توقيت القاهرة المحلي 19:16:26 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أبوالغار يكشف قصة الفيلق المصري

  مصر اليوم -

أبوالغار يكشف قصة الفيلق المصري

بقلم - عماد الدين حسين

سؤال: كم شخصا فى مصر يعرف أن بعض المصريين شاركوا فى الحرب العالمية الأولى جبرا وبالإكراه بجوار الجيش البريطانى؟
تقديرى أن عددا كبيرا من المصريين خصوصا لا يعرفون أن حوالى سدس القوة العاملة المصرية عام ١٩١٤، قد شاركوا فى الحرب العالمية الأولى بجانب القوات البريطانية، وأن عددا كبيرا من هؤلاء المصريين قد ماتوا وقتلوا فى هذه الحرب.
ومن سوء الحظ أن كتب التاريخ الرسمية لم تسلط أى قدر من الضوء على هذا الموضوع المهم. وباستثناءات نادرة جدا فإن الكتاب والمثقفين والمهتمين بالتاريخ لم يكتبوا شيئا ذا بال عن هذا الموضوع.
اليوم يعود الفضل فى تسليط الضوء على هذه القضية إلى الدكتور محمد أبوالغار الطبيب النابغة والسياسى والمثقف، حيث وقع مع المهندس إبراهيم المعلم رئيس مجلس إدارة دار الشروق مؤخرا عقدا لتأليف كتاب تحت عنوان «الفيلق المصرى» سيصدر خلال أيام قليلة، يتناول فيه كل ما يخص هذه القضية، التى نأمل أن تحظى بأكبر قدر من النقاش، حتى يعرف الجيل الجديد جانبا مهما من تاريخه.
محمد أبوالغار مهموم بالتاريخ وعلى الرغم من نبوغه فى الطب خاصة مجال الولادة والتخصيب، وعلى الرغم من أنه لعب دورا مهما فى المشهد السياسى المصرى فى السنوات الأخيرة، فإنه أبدع أيضا فى مجال الكتب التاريخية مثل «أمريكا وثورة ١٩١٩» وهو بحث نادر ومهم ذهب من أجله لمكتبة الكونجرس الأمريكى، وكتاب «الوباء الذى قتل ١٨٠ ألف مصرى»، وكتاب «يهود مصر فى القرن العشرين»، وكل الكتب السابقة صادرة عن دار الشروق.
أبو الغار تخطى الثمانين عاما ــ أطال الله فى عمره ومتعه بالصحة والعافية ــ وعلى الرغم من ذلك فإنه يكتب ويجتهد ويسافر بروح شاب من أجل العلم والمعرفة وتسليط الضوء على بعض قضايا الوطن المنسية.
استمعت إلى الدكتور أبوالغار وهو يتحدث فى مقر دار الشروق، وقال إن هناك رسالة دكتوراه للمؤرخ الأمريكى كايل أندرسون نشرتها جامعة تكساس هى التى لفتت نظره للموضوع، حيث جاء فيها أن هناك نصف مليون فلاح تم إلحاقهم بالفيلق المصرى المصاحب للقوات البريطانية فى الحرب العالمية الأولى. وقتها كان عدد سكان مصر عام ١٩١٤ حوالى ١٢ مليون مصرى، والقوة العاملة فى البلاد ٣ ملايين، ما يعنى أن سدس هذه القوة أو نصف قوة الفلاحين المصرية أصبحت خارج الخدمة.
بريطانيا وهى قوة الاحتلال فى مصر كانت فى حاجة شديدة للأيدى العاملة، وبعد أن جلبت فرنسا أعدادا كثيرة من البشر من مستعمراتها، فقد أرسل وزير الخارجية البريطانى تلغرافا للمندوب السامى فى مصر يطلب منه تجهيز قوة مدنية من الفلاحين للقيام بأعمال مساعدة للجيش. وبالفعل تم إرسال عشرة آلاف فلاح إلى فرنسا وانتقل بعضهم إلى بلجيكا وإيطاليا، إضافة لمئات الآلاف من المصريين تم إرسالهم إلى سوريا الكبرى وغرب إسطنبول.
وحتى ٣٠ يونيو ١٩١٧ كان مجموع المصريين المشاركين فى الأعمال المرتبطة بالحرب وصل إلى ٣٢٧١٩٩، وبعدها تم إلحاق ١٧٩ ألف فلاح آخرين فى النصف الثانى من عام ١٩١٨، ليصبح المجموع حوالى نصف مليون مصرى إضافة إلى عمال موسميين مؤقتين لم يتم حسابهم.
يقول أبو الغار فى كتابه إن نظام السخرة ألغى عام ١٨٩٢ وتم استبداله بنظام عمال التراحيل ومقاولى الأنفار وهو الأمر الذى استقطب بضعة آلاف من عمال التراحيل، ولكن هؤلاء العمال والفلاحين أدركوا بعد فترة قصيرة صعوبة العمل وقلة العائد وزيادة المخاطر خصوصا أن أعدادا كبيرة منهم توفيت فانصرفوا عن هذا النظام، ولذلك أعاد الاحتلال نظام السخرة مرة ثانية، واستخدمت شرطة الاحتلال عمد القرى لجلب الفلاحين بالقوة، خصوصا بعد طلب اللورد بلفور وزير الخارجية جلب أعداد كبيرة من الفلاحين بكل الطرق ومن الملفت للنظر أن الصحيفة الوحيدة تقريبا التى تحدثت عن القضية فى هذا الوقت كانت صحيفة «المقطم» الموالية للإنجليز، وحاولت الترويج للتجنيد والدعاية للالتحاق بالفيلق المصرى.
طبقا للكتابات القليلة التى تحدثت عن الموضوع فإن الشرطة وبضغوط من الإنجليز كانت تقوم بخطف الفلاحين من القرى والمدن الصغيرة، وكان الفلاحون يمشون مربوطين بحبال حتى لا يهربوا، وفى أقرب مدينة يتم تسليمهم للمأمور ليضع كل ٧٠ فردا فى حجرة واحدة لمدة أسبوع، حتى يتم ترحيلهم والتعاقد كان مقابل ٥ قروش يوميا.
كما عدد القتلى من المصريين فى هذه الفترة ومن هو المصرى الذى قتل الضابط الإنجليزى الذى سخر من مصر وما هى حكاية النصب التذكارى الذى يخلد هؤلاء المصريين داخل مستشفى الرمد بالجيزة؟
نتابع لاحقا إن شاء الله..

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أبوالغار يكشف قصة الفيلق المصري أبوالغار يكشف قصة الفيلق المصري



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon