توقيت القاهرة المحلي 20:55:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مصر وقطر وتركيا.. المصالح قبل العواطف

  مصر اليوم -

مصر وقطر وتركيا المصالح قبل العواطف

بقلم - عماد الدين حسين

يوم السبت الماضى، كان هناك حدثان متلازمان زمنيا وملفتان سياسيا، الأول هو زيارة وزير الخارجية التركى مولود جاويش أوغلو للقاهرة واجتماعه مع وزير الخارجية سامح شكرى، وهى أول زيارة رفيعة المستوى لمسئول تركى للقاهرة منذ ١١ عاما.
والثانية انعقاد اللجنة العسكرية المصرية القطرية المشتركة فى القاهرة للمرة الأولى منذ سنوات طويلة جدا.
الحدثان ملفتان لأنهما تذكير جديد لنا جميعا بأن المصالح السياسية للدول هى التى ينبغى أن تحكم العلاقات وليس العواطف والمشاعر وما كان البعض يظنه مستحيلا فإنه يصبح ممكنا ويصيب كثيرين بالدهشة.
نعرف أن علاقات مصر بكل من تركيا وقطر قد تدهورت بشدة خصوصا بعد ثورة المصريين فى ٣٠ يونية ٢٠١٣ وتأييد الدولتين لجماعة الإخوان.
لن نستطرد فى هذا الأمر، لأنه ليس مفيدا الآن، ثم إن الدولتين قررتا العدول عن هذه السياسة ومد اليد لمصر، التى قابلتها بما تستحق.
ورأينا أمير قطر يزور مصر مرتين، فى حين زار الرئيس عبدالفتاح السيسى الدوحة وحضر الاحتفال بافتتاح مونديال كأس العالم فى ١٨ نوفمبر الماضى، وهناك التقى مع الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، ثم قام رئيس الوزراء د. مصطفى مدبولى بزيارة الدوحة قبل ثلاثة أسابيع، وقبل هذا وبعده، رأينا زيارات متبادلة كثيرة بين البلدين، خصوصا على المستوى الاقتصادى.
ويوم السبت أيضا انعقد أول اجتماع للجنة العسكرية المصرية القطرية المشتركة بالقاهرة، برئاسة الفريق أسامة عسكر رئيس الأركان ونظيره القطرى الفريق ركن سالم بن حمد العقيل النابت. وأكد عسكر زيادة آفاق التعاون العسكرى وتبادل الخبرات بين الجانبين»، مشيرا إلى «توافق الرؤى حول الخطط المشتركة» بما يعود بالنفع على القوات المسلحة للبلدين الشقيقين.
وشدد النابت على أهمية زيادة التعاون فى المجالات العسكرية والتدريبية خلال المرحلة المقبلة لتحقيق مصالح القوات المسلحة. وتفقد عسكر والعقيل عددا من الوحدات والصروح الصناعية التابعة للقوات المسلحة المصرية.
أما فيما يتعلق بتركيا فهناك تحضيرات جارية على قدم وساق لاستئناف العلاقات بالكامل معها بعد زيارة جاويش أوغلو للقاهرة يوم السبت الماضى.
ما أقصده من مقال اليوم هو ألا يستغرب البعض مرة أخرى هذه العلاقات لأنها ترتبط بالمصالح وليس بالمشاعر فقط.
والنقطة الأخرى المهمة هى أنه فى العلاقات السياسية بين الأمم يندر أن تحصل دولة على كل شىء وأخرى على لا شىء، بل أن يخرج الطرفان رابحين قدر الإمكان أو لا غالب ولا مغلوب الجميع رابحون نسبيا.
لكن المشكلة تكمن أن البعض هنا وهناك يعتقد أنه ينبغى أن يحصل على كل شىء والآخر على لا شىء، وهو أمر مستحيل فى عالم السياسة.
ومن يقرأ بعناية تصريحات الوزيرين سامح شكرى وجاويش أوغلو سوف يكتشف أن عبارة «مصالح البلدين» قد تكررت أكثر من مرة فى بياناتهما وتصريحاتهما.
نعم كانت هناك عبارات دبلوماسية وإشادات والحديث عن العلاقة التاريخية، لكن فى النهاية الطرفان يبحثان من وراء هذه العلاقة الجديدة عن أفضل صيغة لتحقيق المصالح العليا كل لبلده.
الأمر نفسه فى العلاقات المصرية القطرية فطالما أن كل طرف سيتوقف عن التدخل فى شئون الطرف الآخر، ويركز على تحقيق مصالحه، فسيكون ذلك مفيدا للبلدين، وعلى سبيل المثال فإننا ومنذ استئناف العلاقات صرنا نسمع عن زيارات المسئولين ورجال الأعمال وضرورة تسهيل الإجراءات أمام المستثمرين. خلافا للفترة التى أعقبت ثورة ٣٠ يونية وكانت تدور حول دعم التطرف والإرهاب والتدخل فى شئون مصر ودعم جماعة على حساب بلد بأكمله. الآن صرنا نسمع أيضا عن لجنة عسكرية مشتركة وليس فقط مجرد علاقات سياسية واقتصادية وهو ما يعنى أن البلدين تجاوزا تقريبا، معظم أسباب مشاكل الماضى.
ظنى الشخصى أنه من المهم إيجاد بيئة لا تعيد إنتاج مشاكل الماضى وتضع الأسس الصحيحة لعلاقات ثابتة فى المستقبل. ومن المهم علينا جميعا أن ندرك أن المثالية لا مكان لها فى علاقات الدول، بل المهم أن يخرج الطرفان رابحين، وألا تكون العلاقات لحساب دولة بالمطلق على حساب أخرى.
الواقعية هى الأساس، وعلينا أن نسعى بكل الطرق لتعظيم مصالحنا الوطنية بما يعود بالنفع على بلدنا، ولا يؤثر فى نفس الوقت على سيادتنا أو كرامتنا أو قرارنا الوطنى.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مصر وقطر وتركيا المصالح قبل العواطف مصر وقطر وتركيا المصالح قبل العواطف



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 20:31 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

التعادل السلبى يحسم مباراة تشيلسي وايفرتون

GMT 04:44 2018 الأربعاء ,19 أيلول / سبتمبر

رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان يصل إلى السعودية

GMT 11:41 2018 الثلاثاء ,17 تموز / يوليو

شيرين رضا تكشف سعادتها بنجاح "لدينا أقوال أخرى"

GMT 09:36 2018 الأحد ,01 تموز / يوليو

دراسة تنفي وجود "مهبل طبيعي" لدى النساء

GMT 10:26 2018 السبت ,07 إبريل / نيسان

" لفات الحجاب" الأمثل لصاحبات الوجه الطويل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon