توقيت القاهرة المحلي 11:24:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فيديوهات ١١-١١.. مفبركة ورديئة

  مصر اليوم -

فيديوهات ١١١١ مفبركة ورديئة

بقلم - عماد الدين حسين

مساء الخميس الماضى، وعندما كنت أتصفح تطبيق «التيك توك» وجدت شخصا ينشر ما قال إنه مظاهرة احتجاجية ضد النظام فى محافظة الإسكندرية. على الفور اتصلت بزميلى محمد بصل مدير تحرير «بوابة الشروق» لأستفسر منه عن مدى صحة هذا الكلام، وهل وصلته أى أخبار جديدة من زملائنا المراسلين فى الإسكندرية بشأن أى حوادث غير طبيعية بالمحافظة.
محمد أجابنى فورا ومن دون نقاش أن هذا الفيديو مفبرك وبصورة رديئة، والسبب ببساطة إن المتظاهرين فى المشهد يلبسون ملابس صيفية «نص كم» فى حين أننا فى يوم ١٠ نوفمبر والطقس شديد البرودة فى الإسكندرية، ولا يعقل أن يخرج الناس للتظاهر ليلا بملابس صيفية.
لم أكن قد دققت فى الفيديو حينما رأيته للمرة الأولى، ولما عدت لمشاهدته من جديد استغربت أن تصل الفبركة والتزوير إلى هذا المستوى شديد الرداءة.
حينما استيقظت صباح الجمعة وأثناء تصفحى لمواقع التواصل الاجتماعى كانت هذه الفيديوهات المفبركة منتشرة بصورة جهنمية، فيديو مثلا لتجمعات شعبية قيل إنها فى السويس، والتعليق الصوتى يقول: «إن ثورة يناير بدأت من السويس وثورة ١١/١١ ستبدأ من هناك أيضا!!! فيديو آخر لمظاهرة قيل إنها فى شبرا لكن الصورة بعيدة جدا وملامح المتظاهرين غير موجودة ثم حديث عن مظاهرات فى الجيزة وبعض المحافظات.
ومن الواضح أن المفبركين فقدوا الحد الأدنى من الكفاءة اللازمة لمثل هذا النوع من الفيديوهات المضروبة.
أحد هذه الفيديوهات لحركة سير عادية فى ميدان التحرير وصاحبه يقول: «هذا هو ميدن التحرير» ولم يقل لنا ما الذى يحدث فى المكان، وما قيمة أن تفتح كاميرا الموبايل وأنت داخل سيارتك مارا بالميدان؟!!.
فيديو ثان لشخص يقول هذا هو ميدان الحصرى بمدينة ٦ أكتوبر، ولم يكن هناك أى شىء غير عادى لحركة الناس فى هذا الميدان المزدحم دائما.
وكان هناك أيضا فيديوهات كثيرة لكن يجمع بينها وجود أصوات مجهولة لتجمعات لا يبدو من ملامحها شىء، وأصوات مجهولة تقول لقد نزل المصريون إلى الشوارع.
ثم فيديوهات أخرى لأشخاص لا تبدو وجوههم بل أصواتهم فقط يحضون الناس على النزول للاحتجاج من دون أن تكون لديهم هم الجرأة كى ينزلوا.
فى يوم الجمعة شاهدت عشرات الفيديوهات المزيفة التى تزعم أن بعض المصريين نزلوا الشوارع للاحتجاج، وتبين أنها جميعا مفبركة. وتعود إلى أحداث قبل ٣ سنوات، أو أحداث وقعت بعد ٢٠١١، ٢٠١٣.
وهذه الفيديوهات تذكّرنا بما فعله الإرهابيون والمتطرفون من سرقة صور وفيديوهات وقعت فى سوريا والزعم بأنها وقعت فى مصر.
بطبيعة الحال يمكن بسهولة فهم كيف ولماذا فكر المزورون فى هذا السيناريو الساذج، هم أغلب الظن اعتقدوا أن ضخ الفيديوهات المزورة يمكن أن يشكل دافعا لبعض المترددين حتى ينزلوا لأن الناس اتخذت قرارا بعدم الاستجابة لدعوات النزول، وبالتالى فالمزورون راهنوا على أن بعض المواطنين، وحينما يشاهدون هذه الفيديوهات المضروبة سينزلون للشوارع ويحتكون بالشرطة وقد يسقط مصابون أو قتلى منهم برصاص الشرطة ثم تتطور الأمور للفوضى العارمة التى قد يجدون لأنفسهم فيها موطئ قدم!.
ما الذى أريد أن ألفت النظر إليه من كل ما سبق؟
الأمر ببساطة أن الداعين للتظاهر قد وصلت بهم السذاجة وعدم الاحتراف إلى مستوى غير مسبوق من انعدام الكفاءة، هذا من ناحية الشكل، لكن الأهم من ناحية المضمون أن المصريين آمنوا بأن الذين دعوا للتظاهر كذابون ومفبركون و«يرتكبون الجرائم التى يتهمون معارضيهم بها».
أما الأكثر أهمية فهو أن غالبية الشعب ورغم كل معاناته الاقتصادية والاجتماعية قد فقد الثقة فى هذه الجماعة وهذا موضوع يحتاج نقاشا لاحقا إن شاء الله.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فيديوهات ١١١١ مفبركة ورديئة فيديوهات ١١١١ مفبركة ورديئة



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
  مصر اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
  مصر اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
  مصر اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 10:52 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

محمد هنيدي يكشف مصير مشاركته في رمضان
  مصر اليوم - محمد هنيدي يكشف مصير مشاركته في رمضان

GMT 00:01 2019 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

سمية الألفي تكشف السبب من وراء بكاء فاروق الفيشاوي قبل وفاته

GMT 10:56 2019 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مسلسلات إذاعية تبثها "صوت العرب" فى نوفمبر تعرف عليها

GMT 23:21 2024 السبت ,14 أيلول / سبتمبر

أهم النصائح للعناية بالشعر في المناطق الحارة

GMT 08:55 2020 الثلاثاء ,07 إبريل / نيسان

حارس ريال مدريد السابق يعلن شفاءه من فيروس كورونا

GMT 21:55 2020 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

نشوب حريق هائل داخل محل تجاري في العمرانية

GMT 00:40 2019 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

محمد إمام يفتخر بحضارة مصر الفرعونية في باريس

GMT 23:15 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الزمالك يحيي ذكرى رحيل «زامورا» «سنظل نتذكرك دائما»
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon