توقيت القاهرة المحلي 22:20:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قوة بحرية في الخليج.. انقلاب استراتيجي كبير

  مصر اليوم -

قوة بحرية في الخليج انقلاب استراتيجي كبير

بقلم - عماد الدين حسين

إذا صح ما قاله قائد القوات البحرية الإيرانية عن تشكيل قوة بحرية من بلدان المنطقة لحماية الأمن البحرى تضم إيران ودول الخليج، فإن ذلك سيعد تطورا بالغ الأهمية، وسيغير العديد من معادلات الأمن فى هذه المنطقة.

تفاصيل هذا الموضوع وردت مساء الجمعة قبل الماضى على لسان الأدميرال شهرام إيرانى قائد القوات البحرية الإيرانية بأنه سيتم قريبا تشكيل تحالف مشترك للبحرية الإيرانية مع دول المنطقة بما فى ذلك السعودية والإمارات وقطر والبحرين والعراق والهند وباكستان. وأن دول المنطقة وصلت إلى نقطة تقول إنه إذا أريد الحفاظ على الأمن فى المنطقة، فيجب أن يتم ذلك من خلال التآزر والتعاون المتبادل، وأن هناك تحالفات جديدة قيد التبلور إقليميا ودوليا.

وعن التحالف البحرى بين إيران وروسيا والصين قال إيرانى إن هذا التحالف يجرى تطويره. وأخطر ما قاله الأدميرال الإيرانى هو أن المنطقة ستخلو من أى قوة غير مبرر تواجدها وستكون شعوب المنطقة هى المسيطرة فى مجالها الأمنى باستخدام جنودها، خاتما بأن كل دول منطقة شمال المحيط الهندى تقريبا باتت تعتقد أنه ينبغى عليها الوقوف بجانب إيران وتحقيق الأمر بشكل مشترك.

مرة أخرى من المنطقى أن يكون كلام الأدميرال الإيرانى به بعض المبالغات لزوم الدعاية وكذلك مخاطبة الرأى العام الداخلى فى بلاده، لكن إذا صح أن بلدان المنطقة تبحث فعليا إنشاء هذه القوة المشتركة فسيكون الأمر انقلابا استراتيجيا كاملا فى المنطقة، لأنه يعنى تغير معظم المعادلات العسكرية القائمة فى المنطقة منذ اندلاع الثورة الإيرانية فى الأول من فبراير عام ١٩٧٩ التى أطاحت نظام حكم شاه إيران حليف الغرب ودخلت فى عملية تحدٍّ للمصالح الأمريكية والغربية والإسرائيلية فى المنطقة وماتزال.

وعلينا ألا ننسى أن الإمارات قررت الانسحاب قبل حوالى شهرين من القوة البحرية التى تقودها الولايات المتحدة وتضم ٣٨ دولة وهدفها المعلن مكافحة الإرهاب والقرصنة فى منطقتى البحر الأحمر والخليج، والتقديرات أن السبب هو عدم وفاء واشنطن بتعهداتها عموما وخصوصا فى حماية السفن المارة فى الخليج.

ونعلم أن الخلافات الخليجية والعربية مع إيران منذ عام ١٩٧٩ أعطت مبررا كبيرا لتواجد العديد من الجيوش الغربية خصوصا الأمريكية والبريطانية والفرنسية لحماية بلدان الخليج من التهديدات الإيرانية خصوصا فى أثناء حرب الثمانى سنوات بين العراق وإيران «١٩٨٠ ــ ١٩٨٨». ونعلم أيضا أن إيران دعمت الهجمات الحوثية ضد السعودية والإمارات فى السنوات الماضية، وهناك تقارير أنها كانت تقف بنفسها وراء بعض هذه الهجمات خصوصا الهجوم على حقول شركة أرامكو السعودية فى مارس ٢٠٢٢، وضد بعض المنشآت الإماراتية فى يناير من نفس العام. وهناك اتهامات خليجية للولايات المتحدة بأنها لم تنفذ تعهداتها بحماية البلدان الخليجية طبقًا للاتفاقات المبرمة. بل إنها حاولت ابتزازها للحصول على مزيد من الأموال وبيع صفقات السلاح خصوصًا فى عهد دونالد ترامب ٢٠١٦ ــ ٢٠٢٠.

وحتى شهور مضت كان الصراع الخليج الإيرانى على أشده، وكان المستفيد الأساسى منه شركات الأسلحة الغربية وإسرائيل، التى حلمت بأن تقيم علاقات حميمة واسعة مع بلدان الخليج تسمح لها بتقديم الحماية العسكرية ضد التهديدات الإيرانية.

لكن المصالحة الإيرانية السعودية التى تمت قبل شهور فى بكين برعاية صينية وقبلها استئناف العلاقات الإماراتية الإيرانية، غيرت العديد من معادلات المنطقة، وسرعت من حلحلة بعض القضايا المزمنة مثل عودة سوريا للجامعة العربية وتهدئة الصراع فى اليمن.

إذ صح أن دول المنطقة سوف تشكل قوة بحرية لحفظ الأمن فى الخليج العربى فإن الكاسب الأكبر سيكون شعوب المنطقة العربية الإيرانية، بحيث تتفرغ المنطقة للبناء والتعاون والتنمية، وستكون إسرائيل والولايات المتحدة هى الخاسر الأكبر، لكن بشرط أساسى أنه تصدق إيران فى تعهداتها وتتوقف عن التدخل فى الشئون الداخلية العربية، ولا تعتقد أن التطورات الأخيرة هى انتصار لها، بل انتصار للمنطقة بأكملها.

ومن الواضح أن هناك تطورات دراماتيكية تتم فى المنطقة، وعلينا أن ندرسها جيدا فى مصر، لنرى كيف يمكننا الحصول على أكبر قدر من المكاسب وأقل قدر من الخسائر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قوة بحرية في الخليج انقلاب استراتيجي كبير قوة بحرية في الخليج انقلاب استراتيجي كبير



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 18 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 04:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 07:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزالان بقوة 4.7 و4.9 درجة يضربان تركيا اليوم

GMT 03:12 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ليليا الأطرش تنفي تعليقاتها عن لقاء المنتخب السوري

GMT 18:33 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ميا خليفة تحضر إلى لبنان في زيارة خاصة

GMT 14:47 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

الحضري على رأس قائمة النجوم لمواجهة الزمالك

GMT 11:13 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

ما وراء كواليس عرض "دولتشي آند غابانا" في نيويورك
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon