بقلم - عماد الدين حسين
فريق الأهلى لكرة القدم أسعد غالبية المصريين حينما فاز ببطولة أفريقيا للأندية أبطال الدورى على حساب الوداد المغربى مساء أمس الأحد.
لن أتحدث عن التحليل الفنى للمباراة فلست خبيرا فى ذلك، وأستمتع بما يكتبه ناقدنا الكبير حسن المستكاوى فى «الشروق» أو يقوله فى العديد من الفضائيات، ولكن سوف أشير إلى عشر ملاحظات غير كروية، يمكن أن نستفيد منها فى مجالات متعددة.
قبل المباراة لفت المهندس إبراهيم المعلم نظرى إلى أن اختيار حسام غالى رئيسا لبعثة الأهلى فى مباراة العودة بالدار البيضاء، اختيار ذكى ومهم، لأن غالى حصل مع الاهلي لاعبا علي بطولة افريقيا اكثر من مرة خصوصا حينما كان في بدايات حياته عام 2001 او امام الترجي التونسي في 2012،وبالتالي سيكون قادرا علي تحفيز لاعبى الأهلى وتهيئتهم للمبارة بصورة جيدة وأنهم قادرون على الفوز فى كل مكان، وليس فقط فى القاهرة.من المهم وجود قائد ذى خبرة لتصل للأجيال الجديدة الثقة بالنفس وتلك هى الملاحظة الأولى.
والملاحظة الثانية أن الأهلى يتميز باللعب الرجولى حتى اللحظة الأخيرة ومهما كانت الأجواء والظروف والصعاب فهو نادرا ما يستسلم.
ورأينا ذلك بوضوح عقب تسجيل الوداد هدفه فى الدقيقة ٢٨ من الشوط الأول ،وهو هدف كان يضمن البطولة للوداد لولا إصرار وجدية وعدم يأس لاعبى الأهلى. الفريق يجاهد ويعافر طوال الوقت من أجل الفوز.
ونتذكر جميعا هدف محمد أبوتريكة الشهير فى الصفاقسى التونسي في رادس فى الدقيقة الأخيرة وأحرز بها الاهلي البطولة عام 2006.
هذا الهدف تكرر كثيرا فى الوقت المحتسب بدل الضائع.
هذه الروح الموجودة لدى الأهلى لا تجدها عند عدد كبير من الأندية ، وربما هذا ما يميز الفريق عن بقية الفرق.
الملاحظة الثالثة: أن الأهلى يستحق التقدير لأنه واجه ظروفا صعبة جدا فى ملعب المباراة بالدار البيضاء، خصوصا الجماهير شديدة الحماس والألعاب النارية ولاعبى الوداد شديدى التوتر،وبعضهم كان يحاول بكل الطرق استفزاز اللاعبين، سعيا لإفساد المباراة قبل وبعد تسجيل الأهلى لهدفه.
الملاحظة الرابعة: أن الأهلى واجه حكم المباراة الإثيوبى باملاك تيسيما، وبدلا من أن يكون الحكم حاميا للفريقين، فقد كان متحاملا فى أوقات كثيرة على الأهلى.
تردد الحكم وضعفه أغري بعض لاعبى الوداد بالمزيد من العنف، ولولا ستر الله لانقلبت المباراة إلى مأساة تضاف إلى المآسى فى الرياضة العربية.
الملاحظة الخامسة هى ضرورة البحث عن علاج عربى حاسم للتعصب فى المباريات العربية لأن الرياضة بهذا الشكل تتحول إلى نوع من إذكاء التعصب والكراهية وليس لبث الروح الرياضية وتقوية العلاقات بين الشعوب. ومن الواضح أن هناك مشكلة ضخمة بين بعض الشعوب العربية نراها فى هتافات بعض الجماهير فى المدرجات وبالتالى تؤدى الفرق المصرية بصورة أفضل أمام الفرق الأفريقية مقارنة ببعض الفرق العربية. نريد رياضة عربية تقرب بيننا ولا تباعد، وتزيد ما هو موجود من مشاكل بالفعل.
الملاحظة السادسة أن الإدارة فى النادى الأهلى ومهما كانت للبعض ملاحظات عليها، تظل اللاعب الأول فى الفريق والنادى والكيان بأكمله مقارنة بالعديد من الإدارات فى فرق أخرى. هناك قواعد وأعراف وتقاليد ثابتة فى الأهلى لا تتغير كثيرا بتغير الأشخاص. مصلحة الفريق تأتى أولا قبل مصلحة الأشخاص. لا يوجد من هو فوق الفريق مهما كانت نجوميته، وقد يكون مستوى فريق الكرة فى النادى الأهلى فى مستوى العديد من الفرق المصرية، وأحيانا يكون أقل، لكن ثبات الإدارة والقواعد الصارمة فى النادى تجعل الأهلى فى مكان مختلف.
الملاحظة السابعة أن كل العوامل السابقة مجتمعة هى التى تعطى الهيبة والقوة للأهلى، وتجعل لاعبى الفرق الأخرى سواء كانت محلية أو عربية أو إفريقية تعمل ألف حساب وهى تواجه هذا النادى، ناهيك عن قوة جماهيره، وكل هذه العوامل هو ما يرسخ عقلية الفوز الدائمة لدى الفريق.
الملاحظة الثامنة أن كل الصفات السابقة هى ما نفقتده فى العديد من المؤسسات والمصالح والهيئات والوزارات العادية والخاصة، ولو استطعنا غرسها فى نفوس الموظفين والعاملين وعموم الناس، أظن أننا سوف نتغلب على الكثير من مشاكلنا وأزماتنا وتحدياتنا.
الملاحظة التاسعة والأخيرة أن النادى الأهلى وفريق كرة القدم يستحق الشكر على هذه الفرحة التى جاءت فى وقت يعانى فيه عدد كبير من المصريين من ظروف اقتصادية غاية فى الصعوبة.
شكرا للأهلى وفى انتظار صحوة الزمالك وبقية الفرق حتى يعود التنافس الطبيعى والصحى للكرة المصرية.