توقيت القاهرة المحلي 09:31:12 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فلسطين بين المتفائلين والمتشائمين

  مصر اليوم -

فلسطين بين المتفائلين والمتشائمين

بقلم - عماد الدين حسين

هل سيشهد الجيل الحالى حلا عادلا للقضية الفلسطينية؟ هذا سؤال يكرره كثيرون، والإجابة تختلف من شخص لآخر ومن جهة لأخرى حسب الزاوية التى يقف فيها أو ينطلق منها.
المتشائمون وقد صاروا كثيرين فى المنطقة العربية هذه الأيام يقولون إننا نعيش أسوأ أيام القضية وأسوأ أيام الانقسامات العربية. يقول هؤلاء أيضا إن غالبية الدول العربية التى أقامت علاقات مؤخرا مع إسرائيل لم تفكر حتى فى طلب الحصول على ثمن لهذه العلاقات، حتى مثلا تحسين الأوضاع المعيشية للشعب الفلسطينى، وبالتالى فإن إسرائيل لم تعد مشغولة برد الفعل العربى، لأن بعض الدول صارت تتعامل معها كدولة عادية، فى مواجهة قوى أخرى تتربص بالمنطقة مثل إيران.
المتفائلون يقولون إن الصورة ليست قاتمة كما يتصور المتشائمون والقضية الفلسطينية التى صمدت أمام كل التحديات منذ النكبة عام ١٩٤٨ بل وقبلها بسنوات لقادرة على الصمود وتحقيق هدفها إن آجلا أو عاجلا.
هم يقولون إنه وفى عز انشغال الحكومات العربية بمشاكلها وهمومها الداخلية، فإن الشعب الفلسطينى صمد بصدوره العارية وتمكن من إفشال كافة المحاولات الإسرائيلية لتهويد كامل الأراضى الفلسطينية وكذلك التصدى للاعتداءات المتكررة التى يشنها الاحتلال على غزة أو مدن الضفة.
لكن المتشائمين يقولون إن ما سبق كلام جميل ويصلح للموضوعات الإنشائية فقط، لأن الواقع على الأرض يقول إن إسرائيل تقضم كل يوم المزيد من الأراضى وتهودها، وأن الاستيطان ينتشر كالسرطان، وبدلا من المقاطعة العربية السابقة، فإن عددا من الدول العربية أقامت علاقات مع إسرائيل من دون أن تضغط عليها للحصول ولو على الحد الأدنى من الثمن السياسى لصالح الشعب الفلسطينى.
فى تقدير المتشائمين فإن الزمن ليس فى صالح الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى، لأن إسرائيل تغير الوقائع على الأرض وتحصل على المزيد من الاعترافات العربية الرسمية، بل والشعبية حينما زارت وفود أهلية عربية فلسطينية المحتلة فى الأعوام الثلاثة الأخيرة.
لكن المتفائلين يقولون إن الزمن هو العدو الأول للمشروع الصهيونى فى المنطقة، والدليل أن إسرائيل يرعبها تزايد التعداد السكانى للفلسطينيين داخل وخارج فلسطين، بل داخل حدود أرض ١٩٤٨، وأن القنبلة السكانية الفلسطينية سوف تنفجر فى وجه إسرائيل إن آجلا أو عاجلا. وحتى إذا أصرت إسرائيل على وأد حل الدولتين فسوف تكتشف قريبا أن عدد السكان العرب الفلسطينيين صار أكبر من عدد السكان اليهود الإسرائيليين.
يضيف المتفائلون أن أفضل استفتاء طبيعى وتلقائى حدث أثناء كأس العالم الأخير فى الدوحة، حينما عبّرت الشعوب العربية داخل الملاعب وفى الشوارع القطرية المختلفة عن تضامنها الفطرى مع القضية الفلسطينية، وحينما قاطعوا الإسرائيليين الذين وفدوا للدوحة، والإسرائيليون هم الذين لاحظوا ذلك بكل وضوح وانعكس على كتابات الإعلاميين منهم.
يقول المتشائمون إنه طالما هناك خلافات عربية عربية، وفلسطينية فلسطينية فلا يرتجى أى أمل قريب لحل القضية، وإنه لا يعقل أن نطالب العالم بالتضامن معنا فى قضيتنا فى حين أننا منقسمون بهذا الشكل خصوصا بين فتح وحماس.
لكن المتفائلين يقولون إن كل حركات التحرر شهدت انقسامات عديدة وصلت إلى الاشتباكات العسكرية، لكنها سوف تنتهى طال الزمن أو قصر.
يقول المتشائمون إن الأوضاع الفلسطينية والعربية تسير من سيئ إلى أسوأ والانقسامات وصلت إلى مراحل غير مسبوقة، وإسرائيل تكسب عالميا كل يوم، وتسجل تقدما اقتصاديا وتكنولوجيا غير عادى، ورغم كل أزماتها الداخلية وصراعاتها السياسية وصعود اليمين المتطرف، فإن أوضاع العرب المتردية لا تجعل الانقسامات الإسرائيلية تتعمق أكثر، بل يتم تجاوزها.
لكن المتفائلين يقولون إنه يستحيل أن تستمر الأحوال الراهنة إلى الأبد، وأن بعض الحكومات العربية لا يمكنها أن تدير ظهرها للقضية الفلسطينية لأن شعوبها قد لا تقبل ذلك.
هذه هى الصورة الموجودة فى الشارع العربى، وظنى أن الصورة تقول بوضوح إنه من دون توفر الشروط الموضوعية العربية الأساسية فإن إسرائيل هى الكاسب الأكبر حتى هذه اللحظة من كل التطورات، وبالتالى فنحن نحتاج أن نغير من أنفسنا أولا إذا أردنا حل هذه القضية.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فلسطين بين المتفائلين والمتشائمين فلسطين بين المتفائلين والمتشائمين



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 09:29 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان
  مصر اليوم - طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان

GMT 13:02 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

علماء يكشفون «حقائق مذهلة» عن السلاحف البحرية

GMT 20:26 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

إيران توقف “تليجرام” لدواع أمنية

GMT 22:47 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

مبابي يغيب عن نادي سان جيرمان حتى الكلاسيكو

GMT 21:12 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

الزمالك يحصل على توقيع لاعب دجلة محمد شريف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon