توقيت القاهرة المحلي 20:27:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أساطير تصنيع الزلزال

  مصر اليوم -

أساطير تصنيع الزلزال

بقلم - عماد الدين حسين

كنت أعتقد أن نظرية المؤامرة قاصرة على عقول بعض العرب فقط، ولكن من الواضح أنها تتغلغل داخل عقول الكثير من سكان العالم حتى فى الدول المتقدمة.
وحينما يصدق البعض بأن دولا أو مجموعة دول تقف وراء وقوع الزلزال المدمر فى تركيا فعلينا أن نقلق على مصير العالم فى المستقبل من هذه العقليات الغارقة فى الخرافات والأساطير.
اليوم سأعرض أبرز التخيلات التى راجت بشأن زلزال جنوب تركيا وشمال غرب سوريا وأدى لمقتل أكثر من ٤٨ ألف شخص وإصابة عشرات الآلاف ناهيك عن خسائره المادية فى المبانى والمنشآت والبنية التحتية.
الرواية الأولى تستند إلى ما قيل إنه ظواهر غريبة مثل وجود صواعق، وتكوينات للسحب وسماع أصوات أو رؤية أضواء، فى أجواء تركيا وسوريا قبل الزلزال بثوانٍ وبالتالى فإن الزلزال لم يكن كارثة طبيعية.
وتداول بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعى مقاطع فيديو لظاهرة قالوا إنها غريبة على مقربة من نهر العاصى بعد الزلزال وهى ظهور فوهات تشبه البراكين.
لكن العلماء ينفون تماما وجود علاقة بين ما يحدث فى طبقات الجو العليا والزلازل.
البعض الآخر روج لظاهرة دوران حيوانات وماشية فى دوائر ضخمة حول نقطة محددة قبل وقوع الزلزال بفترة، والعلماء يردون على هذه الظاهرة بوجود مرض أصاب حيوان وحد فى المخ، فيفقد الإحساس بالاتجاهات ونظرا لسلوك القطيع فإن بقية الحيوانات تقوم بتقليده دون وعى، ثم إن هذه الفيديوهات ثم تصويرها فى أماكن بعيدة عن تركيا وسوريا.
الرواية الثالثة والتى لاقت رواجا كبيرا تتحدث عن العالم الهولندى المتخصص فى الزلازل فرانك هوجيربيتكس الذى توقع الزلزال قبل ثلاثة أيام فقط، وأنه، وأصحاب هذه الرواية يقولون إن كلام العالم الهولندى ليس مجرد صدفة، بل وراءه أجهزة دول كبرى، وبالتالى فهو دليل دامغ على أن الزلزال «مخلّق ومصنوع» وليس أمرا قدريا ناتجا عن ظواهر طبيعية.
الغريب أن هؤلاء أصروا على أسطورتهم رغم أن العالم الهولندى تحدث أكثر من مرة وقال بوضوح إن هناك ظواهر ملكية محددة تشير إلى إمكانية وقوع زلازل مثل اقتران الشمس فى هذا التوقيت بكل من عطارد وأورانوس والمشترى والزهرة، وأن القمر كان فى هذا التوقيت مكتملا. وهو الأمر الذى يرشح لحدوث زلازل أخرى فى بعض دول منطقة شرق المتوسط سواء فى لبنان أو مصر أو تركيا وسوريا مرة أخرى.
العالم الهولندى، وحينما سئل هل توقعاته كانت نهائية وحاسمة وهل يمكن توقع موعد أى زلزال رد نافيا بقوله: «لا يمكن الجزم بموعد وقوع الزلزال. أنا أتحدث عن حسابات فلكية وعلمية، لكن لا أعرف هل سيقع الزلزال الأسبوع المقبل أم بعد ٥ أو عشر سنوات».
الرواية الرابعة تقول إن دولا غربية استدعت وسحبت رعاياها ودبلوماسييها قبل وقوع الزلزال فى تركيا بأيام قليلة.
لكن لم يقدم هؤلاء أى معلومة موثقة تؤكد أن ذلك قد حدث على أرض الواقع.
وأخيرا كان هناك الحديث عن مشروع «هارب» الأمريكى الغامض، وأن الزلزال كان عملية انتقامية مصطنعة من تركيا لأسباب مختلفة منها رفضها لانضمام السويد وفنلندا للناتو، والخلاف الحاد مع الإدارة الأمريكية فى العديد من الملفات، وأن أمريكا أجرت مناورات مع قبرص واليونان، وكذلك أجرت أبحاثا عن الشفق القطبى عالى التردد التاسع لسلاح الجو الأمريكى أو ما يعرف اختصارا باسم «هارب» وخلاصته أنه يمكن للسلطات الأمريكية القدرة على تعديل الطقس والتلاعب بالأمطار والتسبب فى الجفاف والعواصف والصواعق بطريقة تؤدى لحدوث زلازل، كما يتحدث البعض أيضا عن تأثير إنشاء السدود واحتباس الماء فى طبقات الأرض ما يؤدى لحدوث الزلازل.
والرد على ذلك هو أن مسئولين أمريكيين يؤكدون منذ فترة طويلة أن «هارب» متصل بالأساس بدراسة طبقات الغلاف الجوى وتأثيراتها على عمليات الاتصالات خاصة بالأقمار الاصطناعية ودراسة تأثيرات الانفجارات الشمسية على إشارات الراديو والموجات المختلفة، ويضيفون أنه لا يوجد دليل علمى واحد يربط بين التلاعب بالطقس وطبقات الجو بحدوث الزلازل على الأرض.
ما سبق أبرز الروايات والقصص التى تتحدث عن أن الزلزال لم يكن طبيعيا بل مصنعا.
شخصيا لست خبيرا ولا أفهم فى عالم الزلازل، لكن السؤال الذى يتبادر للذهن الطبيعى هو إذا كانت الولايات المتحدة والغرب قادرون على تخليق زلازل، فلماذا لا ينفذوه فى روسيا أو الصين أو إيران، بدلا من تركيا الدولة العضو فى حلف الناتو؟!. والحديث موصول.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أساطير تصنيع الزلزال أساطير تصنيع الزلزال



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 18 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 04:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 07:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزالان بقوة 4.7 و4.9 درجة يضربان تركيا اليوم

GMT 03:12 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ليليا الأطرش تنفي تعليقاتها عن لقاء المنتخب السوري

GMT 18:33 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ميا خليفة تحضر إلى لبنان في زيارة خاصة

GMT 14:47 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

الحضري على رأس قائمة النجوم لمواجهة الزمالك

GMT 11:13 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

ما وراء كواليس عرض "دولتشي آند غابانا" في نيويورك
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon