بقلم - عماد الدين حسين
تحدثت بالأمس عن البيئة الممهدة لتوطين الصناعة فى الصعيد مركزا على نموذج سوهاج بمناسبة افتتاح الرئيس عبدالفتاح السيسى للعديد من المشروعات فيها يوم الخميس الماضى.
اليوم أركز الحديث على مشروعات محددة سمعت أصحابها يتحدثون أمام الرئيس عن آمالهم وطموحاتهم والأهم أن نركز على حل كل ما يواجههم من مشكلات.
المشروع المبهر هو مجمع غرب جرجا الصناعى الذى يضم ثلاثة آلاف وحدة صناعية، يفترض أن يوفر آلاف فرص العمل.
لفت نظرى خلال افتتاح المشروعات حديث مينا وليم نائب المدير التنفيذى لمبادرة «ابدأ» بأنه تم افتتاح ٣ مصانع كنماذج للتعاون بين المبادرة والقطاع الخاص.
أحد هذه المصانع تحدث صاحبها محمد أحمد محمد عبداللطيف وقال إنه ينتج البلاستيك وأن الهيئة العامة للتنمية الصناعية وكذلك مبادرة «ابدأ» أنهوا جميع الأوراق والتراخيص، ويعمل لديه عشرون عاملا. والمشروع مقام على أرض صحراوية وليس أرضا زراعية.
والمثال الثانى هو أحمد عنتر القادم من أسيوط إلى سوهاج لإقامة مصنع للعلف ينتج ٥ أطنان أعلاف فى الساعة ويعمل معه فى هذا المصنع ٢٥ عاملا تتراوح مرتباتهم بين ٣٥٠٠ ــ ٧٠٠٠ جنيه، وظنى أنه مشروع مهم بالنظر إلى مشكلة نقص الأعلاف الكبيرة التى تشهدها مصر منذ أسابيع وأدت إلى زيادة أسعار اللحوم والدواجن وليته يتكرر فى كل مكان.
النموذج الثالث هو المستثمر أحمد العريان الذى أقام مصنعا للكوتشى، ولديه عشرون عاملا يتقاضون مرتبات تتراوح ما بين ٤ و ٦ آلاف جنيه. ويحلم بأن تكون لديه ٥٠٠ ماكينة تصنع ٥ ملايين قطعة حذاء سنويا. وأن يتم تصنيع هذه الماكينات فى مصر.
وبجانب المشروعات الصناعية المحددة التى تحدث عنها المستثمرون الثلاثة. كانت هناك فقرة مهمة لعدد ١٦ من طلاب وخريجى جامعة سوهاج تربط بين البحث العلمى والتطبيق العملى.
مثلا محمد عبداللطيف طبيب امتياز من خريجى طب سوهاج قال إنه وصديقه محمد رفعت بكلية الصيدلة استطاعا تأسيس وحدة للتكنولوجيا الطبية لإنشاء محتوى تعليمى تفاعلى لمساعدة الطلاب على توفير الوقت والجهد والمواد، تكلفة إنشاء هذه الوحدة نصف مليون جنيه، وتشمل الأجهزة وتطبيقات السوفت وير.
الطالب أيمن مراد تحدث عن إمكانية استخدام تقنية البلازما فى المجال الصحى وكذلك فى التسريع من التئام الجروح.
أما صمويل جرجس الطالب بصيدلية ٦ أكتوبر ومن أبناء سوهاج فقال إنه ومجموعة من الشباب قاموا باستخدام المخلفات الزراعية فى زراعة نوع من عيش الغراب «المشروم المحارى» ونسبة الدهون فيه لا تزيد على ١٪.
فى حين أن هاجر أحمد بزراعة سوهاج طرحت فكرة مشروع وجبات خفيفة من شرائح الفاكهة المجففة الخالية من المواد الحافظة وتحتوى على ٦ جرامات ألياف و٧ جرامات بروتين و٣٤٠ سعرا حراريا. كما قالت ندى حسن بكلية العلوم إن مشروعها يمكن الاستفادة منه فى الأماكن التى تتعامل مع المواد المشعة، مما يقلل من الفاتورة الاستيرادية.
وطرحت منار السيد بكلية العلوم منصة «كلمنى إشارة» التجريبية كى يستخدمها الصم وضعاف السمع فى التعلم.
الأفكار السابقة لطلاب وخريجى جامعة سوهاج قد تكون بسيطة وصغيرة، لكنها مهمة جدا ويمكن أن تتطور خصوصا أن عددا كبيرا منهم قال إنه تواصل مع مبادرة «ابدأ» مثلما حدث مع مشروع مزرعة المشروم المحارى، أو وجبات الفواكه المجففة.
علينا ألا نستهين بمثل هذه الأفكار التى قد تبدو حالمة، فربما بالدعم والمساندة يمكن لها أن تحقق ما لا يمكن تخيله. وربما لهذا السبب فإن الرئيس السيسى كان شديد التفاعل مع أفكار هؤلاء الطلاب، وقال لهم إن هذه المشروعات الستة لو حققت نسبة نجاح بـ ٥٠٪ فقط لكان ذلك ممتازا، مضيفا: «علينا أن نحلم ونجرى ونصدق حلمنا».
أضاف الرئيس أن هناك أرقاما لا تحلمون بها موجودة لمثل هذه المشروعات، وليس من جيب الحكومة.
فى كلمة الرئيس المكتوبة يوم الخميس الماضى فى سوهاج قال نصا: «إن الدولة عملت على تعزيز دور القطاع الخاص وجذب استثمارات مباشرة لدعم مؤشرات الاقتصاد الكلى وتنفيذ مبادرات لتوطين الصناعة المحلية ودعم الصادرات وتقليل الواردات».
ختاما نحتاج إلى كل الجهود مهما كانت صغيرة لدعم الصناعة والزراعة فى كل مكان خصوصا بالصعيد، فهى المفتاح الأساسى للخروج من معظم مشاكلنا.