توقيت القاهرة المحلي 20:10:59 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تقييم موضوعي لقمة جدة العربية

  مصر اليوم -

تقييم موضوعي لقمة جدة العربية

بقلم - عماد الدين حسين

هل نجحت القمة العربية رقم ٣٢ أم لا؟
سؤال يشغل بال كثيرين من الذين تابعوا القمة العربية الدورية رقم ٣٢، والتى انعقدت يوم الجمعة الماضى فى مدينة جدة السعودية، لساعات محدودة بدأت فى الثالثة إلا الربع عصرا وانتهت فى الثامنة مساء بالمؤتمر الصحفى للأمين العام لجامعة الدول العربية السفير أحمد أبوالغيط ووزير الخارجية السعودى فيصل بن فرحان.
الإجابة عن السؤال تتوقف على الزاوية والمكان الذى يقف فيه من يقدم الإجابة وموقفه ورؤيته وربما دولته.
وبالتالى فإن الأدق أن هذا السؤال لا توجد له إجابة واحدة بل عدة إجابات ومعظمها قد يكون صحيحا..
فلو كنت مكان الحكومة السعودية لرأيت أن القمة ناجحة جدا، حيث انعقدت وانتهت وصدر بيانها الختامى من دون أية مشاكل من تلك التى تعودنا عليها فى القمم العربية، ومن حق السعوديين القول إن القمة بداية لاستعادة التضامن العربى، خصوصا مع عودة سوريا، بل وكذلك المصالحة الإقليمية مع إيران وتركيا وعلاقات المصالح المتبادلة مع القوى الكبرى، ثم إنهم يرون أنهم يلعبون الدور الأكبر فى المنطقة سياسيا واقتصاديا.
ولو كنت سوريا لرأيت أن قمة جدة هى أهم قمة لأنها شهدت عودتها إلى مقعدها فى الجامعة بعد تجميد استمر منذ نوفمبر ٢٠١١، ورأينا الرئيس السورى بشار الأسد يدخل إلى القاعة مبتسما وراضيا، وغالبية رؤساء الوفود يرحبون بعودة بلاده للجامعة مع استثناءات قليلة، وربما الشىء الوحيد الذى لم يرض الأسد هو وجود الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى متحدثا باعتبار أن الأسد مع روسيا قلبا وقالبا، وربما تكون هناك دول عربية لم تكن راضية عن وجود زيلينسكى لكن وجهة نظر الدولة المضيفة انتصرت فى النهاية تحت عنوان: «دعونا نستمع إلى كل أطراف الأزمة الأوكرانية»، حسب تعبير وزير الخارجية السعودى فى المؤتمر الصحفى الختامى.
ولو كنت روسيا لشعرت بطعنة كبيرة من حضور وحديث الرئيس الأوكرانى، ولو كنت أمريكيا أو أوروبيا لشعرت بالرضا من هذه الخطوة التى لم يعرف بها غالبية المتابعين إلا مع بدء هبوط طائرة زيلينسكى لمطار جدة.
ولو كنت مكان العراق لشعرت بالرضا لأنه جاهد طويلا لإعادة سوريا للجامعة أولا، وكذلك للمصالحة بين السعودية وإيران، وهو ما انعكس إيجابا على الساحة العراقية التى دفعت ثمنا كبيرا للصراع بين الطرفين وبالتالى فهى ستكون من أوائل المستفيدين من هذه المصالحة.
ولو كنت مكان الشعب اليمنى لشعرت بالأمل فى أن تنعكس المصالحة الإيرانية السعودية على وقف الحرب التى دمرت البلاد وشرّدت اليمنيين وأعادتهم قرونا إلى الوراء.
ولو كنت مكان الحكومة القطربة فربما شعرت بعدم الرضا من عودة سوريا، خصوصا أن الدوحة كانت من أشد الداعمين للمعارضة السورية المسلحة..
ولو كنت مكان رئيس مجلس السيادة السودانى عبدالفتاح البرهان لشعرت بالرضا النسبى لأن ممثله السفير دفع الله قد حضر القمة نيابة عنه، وهو ما يعنى أن الجامعة العربية ما تزال تتعامل مه حتى الآن باعتباره ممثل الشرعية فى البلاد بعد الصراع الدامى مع غريمه محمد حمدان دقلو «حميدتى»، وهو ما ينطبق إلى حد ما ــ مع الفارق ــ مع حكومة عبدالحميد الدبيبة فى ليبيا، ورغم أن عددا لا بأس به من حكومات المنطقة لا تكن له المزيد من الود، فمازالت حكومته هى التى تمثل البلاد فى المحافل الدولية، ثم إن العديد من الحكومات العربية التى كانت معارضة للدبيبة ولحكومات غرب ليبيا بدأت فى إعادة فتح سفاراتها فى العاصمة طرابلس.
ولو كنت فلسطينيا لشعرت بالرضا الظاهرى لأن العرب مايزالون يقولون إن القضية الفلسطينية هى قضيتهم المركزية، وإنهم يؤيدون حل الدولتين ويدينون إسرائيل وسياساتها العنصرية، لكن عددا كبيرا من الفلسطينيين يقولون سرا وجهرا إن العرب خذلوهم ولم يعودون يقدمون لهم إلا الكلام الإنشائى فى حين تعيث إسرائيل قتلا وتدميرا وإرهابا وتهدد الأرض ويواصل مستوطنوها اقتحام المسجد الأقصى بصورة شبه يومية، ولو كنت مكان غالبية الشعوب العربية لسألت السؤال البسيط: وما هو الذى سيعود على من مثّل هذه القمة وغيرها من القمم السابقة؟!
ولو كنت واقعيا لقلت إن الحال العربى شديد البؤس وبالتالى حينما لا تكون هناك مصيبة جديدة فهو أمر جيد، لكن فى نفس الوقت لطالبت بآلية جديدة للعمل العربى المشترك بحيث نبدأ فى علاج مشاكلنا بجدية ونتخلص من كل الأسباب التى قادتنا لهذه المشاكل والأزمات.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تقييم موضوعي لقمة جدة العربية تقييم موضوعي لقمة جدة العربية



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:36 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الأمير الحسين يشارك لحظات عفوية مع ابنته الأميرة إيمان

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 13:24 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 12:19 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مصر تحصد 31 ميدالية متنوعة مع ختام بطولتي الرماية

GMT 13:55 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

الهلال يستضيف الزمالك في ليلة السوبر السعودي المصري

GMT 06:08 2024 الإثنين ,09 أيلول / سبتمبر

عطور نسائية تحتوي على العود

GMT 08:19 2022 الأحد ,25 كانون الأول / ديسمبر

أزمة الطاقة وسيناريوهات المستقبل

GMT 19:18 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الطرق الصحيحة لتنظيف الأثاث الجلد

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon