توقيت القاهرة المحلي 22:01:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الطرق التي تكلفت المليارات كيف نحميها من التدمير؟!

  مصر اليوم -

الطرق التي تكلفت المليارات كيف نحميها من التدمير

بقلم - عماد الدين حسين

الطريق الصحراوى الغربى تم تحديثه على أعلى مستوى، فهل سنحافظ عليه، أم نهدر المليارات التى تم إنفاقها على تطويره، كما فعلنا أكثر من مرة؟!

هذا السؤال جال بذهنى وأنا أسير على هذا الطريق يوم الخميس والجمعة الماضيين.

كان محددا لنا أن نتواجد نحن ــ الصحفيين والإعلاميين ــ فى مدينة المنيا الجديدة فى السابعة من صباح يوم الخميس الماضى لحضور افتتاح الرئيس عبدالفتاح السيسى للمدينة.

الأسرع والأفضل كان أن نسلك أنا وبعض الزملاء الطريق الصحراوى الشرقى أو طريق الجيش كما يطلق عليه ونمر عبر حلوان والكريمات، لأن مدينة المنيا الجديدة أقرب كثيرا لهذا الطريق ويمكن قطع الطريق فى ساعتين فقط.

لكن تطوير هذا الطريق لم يكتمل رسميا حتى الآن خصوصا فى المسافة من القاهرة لأسيوط.

وبسبب ذلك سلكت الطريق الصحراوى الغربى عبر طريق الفيوم، ومنه لهذا الطريق وسرنا حتى محور سمالوط، ومنه اتجهنا يسارا لنمر فوق الطريق الزراعى القديم، ثم عبرنا فوق الترعة الإبراهيمية ونهر النيل، ووصلت إلى مدينة المنيا فى السابعة صباحا.

الطريق الصحراوى الغربى صار ممتازا بعد أن أعيد تطويره وتأهيله بالكامل، وصار هناك طريق للخدمة على جانبيه لسيارات النقل.

كتبت عن هذا الطريق أكثر من مرة. وهو كان طريقا جيدا حتى طالته يد الإهمال والفوضى خصوصا بسبب السماح لسيارات النقل الثقيل والمقطورات ذات الحمولة المتجاوزة بتخريبه وتكسيره، مما جعل مرتادى هذا الطريق يتعرضون لعملية تعذيب مستمرة وإضاعة الوقت والجهد والمال، ناهيك عن تعريض حياتهم للخطر.

وزارة النقل تقول فى البيان الذى أصدرته يوم الخميس الماضى إن مشروع تطوير ورفع كفاءة الطريق الصحراوى الغربى من القاهرة حتى أرقين على الحدود المصرية السودانية بطول ١١٥٥ كيلومترا بتكلفة ٤٠٫٤ مليار جنيه، وهو جزء من طريق القاهرة ــ كيب تاون الذى يمر بتسع دول أفريقية ويبلغ طوله ١٠٢٢٨ كيلومترا، ويهدف لتسهيل حركة التنقل والتجارة فى القارة الأفريقية.

نتذكر أن الرئيس السيسى افتتح المرحلة الأولى من تطوير هذا الطريق من الجيزة حتى المنيا بطول ٢٣٠ كيلومترا فى ديسمبر ٢٠٢١ وافتتح الرئيس المرحلة الثانية بطول ٦٠ كيلو مترا من المنيا حتى القوصية بأسيوط، والمرحلة الأخيرة تكلفت ٢٫٥ مليار جنيه واشتملت على ٦ أنفاق، وصار الطريق بعرض ٦ حارات مرورية منها ٣ حارات مرصوفة بالخرسانة المسلحة، وجار تنفيذ بقية الطريق حتى أرقين بنسب تنفيذ تتراوح بين ٣٥٪ إلى ١٠٠٪.

إذن تكلفة تطوير طريق مرصوف فى السابق بطول ٦٠ كيلومترا تكلفت ٢٫٥ مليار جنيه، كما قال رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى ظهر الخميس الماضى بمدينة المنيا الجديدة.

السؤال الجوهرى الذى يفترض أن نسأله ونكرره هو: كيف سمحت الحكومات المتعاقبة بالتدمير الممنهج للطرق التى تتكلف المليارات؟!

نعلم أن الدولة حاولت مرارا وتكرارا تطبيق القانون الخاص بإلغاء المقطورات وتخفيف حمولة النقل الثقيل إلى الحمولات الطبيعية بهدف المحافظة على الطرق، لكن لوبى المقطورات نجح دائما فى إجهاض هذا القانون، والنتيجة أن غالبية الطرق تعرضت «للتكسير والتشويه والشلفطة».

من التطورات المهمة فى السنوات الأخيرة أن الحكومة وهى تبنى الطرق تقوم بتخصيص حارات للخدمة بالخرسانة المسلحة مخصصة للنقل الثقيل، حتى لا يدمر الطريق الأساسى المخصص للسيارات الملاكى والأجرة.

وهذا النظام مطبق على طريق الإسكندرية الصحراوى والصحراوى الغربى، وأظن أنه مطبق أيضا فى الصحراوى الشرقى، والطرق الحديثة الأخرى.

حينما انتهى الاحتفال بافتتاح المنيا الجديدة لم أعد للقاهرة مباشرة، بل ذهبت لمنزل أهلى فى القوصية بأسيوط عبر محور ملوى ومنه إلى الطريق الزراعى القديم ثم لمدينة القوصية وبعدها لقرية تمساحية، وفى طريق العودة سلكت الطريق الصحراوى الغربى من عند قرية الدير المحرق.

مرة أخرى الطريق أكثر من ممتاز لكن بعض الممارسات عليه لا تبشر بالخير، حيث شاهدت أكثر من سيارة نقل خصوصا الصغيرة والمتوسطة تسير على الطريق المخصص للملاكى، وليس للطريق المخصص للنقل الثقيل، والطريف أن سيارة مكتوبا عليها «مراقبة الطريق» كانت تسير أمامها سيارة نقل على الطريق المخصص للملاكى بعد مسافة قليلة من كمين بنى مزار بالمنيا بنحو ٢٠ كيلومترا.

السؤال: لماذا لا تكون الرقابة مشددة وحاسمة حتى لا نضطر بعد بضع سنوات لإعادة إنفاق المليارات على طريق تم تطويره بالمليارات؟!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الطرق التي تكلفت المليارات كيف نحميها من التدمير الطرق التي تكلفت المليارات كيف نحميها من التدمير



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 18 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 04:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 07:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزالان بقوة 4.7 و4.9 درجة يضربان تركيا اليوم

GMT 03:12 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ليليا الأطرش تنفي تعليقاتها عن لقاء المنتخب السوري

GMT 18:33 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ميا خليفة تحضر إلى لبنان في زيارة خاصة

GMT 14:47 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

الحضري على رأس قائمة النجوم لمواجهة الزمالك

GMT 11:13 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

ما وراء كواليس عرض "دولتشي آند غابانا" في نيويورك
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon