بكل أنواعها، وقد كتب زميلى خالد سيد أحمد مدير تحرير الشروق مقالا متميزا بهذا المعنى فى نفس العدد أمس الأول السبت بعنوان «مصر وحرائق الجوار».

أظن أنه ليس من الحكمة ولا من الحصافة ولا من المصلحة الوطنية أن تكون علاقتنا فى السودان مع الحكومة القائمة فقط، مهما كانت علاقتها جيدة بمصر، بل يجب أن تمتد وتتشعب للتواصل الفعال مع كل القوى السياسية السودانية حتى لو كانت مختلفة معنا. وحتى تكون الأمور واضحة فإن هذه العلاقات لا تعنى من قريب أو بعيد التدخل فى الشئون الداخلية للسودان الشقيق بل علاقات أخوية قائمة على المصالح المشتركة وفى إطار القانون.

وأظن أن تخلينا عن هذا المبدأ فى السنوات الماضية جعل العديد من القوى الصديقة والعدوة تدخل وتملأ الفراغ الناتج عن الغياب المصرى الملحوظ. ونتذكر أن إثيوبيا على سبيل المثال حاولت بطرق كثيرة الاستثمار فى الأوضاع الداخلية للسودان. وكادت تنجح فى ذلك خصوصا حينما صار رئيس حكومتها آبى أحمد هو الوسيط الأساسى بين القوى السياسية والعسكرية فى السودان بعد سقوط نظام عمر البشير عام ٢٠١٩.

مرة أخرى لا ينبغى أن نجلد أنفسنا وأن نبكى على اللبن المسكوب، بل علينا الاستفادة من دروس الماضى البعيد والقريب واللحاق بالقطار الذى يتحرك فى اتجاهات متناقضة ومتصادمة فى السودان.

الحديث عن الشأن السودانى فى هذه الأوقات الصعبة وما ينبغى أن نفعله متشعب ويحتاج إلى نقاش هادئ وموضوعى يكون شعاره الوقوف بجانب مصلحة الشعب السودانى، وهو الذى سيقود بالضرورة إلى علاقات مصرية ــ سودانية تقوم على أسس صحيحة وراسخة ولا تتغير حسب اتجاهات الرياح الكثيرة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ضرورة التواصل مع كل السودانيين ضرورة التواصل مع كل السودانيين



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 18 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 04:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 07:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزالان بقوة 4.7 و4.9 درجة يضربان تركيا اليوم

GMT 03:12 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ليليا الأطرش تنفي تعليقاتها عن لقاء المنتخب السوري

GMT 18:33 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ميا خليفة تحضر إلى لبنان في زيارة خاصة

GMT 14:47 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

الحضري على رأس قائمة النجوم لمواجهة الزمالك

GMT 11:13 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

ما وراء كواليس عرض "دولتشي آند غابانا" في نيويورك
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon