توقيت القاهرة المحلي 22:20:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ما خسرته إسرائيل من تقارب السعودية وإيران

  مصر اليوم -

ما خسرته إسرائيل من تقارب السعودية وإيران

بقلم - عماد الدين حسين

صباح الجمعة الماضية كان نتنياهو يزور العاصمة الإيطالية روما، وظهر هناك منتشيا، وهو يتحدث عن قرب إقامة علاقات مع السعودية. وأن هناك خطا للسكة الحديد سوف يربط المملكة مع حيفا، وبعد ساعات قليلة تفأجأ الإسرائيليون بأن السعودية تصالحت مع إيران عدو إسرائيل الأول.
بالأمس تحدثت عن «الرابحون من المصالحة السعودية الإيرانية» التى تمت فى العاصمة الصينية بكين يوم الجمعة الماضية. واليوم أتحدث عن أول وأبرز الخاسرين من هذه المصالحة.
ومرة أخرى أشدد على أن هذا التقييم ــ سواء كان للرابحين أو الخاسرين ــ يتوقف على الطريقة التى ستتم بها المصالحة، وهل تنعكس على الأرض فعليا، أم تظل حبرا على ورق؟
لو تم تنفيذ المصالحة عمليا، وتوقفت إيران عن التدخل فى الشئون الداخلية لبعض الدول العربية والهيمنة عليهم، خصوصا فى اليمن ولبنان وسوريا والعراق، وتعاملت معهم باعتبارهم جيرانًا وإخوة فى الدين، فإن أكبر طرف خاسر سيكون إسرائيل.
ما سبق ليس استنتاجى الشخصى، بل يتردد فى الصحافة الإسرائيلية منذ لحظة الإعلان عن الخبر يوم الجمعة الماضية وحتى كتابة هذه السطور.
أبرز مثال على ذلك ما كتبه محلل الشئون الاستخباراتية والأمنية فى صحيفة «هاآرتس» تسفى بارئيل يوم السبت الماضى، بقوله إن الاتفاق السعودى الإيرانى يبدد الحلم الإسرائيلى فى إقامة تحالف عربى دولى ضد إيران، وقد يبث الحياة فى مفاوضات الاتفاق النووى الجديد بين إيران والغرب، إضافة إلى أنه يشير لصعود قوة الصين فى المنطقة على حساب أمريكا.
بارئيل يرى أن الاتفاق سيرسم خريطة جديدة للعلاقات فى الشرق الأوسط وخارجه، وسيوفر شرعية جديدة لإيران، وقد يؤدى لاحقا لعودة العلاقات الإيرانية المصرية.
أما الكاتب إيتمار آيخنر المراسل الدبلوماسى لصحيفة «يديعوت أحرونوت» فيرى أن الاتفاق يعنى ضعف ثقة السعودية فى الإدارة الأمريكية أولا وقبل كل شىء، ويعبر عن عدم الثقة فى رؤية رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو لعزل إيران».
نفتالى بينت رئيس الوزراء الإسرائيلى الأسبق هاجم نتنياهو معتبرا الاتفاق تطورا خطيرا لإسرائيل، وانتصارا سياسيا لإيران، فى حين أن العالم يراقب إسرائيل «الغارقة فى عملية تدمير ذاتى ممنهج». نفس المنطق عبر عنه لائير لابيد رئيس الوزراء الإسرائيلى السابق معتبرا الاتفاق فشلا كاملا وخطيرا للسياسة الخارجية الإسرائيلية، وانهيارا لجدار الدفاع الإقليمى الذى بدأت إسرائيل بناءه ضد إيران، والانشغال اليومى بالجنون القضائى بدلا من مواجهة إيران، ويرى لابيد أيضا أن السعودية شعرت بالضعف الأمريكى والإسرائيلى، ولذلك توجهت إلى آفاق أخرى.
رئيس لجنة الخارجية والأمن فى الكنيست يولى أدلشتاين اعتبر الاتفاق سيئا جدا لإسرائيل. أما بينى جانتس وزير الأمن السابق فيراه تطورا مقلقا ويزيد من التحديات الأمنية الضخمة، فى حين ينشغل نتنياهو وفريقه بالانقلاب السلطوى.
وفى رأى موقع «والا» الإسرائيلى فإن أبرز الخاسرين من توقيع الاتفاق هو إسرائيل والولايات المتحدة، وأن خط القطار بين حيفا والسعودية الذى تحدث عنه نتنياهو قبل لحظات من إعلان الاتفاق لن يتم تدشينه قريبا.
أما أفيجدور ليبرمان رئيس حزب «إسرائيل بيتنا» فاعتبر أن الاتفاق يمثل فشلا مدويا مسجلا باسم نتنياهو فقط، وأنه لا أحد يعتمد على نتيناهو وربما هذا هو سبب توجه السعودية لإيران حسب زعمه، مضيفا: «ونحن فى منحدر زلق ويتعين على نتنياهو تحمل المسئولة والاستقالة».
نيكولاس هيراس من «لجنة نيولانيز للاستراتيجيات والسياسات فى الولايات المتحدة» قال إن السعودية أرسلت عبر هذا الاتفاق رسالة لإسرائيل خلاصتها: «لا تعتمدوا علينا فى دعم أى عمل عسكرى ضد إيران فى أى مكان بالمنطقة».
حرصت على الحديث عن رأى قطاعات واسعة من المجتمع الإسرائيلى فى الاتفاق حتى تكون الصورة واضحة أمام القارئ.
إسرائيل استثمرت كثيرا فى الخلافات العربية الإيرانية، خصوصا مع السعودية فى السنوات الأخيرة، وقدمت نفسها باعتبارها البديل الأقوى أو الفتوة أو البلطجى الذى يمكن الاعتماد عليه فى مواجهة التهديدات الإيرانية لدول الخليج، وربما ساعد هذا المفهوم فى إقامتها لعلاقات مع بعض الدول العربية. لكن التطور الأخير بإعلان السعودية وإيران استئناف علاقتهما يمكن أن يهدم هذا المفهوم الإسرائيلى، أو على الأقل يحرم إسرائيل من «الجائزة الكبرى» التى تنتظرها منذ زمن وهى إقامة علاقات مع السعودية، التى تربط هذه الخطوة بتحقيق حل للقضية الفلسطينية.
لكن الولايات المتحدة وطبقا لمصادر متعددة تحاول إقناع السعودية بتحديد موعد لإقامة العلاقات مع اسرائيل.
السؤال: هل إسرائيل هى الخاسر الأكبر من الخطوة الأخيرة أم أمريكا؟!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما خسرته إسرائيل من تقارب السعودية وإيران ما خسرته إسرائيل من تقارب السعودية وإيران



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 18 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 04:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 07:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزالان بقوة 4.7 و4.9 درجة يضربان تركيا اليوم

GMT 03:12 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ليليا الأطرش تنفي تعليقاتها عن لقاء المنتخب السوري

GMT 18:33 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ميا خليفة تحضر إلى لبنان في زيارة خاصة

GMT 14:47 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

الحضري على رأس قائمة النجوم لمواجهة الزمالك

GMT 11:13 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

ما وراء كواليس عرض "دولتشي آند غابانا" في نيويورك
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon