توقيت القاهرة المحلي 01:32:45 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ثلاثة شباب يبحثون عن عمل

  مصر اليوم -

ثلاثة شباب يبحثون عن عمل

بقلم - عماد الدين حسين

أحد الأصدقاء حكى لى هذه الحكاية التى تكشف إلى حد ما بعض سمات سوق العمل والتوظيف، وهى حكاية تدعونا إلى التفكير فى ضرورة البحث عن طرق فاعلة للتغلب على العقبات التى تمنع تأهيل الملتحقين بسوق العمل.
الصديق يتصل به العديد من أقاربه ومعارفه للبحث عن وظائف لهم بحكم أن لديه بعض العلاقات مع أصحاب أعمال مختلفة، وهو يحاول أن يساعد أقاربه بقدر المستطاع. وبالفعل اتصل بثلاثة من أصحاب الأعمال فى القطاع الخاص، راجيا منهم المساعدة فى توظيف ثلاثة من الأقارب إذا كان ذلك متاحا وبما لا يخالف القانون.
صاحب العمل الأول وافق على المناشدة ووفر عملا للقريب الأول، الحاصل على ليساس كلية نظرية، ذهب الشاب للعمل وقالوا له سوف نختبرك لمدة شهر، والكرة فى ملعبك، إما أن تجيد العمل، أو لن يكون لك مكان بيننا. الشاب بذل كل ما يملكه من جهد، لكن فى النهاية فإن الدراسة التى درسها لمدة ٤ سنوات، لم تسعفه ولم تكسبه المهارات اللازمة للاستمرار فى العمل.
أغلب القطاع الخاص لا يعرف الدلع والاستهتار والتكدس والزحام وغياب قواعد المحاسبة الموجود فى بعض الوحدات الحكومية وليس كلها، وهذا المكان أعطى للشاب مهلة إضافية أخرى، لكنه لم يتقدم فى التأهيل، وفى النهاية استغنوا عنه، لعدم قدرته على التكيف مع العمل.
الشاب الثانى كان حاصلا على بكالوريوس، ولكنه كلية نظرية أيضا. طبيعة العمل خلال شهر التدريب كانت تتطلب الحضور من التاسعة صباحا إلى التاسعة ليلا، إضافة لشروط كثيرة أهمها الصبر وحسن معاملة الناس، والمرتب المبدئى هو ١٨٠٠. هو لم يستطع أيضا التوافق مع ظروف ومتطلبات العمل التى يراها صعبة وقاسية، ويقول أيضا إن الراتب الشهرى قليل جدا مقارنة بما يبذله من جهد وأعصاب مشدودة طوال الوقت بل قد لا يكفى قيمة المواصلات من قريته للمحافظة وساندوتشين فول وطعمية يوميا!!.
الشاب الثالث التحق بوظيفة تتطلب تحقيق قدر من الاستهداف بمعنى أن تقنع الزبائن ببيع منتجاتها، أو بالحصول على قروض من الشركة التى تعمل بها، راتبه الأساسى كان نحو ٣ آلاف جنيه، ونسبة أخرى قد تصل لمثل هذا الرقم وأكثر، إذا تمكن من تحقيق نسبة مبيعات كبيرة. لكن فى المقابل فإن هذا العمل يتطلب تفرغا كاملا معظم اليوم، ويفضل أن يكون لديه سيارة، لأنه يحتاج للسفر بين المدن والمحافظات المختلفة. تحمس الشاب فى بداية العمل، لكنه لم يكمل شهرين وقال لأهله إن العمل قاسٍ جدا رغم أن العائد المادى يعتبر مرضيا مقارنة ببعض الأعمال الأخرى الكثيرة.
اسمتعت باهتمام إلى الحكايات الثلاثة التى أراها موحية جدا، وتتطلب منا أن نتأمل فى الدروس الكثيرة التى تكشفها.
أولا: إن عددا كبيرا من العاطلين عن العمل ليسوا مؤهلين، بل ليس لديهم أى مهارات بالمرة لأن دراستهم كانت نظرية جدا، أو لا توجد فرص فى سوق العمل تناسبها بالمرة.
ثانيا: إن بعض أبناء هذا الجيل ليس لديه الصبر على العمل.
ثالثا: إن بعضهم يريد عملا جاهزا على مزاجه ومقاسه، رغم أنه لا يملك الإمكانيات أو التأهيل أو التدريب.
رابعا: إن هذا البعض يفضل أن يجلس فى البيت أو على المقاهى، فى حين يمكنه العمل فى بعض الأعمال حتى لو كانت صعبة وقليلة العائد إذا حصل على دورات تدريبية.
خامسا: إن قيمة المسئولية تراجعت إلى حد كبير فى المجتمع بين بعض الشباب، خصوصا إذا كانت هناك أسرة تنفق عليه وتساعده.
سادسا: إننا ندفع كمجتمع الآن ثمنا قاسيا لنوعية التعليم التى تراجعت بقوة فى العقود الماضية وبالتالى فإن السؤال الأساسى هو: كيف يمكن أن نخرج من هذه المعضلة؟!.
والحديث موصول سواء ضرورة تشجيع القطاع الخاص المنتج، أو إعادة تأهيل غالبية العمالة، وأن يكون التعليم مطابقا لما تحتاجه سوق العمل.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ثلاثة شباب يبحثون عن عمل ثلاثة شباب يبحثون عن عمل



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب

GMT 11:48 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

هاشتاج أمينة خليل يشعل مواقع التواصل الاجتماعي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon