توقيت القاهرة المحلي 20:18:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

العاصفة ليست المتهم الأول فى لافتة عزبة أبوحشيش

  مصر اليوم -

العاصفة ليست المتهم الأول فى لافتة عزبة أبوحشيش

بقلم - عماد الدين حسين

يوم الخميس الماضى شهدت القاهرة عاصفة ترابية شديدة جدا، وكذلك العديد من مناطق الجمهورية خصوصا مدن القناة وطارت أشجار ونخيل وسقطت على بشر وسيارات. ذروة هذه العاصفة أنها أدت إلى انهيار لوحة أو لافتة إعلانات ضخمة مثبتة على كوبرى ٦ أكتوبر عند عزبة أبوحشيش قرب حدائق القبة. اللافتة الحديدية سقطت على سيارتين ودراجة بخارية ما أدى إلى وفاة شخص وإصابة أربعة آخرين وتكسير لأعمدة الإنارة، إضافة إلى إغلاق الكوبرى لوقت طويل، وتعطل مصالح الناس.
لافتة الإعلانات الضخمة تتبع إحدى الشركات الخاصة. وعقب الحادث أمر اللواء خالد عبدالعال محافظ القاهرة بعد أن تفقد مكان الحادث بتشكيل لجنة لمراجعة جميع اللوحات الإعلانية المثبتة على شاسيهات لبيان مدى تأثرها من العاصفة القوية.
تفاصيل الحادث تابعها كثيرون، لكن ما لفت نظرى فى بيان النيابة العامة مساء يوم الجمعة الماضى قول مدير الإيرادات والإعلانات بحى حدائق القبة أن اللافتة التى تسببت فى الحادث منتهية الترخيص، وأن الجهة الإدارية حررت محضرا بمخالفتها فى فبراير الماضى وقدم صورة من ملفها.
النيابة قررت تشكيل لجنة هندسية من المحافظة لمعاينة المكان لمعرفة كل تفاصيل الحادث خصوصا مدى الالتزام بأعمال الصيانة، ومن المسئول عنها، وكذلك المسئول عن بقاء اللافتة بعد انتهاء ترخيصها.
بالطبع لا اعتراض على القدر، والعاصفة كانت شديدة فعلا وتسببت فى خسائر مادية كثيرة للعديد من المواطنين وللدولة بأكملها، لكن ما أنا بصدد مناقشته اليوم هو هذه الحالة المزرية لقطاع كبير فى المحليات والأحياء.
عبارة أن رخصة اللافتة منتهية الصلاحية أو مخالفة ليست جديدة ونسمعها عند كل كارثة من أول ضبط مبانٍ ومنشآت مخالفة، نهاية بانهيارها على رءوس ساكنيها وتسببها فى وفاة العشرات من الأبرياء.
حاولوا أن تتذكروا كم مرة سمعنا هذه العبارة أن المبنى والمنشأة أو اللافتة أو المشروع غير مرخص أو منتهى الصلاحية!.
فى معظم المبانى التى انهارت فوق رءوس سكانها كانت الجهات المحلية والهندسية فى الأحياء جاهزة بالعبارة الشهيرة وعباراتها صارت محفوظة لمعظمنا من قبيل: غير مرخص من الأساس، أو مرخص لكن صدر له قرار إزالة ولم ينفذ.
اليوم لا أتحدث فقط عن هذا الحادث الصعب، ولكن عن الفلسفة التى تجعل المسئولين عنه يفلتون من العقاب فى معظم الأحيان.
حينما تنتهى رخصة لافتة فإن مسئول الحى يحرر محضرا بالواقعة ثم يضع المخالفة فى ملف ورقى قانونى يمكن أن يبرزه فى حال وقوع أى مصيبة.
والسؤال: إذا كان الروتين والثغرات القانونية تجعل مثل هذا الموظف يفلت من العقاب، فمن هو المسئول عن استمرار المخالفة سواء كانت تخص لافتة إعلانية مثبتة على قاعدة حديدية، أو مبنى مخالف أو صدر له قرار إزالة؟! أليس من المنطقى أن هناك إدارات أخرى مسئولة عن متابعة تنفيذ تصحيح المخالفات وإزالتها بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية؟!.
وهل هذا السيناريو نتيجة قلة موظفين أم تواطؤ وفساد وانعدام ضمير؟!
ننتظر من وزير الإدارة المحلية أن يصدر قرارات واضحة لكل المحافظات والأجهزة المحلية بسرعة حصر مثل هذه القنابل الموقوتة فى الشوارع، خصوصا أن شوارعنا صارت تمتلئ بكل أنواع اللافتات الإعلانية بصورة غير موجودة فى أى مكان به الحد الأدنى من النظام والانضباط. لكن هذا موضوع يستحق نقاشا مفصلا.
أتمنى أن تنتهى التحققات فى هذا الحادث لإحالة كل المتقاعسين والمهملين والمتهمين إلى إدانات واضحة علها تكون رادعة لغيرهم حتى يتوقف مسلسل الإهمال والإجرام بحق الأبرياء.
المتهم الحقيقى فى سقوط لافتة عزبة أبو حشيش ليس فقط العاصفة الترابية الشديدة، لكن جيش كبير من المهملين والمتقاعسين فى المحليات، وللأسف لا يبدو فى الأفق نهاية سريعة لجرائمهم.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العاصفة ليست المتهم الأول فى لافتة عزبة أبوحشيش العاصفة ليست المتهم الأول فى لافتة عزبة أبوحشيش



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:36 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الأمير الحسين يشارك لحظات عفوية مع ابنته الأميرة إيمان

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 13:24 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 12:19 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مصر تحصد 31 ميدالية متنوعة مع ختام بطولتي الرماية

GMT 13:55 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

الهلال يستضيف الزمالك في ليلة السوبر السعودي المصري

GMT 06:08 2024 الإثنين ,09 أيلول / سبتمبر

عطور نسائية تحتوي على العود

GMT 08:19 2022 الأحد ,25 كانون الأول / ديسمبر

أزمة الطاقة وسيناريوهات المستقبل

GMT 19:18 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الطرق الصحيحة لتنظيف الأثاث الجلد

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon