توقيت القاهرة المحلي 18:32:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كيف تتم مسابقات التعيينات؟

  مصر اليوم -

كيف تتم مسابقات التعيينات

بقلم - عماد الدين حسين

قبل أسابيع قليلة انتشرت على صفحات الفيسبوك قصص وحكايات عن تجاوزات فى عملية اختيار الناجحين فى مسابقة أجرتها إحدى المحافظات لاختيار ألف شخص للتعيين فى إحدى شركات المياه الحكومية، التى تقدم خدماتها للمواطنين. المسابقة تقدم لها ٣٠ ألف شخص، تم اختيار تسعة آلاف منهم، وبعد خوض الاختبارات الشفوية والتحريرية نجح ألف واحد منهم فقط.
الذين لم يحالفهم الحظ فى هذه المسابقة أنشأوا صفحات على وسائل التواصل الاجتماعى وقالوا إن بعض الذين تم إعلان نجاحهم هم أقارب المسئولين بالشركة، وحددوا اسم شخص معين يشغل منصبا مهما فى هذه الشركة، قالوا إنه عيّن ٢٠ شخصا من أقاربه ينتمون لقرية واحدة.
الشركة المتهمة بالمحاباة قالت فى بيان رسمى إنه لا صحة إطلاقا لوجود أى شبهة فساد فى المسابقة التى تم إجراؤها بكل نزاهة وشفافية كاملة، وإن كافة الاختبارات جرت بشكل موثق، ويمكن التأكد من ذلك عبر الجهات الرقابية.
أضاف رد الشركة أن الزعم بأن أحد المسئولين عيّن ٢٠ من أقاربه وأصدقائه ليس صحيحا وأن الموظف لم يكن ضمن اللجنة التى اختارت الفائزين، وأن اللجنة تضم قيادات المحافظة وكلية الهندسة ورؤساء شركات ومن الشركة القابضة خارج المحافظة.
عرضت بأمانة ما قاله الراسبون فى المسابقة ورد الشركة، وحرصت على عدم ذكر اسم الشركة أو حتى مكانها لأن ذلك ليس هو المهم. بل المهم من وجهة نظرى هو القواعد والمبادئ العامة التى تحكم عمل بعض المسابقات فى مصر.
أزمة هذه المسابقة والتطور المهم أن أحد نواب البرلمان تقدم بطلب إحاطة لوزير القوى العاملة ووزير الإسكان بشأن ما تردد عن وجود شبهات فساد فى هذه المسابقة.
مبدئيا ومن وجهة نظرى فإنه من دون مستندات موثقة وحاسمة يصعب اتهام الشركة بالفساد والتجاوز، وبالتالى فإن الأجهزة الرقابية حينما تفحص مثل هذا النوع من الاتهامات فإنها تحتاج لأدلة وليس فقط لاتهامات مرسلة.
لكن مرة أخرى أعود إلى الحديث عن القواعد والمبادئ، لأن كلامى السابق حتى وإن برّأ مبدئيا هذه الشركة طالما ليس هناك دليل دامغ، لكن لا يعنى ذلك من بعيد أو قريب أن كل الأمور تمام فى المسابقات المختلفة التى تتم فى غالبية القطاعات والوزارات.
أعرف أن إثبات الاتهامات أمر شديد الصعوبة، وأعرف أن هناك تجاوزات بشكل أو بآخر فى العديد من الجهات الحكومية، والخاصة على السواء، وأعرف أن الواسطة ستظل موجودة بصورة أو بأخرى، لكن المهم ألا تكون هى الأساس الحاكم لكل التعيينات وأن يكون المستحقون هم الذين يتم اختيارهم أولا، وألا يكون كل المختارين هم من أهل الثقة على حساب أهل الخبرة.
مرة أخرى أعرف أن الأمور ليست مثالية وأن الجهاز الإدارى للدولة خصوصا فى المحليات تعرض للكثير من الضربات والتداعيات التى جعلته ليس فى أفضل أحواله.
سؤالى الأساسى فى هذا الموضوع: هل هناك طريقة عملية للتأكد من أن هذه المسابقات تتم فعلا على أسس صحيحة وليس عبر «تستيف الأوراق»؟!
بعض المؤسسات صارت خبيرة فى عملية «التستيف»، بحيث لا يمكن لأى جهة إدانتها، فالأوراق ظاهريا سليمة، لكن فى الباطن فإن رائحة الفساد تزكم الأنوف، وأظن أن الرئيس عبدالفتاح السيسى حينما قرر إعادة النظر فى قوانين البناء، فإنه كان يهدف إلى إيجاد صيغة عملية وعادلة للتغلب على الفساد الذى عشّش فى بعض الأحياء، ويومها تم الاتفاق على أن تكون اللجنة التى تتولى منح التراخيص ليست قاصرة فقط على الحى أو جهاز المدينة، بل من عدة جهات مختلفة، ومنها كلية الهندسة التابعة للمنطقة، وأجهزة حكومية ورقابية أخرى.
لا أعرف هل تم تطبيق هذه الآلية أم لا، لكن أتمنى أن نجتهد جميعا فى البحث عن صيغ عملية لضمان حيادية وعدالة كل شىء من أول تصاريخ البناء إلى مسابقات التعيينات فى القطاعات المختلفة.
أسوأ شىء أن يشعر عدد كبير من المواطنين بأنهم مظلومون وأنهم كانوا الأحق، وإذا شاع هذا الشعور، فإن حتى الراسبين غير المستحقين وغير المؤهلين سوف يتحججون بالقول إنهم رسبوا فقط لأنهم بلا واسطة.
أتمنى ألا تتعامل الجهات الحكومية وغير الحكومية باستهتار مع تنامى الشعور بالغبن والظلم لأن آثاره بعيدة المدى فى منتهى الخطورة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كيف تتم مسابقات التعيينات كيف تتم مسابقات التعيينات



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:36 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الأمير الحسين يشارك لحظات عفوية مع ابنته الأميرة إيمان

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 13:24 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 12:19 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مصر تحصد 31 ميدالية متنوعة مع ختام بطولتي الرماية

GMT 13:55 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

الهلال يستضيف الزمالك في ليلة السوبر السعودي المصري

GMT 06:08 2024 الإثنين ,09 أيلول / سبتمبر

عطور نسائية تحتوي على العود

GMT 08:19 2022 الأحد ,25 كانون الأول / ديسمبر

أزمة الطاقة وسيناريوهات المستقبل

GMT 19:18 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الطرق الصحيحة لتنظيف الأثاث الجلد

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon