توقيت القاهرة المحلي 20:18:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الطرق التي تكلفت المليارات كيف نحميها من التدمير؟!

  مصر اليوم -

الطرق التي تكلفت المليارات كيف نحميها من التدمير

بقلم - عماد الدين حسين

الطريق الصحراوى الغربى تم تحديثه على أعلى مستوى، فهل سنحافظ عليه، أم نهدر المليارات التى تم إنفاقها على تطويره، كما فعلنا أكثر من مرة؟!

هذا السؤال جال بذهنى وأنا أسير على هذا الطريق يوم الخميس والجمعة الماضيين.

كان محددا لنا أن نتواجد نحن ــ الصحفيين والإعلاميين ــ فى مدينة المنيا الجديدة فى السابعة من صباح يوم الخميس الماضى لحضور افتتاح الرئيس عبدالفتاح السيسى للمدينة.

الأسرع والأفضل كان أن نسلك أنا وبعض الزملاء الطريق الصحراوى الشرقى أو طريق الجيش كما يطلق عليه ونمر عبر حلوان والكريمات، لأن مدينة المنيا الجديدة أقرب كثيرا لهذا الطريق ويمكن قطع الطريق فى ساعتين فقط.

لكن تطوير هذا الطريق لم يكتمل رسميا حتى الآن خصوصا فى المسافة من القاهرة لأسيوط.

وبسبب ذلك سلكت الطريق الصحراوى الغربى عبر طريق الفيوم، ومنه لهذا الطريق وسرنا حتى محور سمالوط، ومنه اتجهنا يسارا لنمر فوق الطريق الزراعى القديم، ثم عبرنا فوق الترعة الإبراهيمية ونهر النيل، ووصلت إلى مدينة المنيا فى السابعة صباحا.

الطريق الصحراوى الغربى صار ممتازا بعد أن أعيد تطويره وتأهيله بالكامل، وصار هناك طريق للخدمة على جانبيه لسيارات النقل.

كتبت عن هذا الطريق أكثر من مرة. وهو كان طريقا جيدا حتى طالته يد الإهمال والفوضى خصوصا بسبب السماح لسيارات النقل الثقيل والمقطورات ذات الحمولة المتجاوزة بتخريبه وتكسيره، مما جعل مرتادى هذا الطريق يتعرضون لعملية تعذيب مستمرة وإضاعة الوقت والجهد والمال، ناهيك عن تعريض حياتهم للخطر.

وزارة النقل تقول فى البيان الذى أصدرته يوم الخميس الماضى إن مشروع تطوير ورفع كفاءة الطريق الصحراوى الغربى من القاهرة حتى أرقين على الحدود المصرية السودانية بطول ١١٥٥ كيلومترا بتكلفة ٤٠٫٤ مليار جنيه، وهو جزء من طريق القاهرة ــ كيب تاون الذى يمر بتسع دول أفريقية ويبلغ طوله ١٠٢٢٨ كيلومترا، ويهدف لتسهيل حركة التنقل والتجارة فى القارة الأفريقية.

نتذكر أن الرئيس السيسى افتتح المرحلة الأولى من تطوير هذا الطريق من الجيزة حتى المنيا بطول ٢٣٠ كيلومترا فى ديسمبر ٢٠٢١ وافتتح الرئيس المرحلة الثانية بطول ٦٠ كيلو مترا من المنيا حتى القوصية بأسيوط، والمرحلة الأخيرة تكلفت ٢٫٥ مليار جنيه واشتملت على ٦ أنفاق، وصار الطريق بعرض ٦ حارات مرورية منها ٣ حارات مرصوفة بالخرسانة المسلحة، وجار تنفيذ بقية الطريق حتى أرقين بنسب تنفيذ تتراوح بين ٣٥٪ إلى ١٠٠٪.

إذن تكلفة تطوير طريق مرصوف فى السابق بطول ٦٠ كيلومترا تكلفت ٢٫٥ مليار جنيه، كما قال رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى ظهر الخميس الماضى بمدينة المنيا الجديدة.

السؤال الجوهرى الذى يفترض أن نسأله ونكرره هو: كيف سمحت الحكومات المتعاقبة بالتدمير الممنهج للطرق التى تتكلف المليارات؟!

نعلم أن الدولة حاولت مرارا وتكرارا تطبيق القانون الخاص بإلغاء المقطورات وتخفيف حمولة النقل الثقيل إلى الحمولات الطبيعية بهدف المحافظة على الطرق، لكن لوبى المقطورات نجح دائما فى إجهاض هذا القانون، والنتيجة أن غالبية الطرق تعرضت «للتكسير والتشويه والشلفطة».

من التطورات المهمة فى السنوات الأخيرة أن الحكومة وهى تبنى الطرق تقوم بتخصيص حارات للخدمة بالخرسانة المسلحة مخصصة للنقل الثقيل، حتى لا يدمر الطريق الأساسى المخصص للسيارات الملاكى والأجرة.

وهذا النظام مطبق على طريق الإسكندرية الصحراوى والصحراوى الغربى، وأظن أنه مطبق أيضا فى الصحراوى الشرقى، والطرق الحديثة الأخرى.

حينما انتهى الاحتفال بافتتاح المنيا الجديدة لم أعد للقاهرة مباشرة، بل ذهبت لمنزل أهلى فى القوصية بأسيوط عبر محور ملوى ومنه إلى الطريق الزراعى القديم ثم لمدينة القوصية وبعدها لقرية تمساحية، وفى طريق العودة سلكت الطريق الصحراوى الغربى من عند قرية الدير المحرق.

مرة أخرى الطريق أكثر من ممتاز لكن بعض الممارسات عليه لا تبشر بالخير، حيث شاهدت أكثر من سيارة نقل خصوصا الصغيرة والمتوسطة تسير على الطريق المخصص للملاكى، وليس للطريق المخصص للنقل الثقيل، والطريف أن سيارة مكتوبا عليها «مراقبة الطريق» كانت تسير أمامها سيارة نقل على الطريق المخصص للملاكى بعد مسافة قليلة من كمين بنى مزار بالمنيا بنحو ٢٠ كيلومترا.

السؤال: لماذا لا تكون الرقابة مشددة وحاسمة حتى لا نضطر بعد بضع سنوات لإعادة إنفاق المليارات على طريق تم تطويره بالمليارات؟!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الطرق التي تكلفت المليارات كيف نحميها من التدمير الطرق التي تكلفت المليارات كيف نحميها من التدمير



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:36 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الأمير الحسين يشارك لحظات عفوية مع ابنته الأميرة إيمان

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 13:24 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 12:19 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مصر تحصد 31 ميدالية متنوعة مع ختام بطولتي الرماية

GMT 13:55 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

الهلال يستضيف الزمالك في ليلة السوبر السعودي المصري

GMT 06:08 2024 الإثنين ,09 أيلول / سبتمبر

عطور نسائية تحتوي على العود

GMT 08:19 2022 الأحد ,25 كانون الأول / ديسمبر

أزمة الطاقة وسيناريوهات المستقبل

GMT 19:18 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الطرق الصحيحة لتنظيف الأثاث الجلد

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon