توقيت القاهرة المحلي 18:25:53 آخر تحديث
  مصر اليوم -

6 شروط واجبة لنجاح «القاهرة الإخبارية»

  مصر اليوم -

6 شروط واجبة لنجاح «القاهرة الإخبارية»

بقلم - عماد الدين حسين

فى السابعة من مساء أمس الأول الإثنين انطلقت فضائية «القاهرة الإخبارية» لتكون القناة الإقليمية لمصر، وكل التمنيات لها بالتوفيق وأن تكون صوتا مهنيا مصريا، صادقا ينقل الواقع والحقائق، وفى الوقت نفسه تواجه بمهنية حملات الزيف والتضليل التى صارت العملة الرائجة فى المنطقة والعالم.
هذه القناة انتظرها كثيرون منذ سنوات طويلة. كان المفترض أن تخرج هذه القناة للنور منذ بداية التسعينيات من القرن الماضى، لأن الطبيعى أن مصر هى الرائدة فى الإعلام العربى سواء من حيث الكتب أو الإذاعة أو التليفزيون وكل ما يتعلق بالثقافة والفكر والأدب والفن وسائر فنون الإبداع.
الإذاعة المصرية موجودة منذ عام ١٩٣٤ ووقتها لم تكن الكثير من دول المنطقة موجودة، و«التليفزيون العربى» موجود منذ يوليو ١٩٦٠ قبل كل التليفزيونات العربية ما عدا العراق تقريبا، لا أقول ذلك تعصبا أو عنصرية أو شعوبية أو تعاليا على الأشقاء العرب، بل كان ذلك هو الواقع الذى تغير الآن وتفوق علينا العديد من الأشقاء العرب فى الإعلام، وصار لبعضهم فضائيات مؤثرة جدا، أحببنا ذلك أم كرهناه، بل صرنا ننتظر من بعض هذه الفضائيات أن تدافع عن وجهة نظرنا وتنصرنا فى بعض القضايا!
المفارقة أن الإعلاميين المصريين كانوا هم العماد الأساسى وراء تأسيس واستمرار هذه الفضائيات، ثم بدأ تأثيرهم يقل بعد أن تحسن مستوى العديد من الإعلاميين العرب.
لا نريد أن نبكى على اللبن المسكوب ونغرق فى الماضى وفى التاريخ وأين كنا وأين أصبحنا. المهم أن ننظر بثقة إلى الأمام وإلى المستقبل ونعوض ما فاتنا.
ظنى أن هناك شروطا ضرورية يجب أن تتوافر لكى تحقق «القاهرة الإخبارية»، هدفها وتولد قوية وتستمر مؤثرة كما نأمل ونحلم.
أول هذه الشروط أن تعمل على أساس مهنى أولا وأخيرا، وأن تضع القواعد المهنية نصب أعينها، لأنه من دون ذلك، سوف تتحول إلى مجرد فضائية عادية وليست إقليمية.
ثانى هذه الشروط أن تكون أهمية وقوة الأخبار هى المعيار لكى تتصدر نشراتها وبرامجها، يمكن مثلا أن نفهم أن يتصدر الخبر المصرى نشرات أخبار الفضائيات المصرية المحلية، لكن ذلك لا ينبغى أن يكون هو المعيار فى «القاهرة الإخبارية»، بل الخبر القوى سواء كان حادثا فى الهند أو أندونيسيا، أو ارتفاعا فى سعر النفط والغاز أو تصعيدا للحرب فى أوكرانيا أو توقعات انتخابات الكونجرس النصفية. التعامل مع الخبر المصرى فى صدارة النشرات حتى لو لم يكن هو الأبرز، سيحول «القاهرة الإخبارية» إلى مجرد قناة محلية.
الشرط الثالث أن تتمتع الفضائية الجديدة بحرية حركة واسعة فى التعامل مع أخبار المنطقة على أسس مهنية قدر المستطاع، فلا يعقل أن «تحسس» القناة على أخبار هذه الدولة أو تلك بحجة أنها قد تغضب مسئوليها، خصوصا أن بعض فضائيات هذه الدول صارت تتعامل مع «أخبارنا المصرية» على أسس مهنية، بل وأحيانا بأسس غير مهنية.
لا أقصد من هذا الكلام أن تتحول الفضائية الجديدة إلى تصفية حسابات مع الدول أو شن حملات إعلامية أو استهداف هذا المسئول سواء العربى أو ذاك، بل أن تكون قناة العرب الأولى من حيث الأخبار الصحيحة والجادة والتقارير الصادقة والتحليلات المعمقة.
الشرط الرابع أن يتوافر تمويل مستدام لهذه الفضائية حتى تحقق أهدافها، ولا تتعثر كما تعثرت أفكار كثيرة مماثلة فى السابق، وتحولت إلى قنوات شديدة المحلية لا يهتم بها الكثيرون.
الشرط السادس أن تهتم القناة بمواكبة كل ما هو جديد فى عالم التكنولوجيا الرقمية، وأن تكون قناة تفاعلية لا تكتفى فقط بالشاشة النمطية، بل بالتواصل مع الجميع عبر السوشيال ميديا خصوصا الشباب الذى يشكل حوالى ٦٠٪ من المشاهدين فى المنطقة العربية.
والشرط السادس والأخير والمهم جدا أن يتوافر للقناة قدر مهم ومعقول من الحرية الإعلامية والجرأة فى التناول والمعالجة، وإلا سوف تتحول ــ لا قدر الله ــ إلى قناة باهتة، تهتم بإرضاء الجميع، وتنتهى بعدم رضاء أحد عنها.
غير مسموح للقاهرة الإخبارية أن تفشل أو تتعثر، لأن حدوث ذلك سيكون خبرا مؤلما، لنا جميعا.
مرة أخرى كل التمنيات بالتوفيق لفريق عمل «القاهرة الإخبارية»، والزميل أحمد الطاهرى ونتمنى أن نرى القناة الجديدة فى مقدمة القنوات الإخبارية بالمنطقة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

6 شروط واجبة لنجاح «القاهرة الإخبارية» 6 شروط واجبة لنجاح «القاهرة الإخبارية»



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 09:08 2018 السبت ,24 آذار/ مارس

لعبة Sea of Thieves تتوافر مجانا مع جهاز Xbox One X

GMT 08:25 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

طائرة "مناحم بيغن" تتحول لفندق ومطعم

GMT 21:48 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

بالميراس يقترب من التعاقد مع دييجو كوستا

GMT 18:37 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

شركات المحمول تتجه لرفع أسعار الخدمات خلال 3 شهور

GMT 08:43 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

منظمة الصحة في ورطة بسبب "التقرير المفقود" بشأن "كورونا"

GMT 07:47 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

تطورات جديدة في واقعة الاغتصاب الجماعي لفتاة داخل فندق

GMT 00:41 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

عمر ربيع ياسين يكشف آخر كواليس معسكر منتخب مصر

GMT 12:05 2020 الجمعة ,04 كانون الأول / ديسمبر

فيفا عبر إنستجرام يبرز نجوم مصر محليا وقاريا

GMT 07:41 2020 الخميس ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

أسعار الفاكهة في مصر اليوم الخميس 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2020

GMT 01:42 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

بايرن ميونخ يعلن ضم موتينج ودوجلاس كوستا في أقل من نصف ساعة

GMT 22:56 2020 الخميس ,01 تشرين الأول / أكتوبر

تسريب جديد للمُقاول الهارب محمد علي "يفضح" قطر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon