توقيت القاهرة المحلي 21:44:32 آخر تحديث
  مصر اليوم -

دور المستثمرين المهم في تجاوز الأزمة

  مصر اليوم -

دور المستثمرين المهم في تجاوز الأزمة

بقلم - عماد الدين حسين

أسوأ شىء يحدث فى الفترة المقبلة أن يصاب بعض المستثمرين باليأس ويعطلون أعمالهم لأسباب مختلفة حتى لو كان بعضها وجيها، والدور المهم الذى يفترض أن تلعبه الحكومة أن تقف بجوار هؤلاء المصنعين والمستثمرين وتدعمهم بكل الطرق حتى لا يتوقفوا.

السؤال الطبيعى: وما هو السبب الذى قد يجعل بعض المستثمرين والمصنعين يتوقف عن العمل؟!

نعلم أن تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية وبعض الأسباب الداخلية كانت شديدة التأثير على الاقتصاد المصرى، خصوصا ارتفاع أسعار العديد من السلع العالمية المستوردة وارتفاع تكاليف الشحن والتأمين والتحوط وتعطل سلاسل الإمداد وارتفاع أسعار الوقود عالميا، ثم وهذا هو الأهم تعويم الجنيه بحيث ارتفع سعر الدولار من ١٥٫٥٠ جنيه إلى أكثر من ٣٠ جنيها.

ولأن الحكومة تحاول جاهدة محاربة التضخم المرتفع وسحب السيولة من الأسواق ومنع الدولرة، فقد رفعت سعر الفائدة بصور مختلفة بحيث إن سعر آخر شهادة وصل إلى ٢٥٪.

هذه الإجراءات حاربت التضخم، لكنها فى نفس الوقت ستعطل الكثير من الاستثمارات خصوصا فى الزراعة والصناعة، فالمستثمر حينما يقرر الاستثمار فى أى مشروع فسيتجه للبنك للحصول على القروض وحينما لا يقل سعر فائدة الاقتراض عن ٢٠٪، وقتها سيقول لنفسه إن الأفضل له أن يضع نقوده فى شهادات الـ ٢٥٪، بعيدا عن الجرى ووجع الرأس والصداع والروتين.

لكن إذا فكر كل مستثمر بهذه الطريقة فسوف يتضرر الاقتصاد الوطنى ككل وسيتراجع الانتاج خصوصا الزراعى والصناعى، وبالتالى قلة الإنتاج والصادرات وفرص العمل وزيادة الواردات وهو ما يقود لارتفاع الأسعار لمستويات قياسية أكثر أو انخفاض مريع فى مستوى حياة غالبية المواطنين. 

السؤال: هل نلوم المستثمرين حينما يتوقفون عن الإنتاج فى ظل هذه الظروف؟

سألت هذا السؤال لمستثمر مصرى بارز، فقال لى: صحيح أن بعض المستثمرين مصابون بالاكتئاب ولا يريدون أن يعملوا ونشاطهم قل إلى حد كبير، لكن ذلك ليس هو القرار الصحيح، حتى لو كانوا يواجهون بعض الصعوبات، لأن الخسارة فى حالة التوقف ستكون أكبر كثيرا عليهم وعلى البلد من الاستمرار فى العمل ومواجهة بعض المشكلات.

فى تقدير هذا المستثمر فإنه ورغم كل الظروف الحالية فإن «البلد ملانة شغل» خصوصا فى قطاعات معينة لم تتأثر كثيرا بالمشكلات الناتجة عن الازمة الأخيرة خصوصا نقص الدولار لتلبية استيراد بعض مكونات الإنتاج.

هو يشرح فكرته قائلا: «قد نعذر صاحب المصنع الذى يستورد معظم خاماته ومكونات ومستلزمات الإنتاج من الخارج. لكن هناك قطاعات كثيرة خصوصا فى الصناعة والزراعة لم تتأثر كثيرا بهذه التداعيات لكونها تعتمد على مكونات محلية وتصدر معظم إنتاجها للخارج، وبالتالى فهى تقدم أفضل مساهمة للاقتصاد الوطنى، لأنها توفر فرص عمل كثيرة للمصريين وتوفر إنتاجا محليا وتوفر دولارات، والأهم أيضا أن بعضها يصدر للخارج وبالتالى يوفر دولارات للاقتصاد المصرى هو فى أمس الحاجة إليها الآن».

أى مستثمر يعمل قيمة مضافة الآن سيجد العديد من النشاط، وبالتالى لا يمكنه أن يلوم الظروف الاقتصادية.

الأمر نفسه فى الزراعة، صحيح أنها تحتاج لأسمدة وتقاوى لكن مكسبها فى الفترة المقبلة كبير وعلى العاملين فيها التغلب على أى صعوبات محتملة حتى تمر الظروف الصعبة الحالية.

هذا فيما يتعلق بالمستثمرين ولكن هل هناك دور للحكومة فى هذا الصدد؟

الإجابة هى نعم، فتنظيم السوق مهمة الحكومة الأساسية ويتضمن ذلك توفير وتهيئة كل الظروف التى تمكن المستثمرين من أداء عملهم فى إطار القانون، والأهم فى مواجهة أى تطورات عالمية خارجية لم يكن لهم دخل فيها مثل وباء كورونا وحرب أوكرانيا.

سيسأل البعض ولماذا تقف الحكومة بجانب مستثمرى القطاع الخاص، أليس عليهم أن يتصرفوا بأنفسهم؟!

الإجابة ببساطة أن أى تعثر للنشاط الاقتصادى حتى لو كان يقوده القطاع الخاص فسيدفع ثمنه البلد بأكمله، فحينما تختفى سلعة أو تشح فإن المواطنين هم الذين سيدفعون الثمن والحكومة هى التى ستتعرض للوم حتى لو كان القطاع الخاص هو المنتج، والسبب أن قرارات الحكومة فى المجالات المختلفة تلعب دورا كبيرا فى التداعيات سواء كانت إيجابية أو سلبية ولنا فى أزمة الفراخ الحالية مثال عملى على ذلك. فعدم توفر الدولار أدى إلى ارتفاع أسعار الاعلاف المستوردة التى تم حجزها بالموانئ، والنتيجة وصول أسعارها لمستويات قياسية. 

 المهم أننا جميعا شركاء فى هذا الوطن. وبالتالى فمطلوب منا جميعا كل فى موقعه أن يبذل كل الجهود وأفضلها حتى نمر من هذه الأزمة الصعبة إن شاء الله.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دور المستثمرين المهم في تجاوز الأزمة دور المستثمرين المهم في تجاوز الأزمة



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 18 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 04:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 07:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزالان بقوة 4.7 و4.9 درجة يضربان تركيا اليوم

GMT 03:12 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ليليا الأطرش تنفي تعليقاتها عن لقاء المنتخب السوري

GMT 18:33 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ميا خليفة تحضر إلى لبنان في زيارة خاصة

GMT 14:47 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

الحضري على رأس قائمة النجوم لمواجهة الزمالك

GMT 11:13 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

ما وراء كواليس عرض "دولتشي آند غابانا" في نيويورك
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon