توقيت القاهرة المحلي 19:55:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ما خسرته إسرائيل من تقارب السعودية وإيران

  مصر اليوم -

ما خسرته إسرائيل من تقارب السعودية وإيران

بقلم - عماد الدين حسين

صباح الجمعة الماضية كان نتنياهو يزور العاصمة الإيطالية روما، وظهر هناك منتشيا، وهو يتحدث عن قرب إقامة علاقات مع السعودية. وأن هناك خطا للسكة الحديد سوف يربط المملكة مع حيفا، وبعد ساعات قليلة تفأجأ الإسرائيليون بأن السعودية تصالحت مع إيران عدو إسرائيل الأول.
بالأمس تحدثت عن «الرابحون من المصالحة السعودية الإيرانية» التى تمت فى العاصمة الصينية بكين يوم الجمعة الماضية. واليوم أتحدث عن أول وأبرز الخاسرين من هذه المصالحة.
ومرة أخرى أشدد على أن هذا التقييم ــ سواء كان للرابحين أو الخاسرين ــ يتوقف على الطريقة التى ستتم بها المصالحة، وهل تنعكس على الأرض فعليا، أم تظل حبرا على ورق؟
لو تم تنفيذ المصالحة عمليا، وتوقفت إيران عن التدخل فى الشئون الداخلية لبعض الدول العربية والهيمنة عليهم، خصوصا فى اليمن ولبنان وسوريا والعراق، وتعاملت معهم باعتبارهم جيرانًا وإخوة فى الدين، فإن أكبر طرف خاسر سيكون إسرائيل.
ما سبق ليس استنتاجى الشخصى، بل يتردد فى الصحافة الإسرائيلية منذ لحظة الإعلان عن الخبر يوم الجمعة الماضية وحتى كتابة هذه السطور.
أبرز مثال على ذلك ما كتبه محلل الشئون الاستخباراتية والأمنية فى صحيفة «هاآرتس» تسفى بارئيل يوم السبت الماضى، بقوله إن الاتفاق السعودى الإيرانى يبدد الحلم الإسرائيلى فى إقامة تحالف عربى دولى ضد إيران، وقد يبث الحياة فى مفاوضات الاتفاق النووى الجديد بين إيران والغرب، إضافة إلى أنه يشير لصعود قوة الصين فى المنطقة على حساب أمريكا.
بارئيل يرى أن الاتفاق سيرسم خريطة جديدة للعلاقات فى الشرق الأوسط وخارجه، وسيوفر شرعية جديدة لإيران، وقد يؤدى لاحقا لعودة العلاقات الإيرانية المصرية.
أما الكاتب إيتمار آيخنر المراسل الدبلوماسى لصحيفة «يديعوت أحرونوت» فيرى أن الاتفاق يعنى ضعف ثقة السعودية فى الإدارة الأمريكية أولا وقبل كل شىء، ويعبر عن عدم الثقة فى رؤية رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو لعزل إيران».
نفتالى بينت رئيس الوزراء الإسرائيلى الأسبق هاجم نتنياهو معتبرا الاتفاق تطورا خطيرا لإسرائيل، وانتصارا سياسيا لإيران، فى حين أن العالم يراقب إسرائيل «الغارقة فى عملية تدمير ذاتى ممنهج». نفس المنطق عبر عنه لائير لابيد رئيس الوزراء الإسرائيلى السابق معتبرا الاتفاق فشلا كاملا وخطيرا للسياسة الخارجية الإسرائيلية، وانهيارا لجدار الدفاع الإقليمى الذى بدأت إسرائيل بناءه ضد إيران، والانشغال اليومى بالجنون القضائى بدلا من مواجهة إيران، ويرى لابيد أيضا أن السعودية شعرت بالضعف الأمريكى والإسرائيلى، ولذلك توجهت إلى آفاق أخرى.
رئيس لجنة الخارجية والأمن فى الكنيست يولى أدلشتاين اعتبر الاتفاق سيئا جدا لإسرائيل. أما بينى جانتس وزير الأمن السابق فيراه تطورا مقلقا ويزيد من التحديات الأمنية الضخمة، فى حين ينشغل نتنياهو وفريقه بالانقلاب السلطوى.
وفى رأى موقع «والا» الإسرائيلى فإن أبرز الخاسرين من توقيع الاتفاق هو إسرائيل والولايات المتحدة، وأن خط القطار بين حيفا والسعودية الذى تحدث عنه نتنياهو قبل لحظات من إعلان الاتفاق لن يتم تدشينه قريبا.
أما أفيجدور ليبرمان رئيس حزب «إسرائيل بيتنا» فاعتبر أن الاتفاق يمثل فشلا مدويا مسجلا باسم نتنياهو فقط، وأنه لا أحد يعتمد على نتيناهو وربما هذا هو سبب توجه السعودية لإيران حسب زعمه، مضيفا: «ونحن فى منحدر زلق ويتعين على نتنياهو تحمل المسئولة والاستقالة».
نيكولاس هيراس من «لجنة نيولانيز للاستراتيجيات والسياسات فى الولايات المتحدة» قال إن السعودية أرسلت عبر هذا الاتفاق رسالة لإسرائيل خلاصتها: «لا تعتمدوا علينا فى دعم أى عمل عسكرى ضد إيران فى أى مكان بالمنطقة».
حرصت على الحديث عن رأى قطاعات واسعة من المجتمع الإسرائيلى فى الاتفاق حتى تكون الصورة واضحة أمام القارئ.
إسرائيل استثمرت كثيرا فى الخلافات العربية الإيرانية، خصوصا مع السعودية فى السنوات الأخيرة، وقدمت نفسها باعتبارها البديل الأقوى أو الفتوة أو البلطجى الذى يمكن الاعتماد عليه فى مواجهة التهديدات الإيرانية لدول الخليج، وربما ساعد هذا المفهوم فى إقامتها لعلاقات مع بعض الدول العربية. لكن التطور الأخير بإعلان السعودية وإيران استئناف علاقتهما يمكن أن يهدم هذا المفهوم الإسرائيلى، أو على الأقل يحرم إسرائيل من «الجائزة الكبرى» التى تنتظرها منذ زمن وهى إقامة علاقات مع السعودية، التى تربط هذه الخطوة بتحقيق حل للقضية الفلسطينية.
لكن الولايات المتحدة وطبقا لمصادر متعددة تحاول إقناع السعودية بتحديد موعد لإقامة العلاقات مع اسرائيل.
السؤال: هل إسرائيل هى الخاسر الأكبر من الخطوة الأخيرة أم أمريكا؟!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما خسرته إسرائيل من تقارب السعودية وإيران ما خسرته إسرائيل من تقارب السعودية وإيران



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:36 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الأمير الحسين يشارك لحظات عفوية مع ابنته الأميرة إيمان

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 13:24 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 12:19 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مصر تحصد 31 ميدالية متنوعة مع ختام بطولتي الرماية

GMT 13:55 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

الهلال يستضيف الزمالك في ليلة السوبر السعودي المصري

GMT 06:08 2024 الإثنين ,09 أيلول / سبتمبر

عطور نسائية تحتوي على العود

GMT 08:19 2022 الأحد ,25 كانون الأول / ديسمبر

أزمة الطاقة وسيناريوهات المستقبل

GMT 19:18 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الطرق الصحيحة لتنظيف الأثاث الجلد

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon