توقيت القاهرة المحلي 22:20:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أولويات الاستثمارات العامة

  مصر اليوم -

أولويات الاستثمارات العامة

بقلم - عماد الدين حسين

هل هناك ضرورة لوجود الاستثمارات العامة، أم يتم ترك السوق مفتوحة فقط للقطاع الخاص؟
قولا واحدا لابد من وجود الاستثمارات العامة بل هى حاسمة فى العديد من القطاعات الأساسية خصوصا فى البلدان التى تشبه مصر اقتصاديا، لكن السؤال الأساسى هو: هل تكون فى قطاعات محددة وفى زمن معين أم تتواجد فى كل القطاعات وفى كل الأوقات وبعبارة أخرى ما هى أولويات الاستثمارات العامة؟
ظهر يوم الثلاثاء الماضى كانت هناك جلسة فى المحور الاقتصادى بالحوار الوطنى عنوانها: «أولويات الاستثمارات العامة وملكية الدولة» وهى جلسة شديدة الأهمية خصوصا فيما يتعلق بتوقيتها، حيث تتزامن مع جدل شديد حول دور الدولة فى الاقتصاد وهل ينبغى أن يستمر كما هو، أم يتراجع ليفسح المجال أمام القطاع الخاص، وهو الرأى الذى تتبناه مؤسسات التمويل الدولية، بل يقول البعض إنه يتحول شرطا فى بعض الأحيان للوصول إلى اتفاق بشأن القروض وحزم التمويل والحصول على «شهادة حسن السير والسلوك الاقتصادى» من صندوق النقد من مؤسسات التمويل الدولية؟!.
خلال الجلسة كان هناك ما يشبه الإجماع على أنه لا يوجد خلاف على وجود دور مهم للاستثمارات العامة، لأنه موجود فى معظم بلدان العالم إن لم يكن كلها، خصوصا فى قطاعات مثل التعليم والصحة والبنية التحتية، لكن الخلاف الدائم يتمحور حول هل هناك أهمية لوجود هذه الاستثمارات فى مجالات أخرى أم لا، وإذا وجدت فبأى نسبة؟.
من بين الذين لفت نظرى كلامهم خلال هذه الجلسة كان نائب مجلس الشيوخ المتميز محمود سامى الإمام عن الحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى حيث طرح مجموعة من الأسئلة يراها محورية وأهمها: هل تنحصر الاستثمارات العامة فى التعليم والصحة والبنية التحتية، أم تتوسع لتشمل أيضا الزراعة والصناعة وغيرهما؟!
والسؤال الثانى يتعلق بالجهات التى تقوم بالصرف على هذه الاستثمارات العامة مثل وزارة المالية وشركات قطاع الأعمال العام وبعض الجهات الأخرى، فهل نحتاج أن نوحّد هذه الجهات أم نتركها تنفق كل جهة بصورة مستقلة وربما متناقضة مع الأخرى؟.
السؤال الثالث: هل دور الصندوق السيادى سليم وصحيح أم يحتاج إلى تعديل تشريعى، وهل يتناقض دوره مع بنك الاستثمار القومى أم لا؟!
السؤال الرابع: الأحلام مهمة لكن من المهم أن نسأل: من أين سنموّل الاستثمارات العامة من دون زيادة الديون والضرائب؟
والسؤال الخامس يتمحور حول ضرورة ضمان عدالة التوزيع بين المحافظات فى الإنفاق، بمعنى أن نضمن حصول كل مواطن على نسبة متساوية من الخطة والموازنة والمرصود لها من أموال قدر المستطاع.
ظنى الشخصى أن الإجابة عن الأسئلة الخمسة السابقة التى طرحها الإمام قد تحسم لنا كثيرا من الجدل بشأن الاستثمارات العامة.
خلال المناقشات كان هناك توافق كبير على أهمية الاستثمارات العامة فى مجالات التعليم والصحة والبنية التحتية وتوفيرها للمواطنين من دون السعى إلى الربح مثلما هو الحال فى القطاع الخاص، لكن هؤلاء طالبوا بأن يقتصر دور الاستثمارات العامة على هذه المجالات الثلاثة الرئيسية قدر المستطاع وإفساح المجال للقطاع الخاص فى بقية المجالات.
النائبة مها عبدالناصر تحدثت عن مؤشر مصر المتأخر عالميا فى الاستثمار مطالبة بتحديد المجالات التى ستتخارج منها الدولة، بحيث لا تستمر فيها لمدة من خمس إلى عشر سنوات، حتى يضمن المستثمرون أموالهم فى هذه القطاعات.
أما دكتور رائد سلامة فطالب بمجلس استشارى تابع للرئاسة يقدم أفكارا أو استشارات مهمة.
والنائب محمد فريد، تحدث عن ضرورة اقتصار دور الدولة على الاستثمارات طويلة المدى خصوصا فى مجال رأس المال البشرى لأنه الوحيد الذى يملكه الضعيف، وكذلك الحياد التنافسى وإعادة تفعيل المجالس المتخصصة.
وطالبت نهال المغربل بأن نتحدث إلى العالم باللغة التى يفهمها، وضرورة وجود مظلة مؤسسية لإدارة ثروات الدولة بصورة احترافية، والمزيد من الحوكمة ومواجهة الفساد مشيرة إلى وجود عامل إيجابى فى مؤشر الدين العام.
المداخلات فى هذه القضية المحورية كانت كثيرة ومهمة وسأحاول العودة إليها مرة أخرى إن شاء الله.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أولويات الاستثمارات العامة أولويات الاستثمارات العامة



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 18 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 04:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 07:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزالان بقوة 4.7 و4.9 درجة يضربان تركيا اليوم

GMT 03:12 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ليليا الأطرش تنفي تعليقاتها عن لقاء المنتخب السوري

GMT 18:33 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ميا خليفة تحضر إلى لبنان في زيارة خاصة

GMT 14:47 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

الحضري على رأس قائمة النجوم لمواجهة الزمالك

GMT 11:13 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

ما وراء كواليس عرض "دولتشي آند غابانا" في نيويورك
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon