توقيت القاهرة المحلي 22:20:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

اندهاش الإسرائيليين وشهد شاهد من أهلها

  مصر اليوم -

اندهاش الإسرائيليين وشهد شاهد من أهلها

بقلم - عماد الدين حسين

عقب الحادث الحدودى للجندى المصرى الشهيد محمد صلاح إبراهيم الذى كان يطارد مهربى المخدرات على الحدود المصرية الإسرائيلية يوم السبت قبل الماضى، والذى انتهى بسقوط ثلاثة جنود إسرائيليين واستشهاد الجندى المصرى، انقلبت إسرائيل رأسا على عقب، وبدأت تعيد السؤال القديم المتجدد: «لماذا يكرهنا معظم المصريين»؟!.
أحد الذين تحدثوا فى هذا الموضوع هو الإعلامى والباحث الإسرائيلى المثير للجدل إيدى كوهين حيث أبدى استغرابه من أن استطلاعا عشوائيا ضم ٤٨ ألف شخص من العرب بشأن كيف ينظرون لما فعله محمد صلاح وجاءت النتيجة بأن ٩٣٪ منهم يرونه بطلا قوميا، فى حين أن ٧٪ فقط يرونه إرهابيا.
كوهين وعدد كبير من الإسرائيليين مستغربون ومندهشون ومصدومون من هذه النتيجة.
وحينما طالعت استغراب كوهين قبل ٥ أيام، فكرت فى كتابة مقال أرد وأشرح فيه ولأمثاله سر هذا التعاطف الشعبى الكبير من غالبية العرب مع ما فعله محمد صلاح، بفرض أنه قام فعلا بقتل الإسرائيليين.
لكن ما سأكتبه أنا وما سيكتبه أى عربى طبيعى وسوى وعلى الفطرة قد يتم تصنيفه من قبل الإسرائيلين باعتباره موقفا معاديا ومسبقا.
تأخرت فى كتابة هذا المقال إلى أن قرأت بالصدفة فى صفحة الرأى بـ«الشروق» يوم الأحد الماضى مقالا مترجما من صحيفة هاآرتس الإسرائيلية لزهافا غلئون السياسية الإسرائيلية اليسارية وترجمته مؤسسة الدراسات الفلسطينية بعنوان مميز وذى مغزى هو: «نحن دولة احتلال.. وهذا هو مشروعنا القومى الأكبر». المقال موضوعى جدا وهو أفضل رد على اندهاشات إيدى كوهين وأمثاله من الإسرائيليين، بل وبعض المتعاطفين العرب، فى مقال هذه اليسارية الإسرائيلية المحترمة أنقل بتصرف الآتى:
نحن لسنا دولة محتلة، نحن احتلال له دولة، وهذا الاحتلال هو المشروع الوطنى الأكبر لنا ولأنه مستمر منذ فترة طويلة فلم يعد باستطاعتنا تخيل أنفسنا بدونه. هذا الاحتلال أخذ منا روحنا، وأخذ منا ما تبقى من الديمقراطية لدينا. كان هناك من حذرنا من هذا الثمن، لكننا دفعناه بقلوب مرتاحة وطواعية ونحن نغمض العيون. هذا الاحتلال أعطيناه دماء أبنائنا وبناتنا بحجة الأمن أرسلناهم وقتلنا الفلسطينيين بحجج كثيرة وتحت مسميات متعددة مثل «قص العشب» و«إدارة النزاع» «وأنهم يختبئون خلف المدنيين»، وهاجمنا رياض الأطفال بحجة أنها «أدوات قتالية». وقمنا بتجنيد أدمغة المحامين الماهرين لدينا لكى يبرروا كل شىء نفعله ضد الفلسطينيين.
ومن أجل استمرار الاحتلال خدعنا أنفسنا فى التنقيب فى قوانين الطوارئ الانتدابية لتبرير السلب وتشريع سرقة الأرض وتبرير التعذيب والعقاب الجماعى، وبرر المحامون إقامة مناطق لليهود فقط. والحكومات اليمينية شرعت بأن الاستيطان مباح فى كل أراضى الضفة، وحتى قضاة المحكمة العليا صادقوا على إخلاء العديد من القرى والمدن الفلسطينية بحجة إتاحة التدريب للجيش الإسرائيلى، رغم أننا كنا نقول إن المحكمة العليا هى الحاجز الأخير الذى تبقى لنا وللعدالة.
لقد تعودنا على كل شىء، على المذابح والقرى الفلسطينية المحترقة وقيام المستوطنين بالصلاة أمامها، وآخر مثال لذلك إحراق المستوطنين لقرية جالود وإخراج بعض سكانها منها، وكالعادة تصل الشرطة دائما بعد وقوع الحوادث.
وقبل أسبوعين تم إجبار ٢٠٠ بدوى فلسطينى على الخروج من قرية عين سامية بسبب هجمات المستوطنين اليهود، وبعدها قام المستوطنون بإحراق بعض بيوت قرية برقة، لأنهم استضافوا بعثة من الاتحاد الأوروبى. وفى ١٤ مايو الماضى خرجت «مسيرة الإعلام» الإسرائيلية وسار فيها آلاف الشباب وهم يهتفون «لتحرق قريتكم» فى إشارة إلى الحى الإسلامى فى القدس الشرقية المحتلة.
تختم السيدة غلئون مقالها بالقول: «لقد جعلنا لأنفسنا واقعا بديلا، عالما خياليا خاصا بنا، نحن نخلقه من جديد كل يوم بالأكاذيب أو التجاهل».
انتهت كلمات زهافا غلئون التى نقلتها بتصرف بسيط، وهو مقال موضوعى جدا ويعبر عن الواقع الذى لا يريد بعض العرب رؤيته، لكن المشكلة أن هذا الرأى لا يؤمن به فى إسرائيل إلا قلة قليلة، فى حين أن غالبية الإسرائيليين يؤيدون الاستيطان واحتلال الأرض الفلسطينية بالقوة خلافا لقوانين الشرعية الدولية، وينتخبون حكومات يمينية متطرفة منذ عشرات السنين.
كنت سأرد على إيدى كوهين، لكن الآن أطلب منه هو ومن يفكر مثله فقط أن يقرأ ما كتبته زهافا غلئون حتى يتوقف عن الاندهاش.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اندهاش الإسرائيليين وشهد شاهد من أهلها اندهاش الإسرائيليين وشهد شاهد من أهلها



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 18 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 04:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 07:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزالان بقوة 4.7 و4.9 درجة يضربان تركيا اليوم

GMT 03:12 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ليليا الأطرش تنفي تعليقاتها عن لقاء المنتخب السوري

GMT 18:33 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ميا خليفة تحضر إلى لبنان في زيارة خاصة

GMT 14:47 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

الحضري على رأس قائمة النجوم لمواجهة الزمالك

GMT 11:13 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

ما وراء كواليس عرض "دولتشي آند غابانا" في نيويورك
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon