توقيت القاهرة المحلي 11:24:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

شاهد عيان على ١١-١١

  مصر اليوم -

شاهد عيان على ١١١١

بقلم - عماد الدين حسين

فى العاشرة من صباح يوم الجمعة الماضى الموافق ١١/١١، سمعت صوت سارينة سيارة الشرطة تسير فى الشارع الذى أسكن فيه ويقع فى منطقة وسط ما بين ميدان السيدة زينب وميدان التحرير، نظرت من النافذة فوجدت ثلاث سيارات شرطة تتحرك بهدوء ولسان حالها يقول للجميع: نحن هنا.
فى الثانية عشرة إلا الربع نزلت لأداء صلاة الجمعة فى مسجد بالقرب من ميدان السيدة زينب. كان الهدوء يلف المكان وكانت الخطبة سريعة خلافا للعادة، ولم تستغرق أكثر من عشر دقائق. توقفت قليلا أمام المسجد، فلم أر أى شىء غير عادى. الجميع صلى، وسلم الناس على بعضهم البعض، ثم انصرفوا إلى بيوتهم.
تركت المسجد متجها إلى مقر جريدة الشروق فى الدقى وقررت أن أقطع مسافة الأربعة كيلومترات سيرا على الأقدام حتى أرى الواقع بنفسى. وسرت فى شارع قصر العينى وكانت الملاحظة الأساسية أن عدد المارة قليل جدا وكذلك السيارات.
وحينما مررت من أمام البوابة الرئيسية التى تؤدى إلى مدخل البرلمان، ومجلس الوزراء، كان عدد رجال الأمن أكبر من المعتاد.
أكملت السير فى شارع قصر العينى فى اتجاه ميدان التحرير، وحينما وصلت الميدان كانت الساعة تقترب من الواحدة إلا الثلث. كان هناك الكثير من سيارات الشرطة ورجال الأمن وبعضهم فى زى مدنى، وقليل من المارة، تأملت فى المكان طويلا فلم ألحظ أثرا لأى شىء يوحى بوجود سلوك غير معتاد.
أكملت السير من أمام مجمع التحرير، ثم قلب ميدان التحرير، وبعدها انعطفت يسارا بجوار جامعة الدول العربية، ومبنى وزارة الخارجية القديم، وحينما وصلت إلى مدخل كوبرى قصر النيل، وجدت ثلاثة من رجال الأمن يطلبون منى بكل أدب واحترام أن استقل وسيلة مواصلات، قلت لهم إننى فى طريقى إلى مقر عملى بالدقى، ويوم الجمعة تعودت أن أقطع المسافة سيرا على الأقدام سواء للنادى الأهلى بالجزيرة أو لمقر «الشروق» فى الدقى، لكنهم قالوا لى إنهم ينفذون التعليمات. استجبت لتعليماتهم، وركبت تاكسى، مارا بدار الأوبرا ثم كوبرى الجلاء، وبعدها نزلت وأكملت المسافة سيرا على الأقدام فى شارع التحرير بالدقى فى اتجاه المركز القومى للبحوث.
وكان المشهد واحدا، عدد قليل من المواطنين فى الشوارع وكذلك السيارات الخاصة وعدد أقل من المواصلات العامة، ولا أثر تقريبا للميكروباص الذى يملأ دائما المنطقة من ميدان التحرير إلى شارع فيصل وبالعكس.
وصلت لمقر «الشروق»، سألت زملائى الذين أتوا أيضا للجريدة من مناطق مختلفة فى القاهرة الكبرى فكانت إجابتهم واحدة وهى لا شىء غير عادى. سألت قسم المراسلين بالمحافظات عن رصد أى شىء فى محافظة أو مدينة بالجمهورية فكانت الإجابة هى نفسها لا.
فى الفترة من الواحدة وحتى الرابعة والنصف ظللت أبحث عن أى أثر لأى مظاهرة أو احتجاج كبيرة كانت أو صغيرة، فلم يكن هناك شىء مختلف عن الطبيعى.
تشاورت مع زملائى فى إدارة التحرير عن رسم الصفحة الأولى بالجريدة خصوصا بعد وصول الرئيس الأمريكى جو بايدن لشرم الشيخ واجتماعه مع الرئيس عبدالفتاح السيسى، وكلمته أمام قمة المناخ، ثم غادرت الجريدة للحاق بالطائرة لتى ستقلنى إلى شرم الشيخ لمتابعة الـ «كوب ٢٧».
فى طريق العودة للمنزل سرت فى نفس الطريق الذى أتيت منه، وحينما أوقفت تاكسى لكى ينقلنى من ميدان الجلاء بالدقى إلى التحرير، قال لى السائق ساخرا: «حد يروح التحرير النهاردة»؟! فقلت له وماذا أفعل لابد أن أمر منه فى طريق عودتى الطبيعى لمكان سكنى.
سرت فى ميدان التحرير وكانت الأمور طبيعية جدا، باستثناء زيادة عدد سيارات الشرطة ورجال الخدمة السرية. عدت لمنزلى ثم نزلت مرة أخرى فى الثامنة مساء لميدان التحرير، ومنها لمكتب خدمات إعلامية قرب ميدان الجيزة للتعليق على زيارة جو بايدن إلى قناة دويتشه فيله الألمانية. وفى كل ذلك كانت الأمور طبيعية وفى التاسعة كانت سيارات بعض المواطنين تجوب الشوارع حاملة علم مصر وتردد الأغانى الوطنية، وحتى منتصف الليل سألت العديد من الزملاء عن أى شىء غير عادى، فقالوا لا باستثناء المظاهرات الوهمية على السوشيال ميديا لأشخاص يلبسون ملابس صيفية ويتظاهرون فى الإسكندرية وشبرا والسويس وتلك قصة تستحق أن تروى».

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شاهد عيان على ١١١١ شاهد عيان على ١١١١



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
  مصر اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
  مصر اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
  مصر اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 10:52 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

محمد هنيدي يكشف مصير مشاركته في رمضان
  مصر اليوم - محمد هنيدي يكشف مصير مشاركته في رمضان

GMT 00:01 2019 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

سمية الألفي تكشف السبب من وراء بكاء فاروق الفيشاوي قبل وفاته

GMT 10:56 2019 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مسلسلات إذاعية تبثها "صوت العرب" فى نوفمبر تعرف عليها

GMT 23:21 2024 السبت ,14 أيلول / سبتمبر

أهم النصائح للعناية بالشعر في المناطق الحارة

GMT 08:55 2020 الثلاثاء ,07 إبريل / نيسان

حارس ريال مدريد السابق يعلن شفاءه من فيروس كورونا

GMT 21:55 2020 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

نشوب حريق هائل داخل محل تجاري في العمرانية

GMT 00:40 2019 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

محمد إمام يفتخر بحضارة مصر الفرعونية في باريس

GMT 23:15 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الزمالك يحيي ذكرى رحيل «زامورا» «سنظل نتذكرك دائما»
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon