توقيت القاهرة المحلي 21:44:32 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مصر وتركيا.. الخطوة قبل الأخيرة

  مصر اليوم -

مصر وتركيا الخطوة قبل الأخيرة

بقلم - عماد الدين حسين

يبدو أن قطار العلاقات المصرية التركية قد انطلق فى الاتجاه الصحيح، ولم يبق له إلا الوصول لمحطة الأساسية والأخيرة وهى عودة السفراء، حينما يلتقى الرئيسان المصرى عبدالفتاح السيسى، ونظيره التركى رجب طيب أردوغان، أو ربما الرئيس التركى المنتخب الجديد بعد ١٤ مايو المقبل.

المحطة قبل الأخيرة تمت بالفعل يوم السبت الماضى بالزيارة المهمة لوزير الخارجية التركى مولود جاويش أوغلو للقاهرة يوم السبت الماضى، وهى أول زيارة لمستوى تركى رفيع منذ ١١ عاما، حينما تدهورت علاقات البلدين بصورة شديدة لأسباب نعلمها جميعا.

السياسة، وكما هو معروف ــ لا تعرف الصادقات والعدوات الدائمة، بل المصالح الدائمة.

وما سمعناه من وزير الخارجية التركى وردود وزير خارجيتنا السفير سامح شكرى فى هذا اليوم كان إيجابيا بصورة واضحة تؤكد أن البلدين قررا السير قدما للأمام وطى صفحة الماضى.

فبعد مباحثات استمرت ساعتين عرفنا أنه تم مناقشة كافة القضايا الثنائية والإقليمية بما فيها الاتفاق السعودى الإيرانى لإعادة العلاقات بينهما، وعرفنا أيضا أن هناك توجهات من الرئيسين السيسى وأردوغان للوصول إلى التطبيع الكامل للعلاقات بين البلدين، لكن كان ملاحظا أن شكرى قال إننا «سوف نصل لهذه النقطة فى التوقيت الملائم، ووفقا لما يأتى فى هذا المسار من نتائج إيجابية». وهو ما يعنى أن هناك اندفاعة تركية لعودة العلاقات بسرعة خصوصا قبل الانتخابات الرئاسية يقابلها تريث وتروٍ من القاهرة حتى تعود العلاقات على أسس صحيحة.

الوزيران قالا أيضا إن هناك رؤية مشتركة حول العديد من الموضوعات فيما يتعلق بكيفية إطلاق علاقات ثنائية فى كافة المجالات والتنسيق المشترك للوصول إلى نتائج فى مصلحة البلدين.

أوغلو قال إن زيارته لمصر تاريخية وتمنى أن يزور شكرى تركيا قريبا قائلا إن هناك عملا لتسهيل لقاء الرئيسين، وإن مصر تقوم بجهد عظيم فى عدة قضايا ومنها القضية الفلسطينية.

أوغلو قال أيضا إنه ستكون هناك لقاءات ومشاورات على مستوى الوزارات والهيئات بين البلدين للتنسيق على النطاق الثنائى والإقليمى، كاشفا عن أن مباحثاته مع شكرى تناولت كل قضايا المنطقة والإقليم.

ورغم البرود الذى ساد علاقات البلدين منذ ٣٠ يونية ٢٠١٣، فلم تكن هناك قطيعة، وظلت هناك علاقات على مستوى القائم بالأعمال، وحجم التبادل التجارى لم يتأثر كثيرا، حيث وصل إلى ٩ مليارات دولار، وهناك استثمارات تركية موجودة فى مصر تقدر بما لا يقل عن ٢٫٥ مليار دولار، ورئيس الوزراء مصطفى مدبولى سبق له أن استقبل مجموعة من رجال الأعمال الأتراك، وبحث معهم عودة مجالس الأعمال بين البلدين وتسهيل الإجراءات أمام عمل المستثمرين الأتراك فى مصر.

طبعا فى السياسة لا توجد أمور وردية وكانت هناك عبارة مهمة فى كلام وزارة الخارجية عن المباحثات مع أوغلو وهى أن المباحثات تمت فى أجواء معمقة وشفافة وصريحة، وهذا التعبير يعنى أن الجانبين بحثا فى كل الأسباب التى أوصلت علاقات البلدين لهذه الدرجة وكيفية التغلب عليها. وهذا الأمر مهم جدا حتى تعود العلاقات على أسس صحيحة.

تركيا هى التى بادرت منذ حوالى عامين إلى البدء فى تصحيح الخطأ الفادح الذى ارتكبته حكوماتها فى ٢٠١٣، ومن المهم أيضا أن نتأكد أن المسار الجديد لن يعيد إنتاج الماضى. وهناك مجموعة من النقاط العالقة التى يجب إيجاد حلول عملية لها مثل الأزمة الليبية، والمنطقة الاقتصادية فى شرق المتوسط، والتوقف التركى الكامل عن دعم الجماعات الإرهابية والمتطرفة ليس فقط فى مصر ولكن فى المنطقة العربية.

مرة أخرى هناك لقاءات مهمة جدا بين كبار مسئولى البلدين بعضها كان سريا والآخر معلنا، لكن التطور الأهم كان لقاء السيسى وأردوغان فى ١٨ نوفمبر الماضى على هامش افتتاح مونديال كأس العالم فى الدوحة، وهو الذى أعطى الزخم لهذه العملية، ثم بادر الرئيس السيسى بالاتصال بأردوغان لتقديم واجب العزاء فى ضحايا الزلزال المدمر الذى ضرب تركيا يوم ٦ فبراير الماضى، ومبادرة مصر بإرسال شحنات من المساعدات الإنسانية لتركيا، وزيارة شكرى لمدينة ميرسين التركية فى ٢٧ فبراير الماضى، لتسليم مساعدات لمتضررى الزلزال الذى وصل عدد ضحاياه لحوالى ٤٩ ألف شخص.

ما حدث تطور إيجابى، لكن ينبغى أن تكون أسس العلاقات الجديدة قوية، وعلينا أيضا انتظار نتيجة الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التركية فى ١٤ مايو المقبل والتى انطلقت حملتها الدعائية أمس السبت لأنها قد تشهد تغيرات فى المشهد السياسى التركى وربما فى الإقليم بأكمله.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مصر وتركيا الخطوة قبل الأخيرة مصر وتركيا الخطوة قبل الأخيرة



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 18 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 04:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 07:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزالان بقوة 4.7 و4.9 درجة يضربان تركيا اليوم

GMT 03:12 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ليليا الأطرش تنفي تعليقاتها عن لقاء المنتخب السوري

GMT 18:33 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ميا خليفة تحضر إلى لبنان في زيارة خاصة

GMT 14:47 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

الحضري على رأس قائمة النجوم لمواجهة الزمالك

GMT 11:13 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

ما وراء كواليس عرض "دولتشي آند غابانا" في نيويورك
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon