توقيت القاهرة المحلي 20:18:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الإرهابيون العرب.. كيف خدموا إسرائيل؟

  مصر اليوم -

الإرهابيون العرب كيف خدموا إسرائيل

بقلم - عماد الدين حسين

السلبيات والخسائر والأضرار التى نتجت عن التطرف والتشدد باسم الدين الإسلامى الحنيف كثيرة. لكن إحداها فى منتهى الخطورة ولا يتوقف عندها الكثيرون، وهى أن هذه التنظيمات صرفت أنظار بعض المصريين والعرب ولا أقول كلهم عن رؤيتهم للتطرف والاحتلال الإسرائيلى فى فلسطين المحتلة واعتداءاته المستمرة على سوريا ولبنان.
تذكرت هذا الأمر وأنا أتابع ردود بعض المصريين والعرب على حادث الشرطى المصرى الشهيد محمد صلاح الذى اجتاز الحدود المصرية مع فلسطين المحتلة لمطاردة مهربى المخدرات وخلال المطاردة وتبادل إطلاق النار لقى ثلاثة من جنود الجيش الإسرائيلى مصرعهم إضافة إلى استشهاد الجندى المصرى فجر السبت الماضى. وما سبق هو رواية المتحدث الرسمى باسم القوات المسلحة المصرية، فى حين أن إسرائيل تقول إن الجندى قتل الإسرائيلين عامدا متعمدا.
منذ نكبة فلسطين فى ١٥ مايو ١٩٤٨ وزرع إسرائيل فى المنطقة فإن غالبية المصريين والعرب كانوا يتعاملون مع إسرائيل باعتبارها العدو الرئيسى وربما الوحيد، وأن الصراع معها صراع وجود وليس حدود. كانوا يعرفون ذلك من الواقع الذى يعيشونه ومن الدراما والأفلام السينمائية ووسائل الإعلام المختلفة ومن المناهج فى المدارس والجامعات ويقال إن بعضها تغير أخيرا.
ورغم أن إسرائيل وقعت اتفاقيات سلام مع مصر عام ١٩٧٩ ومع الأردن عام ١٩٩٤، وكذلك اتفاقيات أوسلو مع الفلسطينيين عام ١٩٩٣، لكنها ظلت اتفاقيات بين حكومات، فى حين أن المشاعر الشعبية العربية تجاه إسرائيل ظلت كما هى وفرضت مصطلحات مثل رفض التطبيع و«السلام البارد».
لكن هذه المشاعر بدأت تشهد تغييرات إلى حد ما، لأنه وفى العقود الأخيرة بدأت التنظيمات المتطرفة تحارب حكوماتها وشعوبها بزعم أنهم يريدون تطبيق الإسلام.
بعض هذه التنظيمات سمى نفسه «أكناف بيت المقدس» و«سرايا بيت المقدس» و«جيش القدس»، لكن المفارقة أنها وبدلا من أن تتجه إلى فلسطين لمقاومة الاحتلال الإسرائيلى الذى يحتل ويدنس القدس والمسجد الاقصى كل يوم، استداروا وقرروا محاربة الجيش والشرطة والشعب المصرى.
ومنذ ٣٠ يونيو ٢٠١٣ فإن كل الشهداء الذين سقطوا فى مصر، لم يسقطوا برصاص إسرائيل، ولكن برصاص متطرفين وتكفيريين يقولون عن أنفسهم إنهم مسلمون.
ونتدكر أن الرئيس عبدالفتاح السيسى كشف فى ٢٧ أبريل ٢٠٢٢ أن ضحايا الإرهاب فى مصر منذ ٣٠ يونيه ٢٠١٣ بلغ 3277 شهيدا، و12 ألفا و280 مصابا».
فى حين أن عدد الضحايا فى العراق وسوريا وليبيا واليمن ربما تجاوز مئات الآلاف.
والسؤال ماذا يعنى ذلك؟ يعنى ببساطة أن الأجيال الجديدة من المصريين والعرب صاروا يتعاملون مع مصطلح شهيد باعتباره الشخص الذى سقط برصاص المتطرفين وليس برصاص الإسرائيليين.
صحيح أن الحادث الأخير فى سيناء كشف عن أن مشاعر غالبية المصريين تجاه إسرائيل ما تزال سلبية بسبب ممارساتها العنصرية والعدوانية ضد الفلسطينيين، لكن استمرار العمليات الإرهابية من قبل المتطرفين باسم الدين الإسلامى سيعنى أن الأجيال الجديدة قد تنسى أن العدو هو إسرائيل.
نعرف أيضا أن أعمال العنف والإرهاب التى ارتكبتها التنظيمات الإرهابية خصوصا داعش فى العراق وسوريا وليبيا وبوكو حرام فى نيجيريا قد جعلت إسرائيل تطلب من دول عربية أن يصطفوا فى خندق واحد لمواجهة التطرف، وللأسف فإن هذه «الكوميديا السوداء» صدقها البعض فى المنطقة والعالم.
والسبب أن التفجيرات والأحزمة الناسفة وعمليات الذبح كما رأينا فى ليبيا ضد ٢١ مصريا قبطيا أو ضد الطيار الأردنى معاذ الكساسبة وخطف الأزيديات فى العراق والفتيات فى نيجيريا، أعطى الفرصة لإسرائيل لأن تزعم أن إرهابها أخف وطأة من إرهاب داعش. ولذلك لم يكن غريبا أن تسعد وتفرح إسرائيل بطرق مختلفة بعمليات داعش، بل وهناك من يتهمها بدعم غير مباشر لهذه التنظيمات، باعتبار أنها المستفيد الأكبر من كل ما فعلته داعش وأمثالها.
إذن الإرهابيون والمتطرفون قدموا خدمة مجانية لا تقدر بثمن لإسرائيل، لأنهم جعلوا البعض لا يركز كثيرا على التطرف والإرهاب الإسرائيلى المتخفى أحيانا فى ثوب ناعم خصوصا لدى وسائل الإعلام الغربية.
بالتالى ورغم كل الجرائم الإسرائيلية فى السنوات الأخيرة خصوصا فى الضفة وغزة وسوريا والقدس المحتلة، فإن المتطرفين العرب جعلوا الكثيرين ينظرون لجرائمهم وينسون إسرائيل حتى لو بصفة مؤقتة.
هل أدركنا الآن مدى خطورة ما فعله الإرهابيون والمتطرفون ضد مجتمعاتهم، وكيف أنهم قدموا خدمات مجانية لا تقدر بثمن لإسرائيل، وربما يكون بعضهم قد قبض الثمن؟!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإرهابيون العرب كيف خدموا إسرائيل الإرهابيون العرب كيف خدموا إسرائيل



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:36 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الأمير الحسين يشارك لحظات عفوية مع ابنته الأميرة إيمان

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 13:24 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 12:19 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مصر تحصد 31 ميدالية متنوعة مع ختام بطولتي الرماية

GMT 13:55 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

الهلال يستضيف الزمالك في ليلة السوبر السعودي المصري

GMT 06:08 2024 الإثنين ,09 أيلول / سبتمبر

عطور نسائية تحتوي على العود

GMT 08:19 2022 الأحد ,25 كانون الأول / ديسمبر

أزمة الطاقة وسيناريوهات المستقبل

GMT 19:18 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الطرق الصحيحة لتنظيف الأثاث الجلد

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon