توقيت القاهرة المحلي 21:08:30 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل الإعلام «زى الفل»؟

  مصر اليوم -

هل الإعلام «زى الفل»

بقلم - عماد الدين حسين

الرئيس عبدالفتاح السيسى وقرب نهاية كلمته المهمة أمام الجلسة الختامية للمؤتمر الاقتصادى عصر يوم الثلاثاء الماضى، تحدث عن الإعلام المصرى وضرورة أن يناقش القضايا بصورة شاملة ويضعها فى سياقها الشامل والكامل.
كنت حاضرا هذه الجلسة بدعوة كريمة من مجلس الوزراء، ثم فوجئت بالرئيس السيسى مشكورا يوجه لى الكلام قائلا: «فين عماد.. أستاذ عماد إزيك، وكأن تنتم زى الفل يعنى، انتم زى الفل؟، فقلت له باسما: أحيانا يا سيادة الرئيس»، فابتسم بدوره وواصل القول: «إحنا بنتكلم يا جماعة إن كل مؤسسات الدولة محتاجة تناقش بمنتهى الشفافية والاطمئنان والقبول وإذا كنتم تتكلمون عن حرية حقيقية وانفتاح حقيقى، لما تيجى تهاجمنى يا أستاذ عماد، مش هزعل منك، لأنك بتقول وجهة نظرك، وأنا أدافع عن نفسى، طيب اذا لم أقنعك، هاعمل إيه؟ يا دكتور ضياء رشوان بما أنك مسئول معانا فى ده «فى إشارة إلى الحوارر الوطنى»، فإذا سمحت حط لنا كل الملفات واطرحها ونتكلم فيها، والموضوع ده ممكن يستغرق أسبوعين ثلاثة أو شهر، لا بأس. نتكلم ونسمع بعضنا البعض، ونعمل المؤتمر ده مرة سنويا، خلونا نتكلم ونتقابل وكل واحد يقول اللى عنده».
انتهى الاقتباس من كلام السيد الرئيس، ومبدئيا فأنا أتفق معه تمام الاتفاق فى ضرورة مناقشة أى شىء فى إطار رؤية عامة وسياق شامل بدلا من المناقشة المبتسرة والمشوهة.
فى قضية الإعلام المصرى وهل هو بصحة جيدة، أم يعانى بعض الأمراض، فالأمر أيضا يحتاج وضعه فى سياقه الشامل من وجهة نظرى المتواضعة.
حينما أجبت الرئيس على سؤاله بكلمة أحيانا كنت أعيها جيدا رغم أنها خرجت تلقائية.
نعم الإعلام يعانى من مشاكل كثيرة، وعدد كبير من العاملين فيه خصوصا الشباب يحتاجون تدريبا مكثفا، وأحيانا إعادة تعليم شاملة، والأهم أن يراعوا ويطبقوا القيم المهنية بصورة كاملة.
وشخصيا حينما تناولت هذا الموضوع قبل شهور منتقدا غياب المهنية لدى البعض، انفتحت علىَّ أبواب الجحيم، وتعرضت لهجوم شامل كاسح من العديد من شباب الصحفيين، لكن وحتى لا أظلم زملائى فإنه لا يمكن تحميلهم وحدهم مسئولية ما آلت إليه مهنة الإعلام والصحافة من تراجع، فهناك مسئولية تقع على المؤسسات الصحفية من غياب التدريب والتأهيل والتعليم، ومسئولية تقع على أسباب اقتصادية خارجية تتمثل فى ارتفاع مستلزمات الطباعة خصوصا الورق، ومسئولية تتعلق بغياب التنوع وهامش حرية معقول يسمح بوجود تنافس صحفى وإعلامى حقيقى فى ظل القانون والدستور.
وإذا كنت أنتقد المؤسسات الصحفية والإعلامية، فمن المهم الإشارة أيضا إلى الخطأ الأكبر المتمثل فى غياب قانون واضح لتداول المعلومات، وتمسُّك بعض المؤسسات الحكومية بالاكتفاء بالبيانات الصحفية المعلبة.
هذه الأسباب مجتمعة تقود إلى وجود إعلاميين يصعب أن يتطوروا؛ لأنهم محشورون فى «مصيدة معيشية صعبة»، ولهاث مستمر سعيا وراء لقمة العيش، خصوصا فى ظل التدنى الكبير لمرتبات ودخول غالبية شباب الصحفيين.
هذه الأوضاع لا تجعل الإعلام «زى الفل»، بل يعيش فى ظروف صعبة حقيقية تجعل القراء والمشاهدين ينصرفون عنه، وربما يذهبون إلى مصادر معادية ومتربصة، ورغم ذلك فأنا متأكد أن علاج هذه الأمراض رغم صعوبته لكنه ليس مستحيلا، وبالتالى يمكن لنقابتى الصحفيين والإعلاميين، ومعهما المجلس الأعلى للإعلام والهيئة الوطنية للصحافة أن يبحثوا بهدوء وعمق فى حل هذه المشكلة وتذليل العقبات التى تواجه الصحفيين والصحافة.
حديث الرئيس المتكرر عن الأداء غير المقنع أحيانا لبعض وسائل الإعلام، كلام صحيح تماما ويعكس رغبته فى وجود إعلام مصرى قوى ومؤثر وفاهم لحقيقة الأوضاع فى مصر. فى الوقت نفسه يحتاج الصحفيون لوجود مناخ شامل يجعلهم يؤدون عملهم بأفضل طريقة ممكنة. الرئيس كان محقا أيضا فى أهمية أن نسمع بعضنا بعضا، وأن تكون هناك آراء مختلفة، وللموضوعية فإن كلمات الرئيس يومى الأحد والثلاثاء الماضيين تستحق نقاشات كثيرة معمقة.. والحديث موصول.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل الإعلام «زى الفل» هل الإعلام «زى الفل»



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:01 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
  مصر اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 10:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
  مصر اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 09:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان
  مصر اليوم - اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان

GMT 21:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:57 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يصبح أول رئيس أميركي يبلغ 82 عاماً وهو في السلطة

GMT 02:39 2019 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

رانيا محمود ياسين توضح قطع علاقتها بالبرامج التليفزيونية

GMT 09:28 2021 الأربعاء ,11 آب / أغسطس

المصري يعلن انتقال أحمد جمعة إلى إنبي

GMT 02:20 2019 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

إيمي سمير غانم تكشف عن خلاف حاد مع زوجها تحول إلى نوبة ضحك

GMT 12:25 2021 الإثنين ,08 شباط / فبراير

طريقة عمل أصابع الجبنة بالثوم

GMT 11:17 2020 الجمعة ,25 كانون الأول / ديسمبر

محمد صلاح يتخذ أولى خطوات الرحيل عن ليفربول

GMT 02:40 2020 الثلاثاء ,23 حزيران / يونيو

تفاصيل إصابة ابن ماما سناء بفيروس "كورونا"

GMT 01:56 2020 الإثنين ,22 حزيران / يونيو

طريقة عمل البوريك التركي بأقل التكاليف

GMT 21:12 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

إليسا تروج لحفلها اليوم في بث مباشر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon