توقيت القاهرة المحلي 15:20:09 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الصناعات التصديرية.. شروط أساسية

  مصر اليوم -

الصناعات التصديرية شروط أساسية

بقلم - عماد الدين حسين

أغلب الظن أن الرهان على الاستثمارات الخليجية للعمل فى الصناعة المصرية لن يؤتى ثماره، والسبب أن معظم الاستثمارات يركز على الأنشطة التى تدر عائدا سريعا قدر الإمكان ويسهّل بيعها والتخارج منها فى وقت قصير.
هذه الفكرة ليست من بنات أفكارى لكن سمعتها أخيرا من أحد المستثمرين المصريين خلال مشاركتى فى حلقة نقاشية ببرنامج «حديث القاهرة» مع الصديق خيرى رمضان على قناة «القاهرة والناس».
غالبية الاستثمارات الخليجية تفضل العقارات سواء كانت فنادق أو قرى سياحية أو مدنا وفيلات سكنية فاخرة أو سياحة اليخوت أو الاستثمار فى البورصة أو شراء أصول جاهزة تكون رابحة أو فى طريقها إلى الربح.
بالطبع هناك استثمارات خليجية قديمة فى قطاعات صناعية، لكن نحن نتحدث هنا عن نوعية الاستثمارات الأخيرة المتجهة بالأساس إلى العقارات.
المستثمرون الخليجيون سواء كانوا أفرادا أو شركات أو صناديق استثمار أو أجهزة حكومية، اشتروا بالفعل فى الفترة الأخيرة حصصا فى مصانع منتجة قائمة، ومصر وافقت على ذلك لأنها فى حاجة ماسة إلى عملات صعبة تساعدها على سداد أقساط وفوائد الديون وكذلك لتأمين الحصول على القرض الجديد من صندوق النقد الدولى الذى حصلنا عليه بالفعل.
لا أقصد من قريب أو بعيد التقليل من أهمية الاستثمارات الخليجية، فهى مرحب بها فى أى مجال، وأتمنى أن تنجح حكومتنا وقطاعنا الخاص فى إقناع المستثمرين الخليجيين بالاستثمارات التى نحتاجها بشدة، والتى تعود بالنفع الكبير على بلدنا بصفة دائمة وعليهم أيضا.
إقامة مصنع ينتج سلعا وخامات ومكونات ومستلزمات إنتاج أساسية هدف قومى ينبغى أن نتجند جميعا لتحقيقه. وإذا استطعنا إقناع المستثمرين الخليجيين بالاستثمار فى هذه القطاعات الاستراتيجية خير وبركة، وإذا لم نستطع، فمرحبا بهم فى المجالات التى يفضلونها، فهى مفيدة لنا أيضا، لكن فى هذه الحالة علينا البحث بكل الطرق الممكنة عن استثمارات أجنبية للعمل فى المجالات التى نحتاجها، خصوصا لتحقيق فكرة توطين التكنولوجيا والصناعات الأساسية.
هذه الفكرة تحتاج لاستثمارات ضخمة، لكن قبل ذلك نحتاج خبرات فنية وكفاءات وتراكما صناعيا قد لا يكون متوافرا عندنا بصورة كاملة.
وأحد الاقتراحات التى سمعتها أن تتوجه وفود مصرية حكومية وخاصة إلى بلدان مثل الصين وجنوب شرق آسيا وجنوب إفريقيا وأى مكان فى الكون يمكنه أن يساعدنا فى هذا المجال. حينما نذهب إلى هذه البلدان كما يقول المهندس شريف الصياد رئيس المجلس التصديرى للصناعات الهندسية، فهى لن تأتى بسهولة، بل نحتاج إلى إغراءات وحوافز وتسهيلات، والمطلوب أن نقدمها لهم، لأننا نحتاج أن يوطنوا هذه الصناعات المهمة عندنا، خصوصا الصناعات التى تنتج الخامات ومستلزمات الإنتاج التى تكلفنا الكثير فى فاتورة الاستيراد، وأظن أن مبادرة «ابدأ» تلعب دورا مهما فى هذا المجال، وسأعود إلى هذا الموضوع لاحقا بالتفصيل.
بالطبع فإن مجىء المستثمرين يحتاج إلى مناخ مختلف وجاذب للاستثمار ولا ينفع معه «شغل بعض الموظفين» الذين لا هم لهم إلا تطفيش المستثمرين بحجج غريبة أو لأن عقولهم لا تتناسب مطلقا مع أى أفكار جديدة ومبدعة.
غالبية البلدان التى حققت قفزات صناعية مهمة خصوصا الصناعات بغرض التصدير، حفزت المستثمرين لكن فى إطار خطة واضحة طويلة الأمد.
نردد كثيرا أهمية وجود بيئة تشريعية محفزة ومسهلة، وهو أمر مهم للغاية، لكن المشكلة ليست فقط فى القوانين والتشريعات، لكن المناخ والبيئة التى تجعل المستثمر المحلى والأجنبى يشعر بالأمان والوضوح وعدم المفاجآت والتغيرات خصوصا فيما يتعلق بسعر الصرف.
مصر أنجزت ونفذت شروطا جوهرية من أجل الشروع فى التصنيع وأهمها البنية التحتية من طرق وجسور وكبارى وموانئ وكهرباء وغاز وإنشاء المجمعات الصناعية، إضافة إلى الشروع فى عملية تأهيل آلاف الشباب.
الرئيس السيسى وخلال تعقيبه على كلمات رئيس اتحاد الصناعات محمد السويدى، وبعض كبار المستثمرين خلال الملتقى والمعرض الصناعى قبل أسابيع، قال إن أزمة الدولار كانت كاشفة، ولابد من مسابقة الوقت فى قضية إنتاج مكونات ومستلزمات الانتاج وخاماته حتى يمكن تغطية الطلب المحلى أولا وبعدها التصدير. وقال نصا: «هذا أمر ضرورى لكل من يهمه أن تستقر مصر، ولابد من إجراءات غير تقليدية فيما يتعلق بالتراخيص». وفى نفس اللقاء أصدر قراره بالرخصة الذهبية لمدة ٣ شهور لكل من تقدم بطلبات لإنشاء المصانع وبعد نهاية الفترة سيتم تقييم التجربة.
الرئيس يومها قال أيضا: «إن التحدى يولد الفرص»، والسؤال: هل نستطيع فعلا أن نولد فرص منذ هذه الأزمة، وما هى الشروط والمؤهلات والموارد اللازمة لكى تتحول هذه الأزمة إلى فرصة؟

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الصناعات التصديرية شروط أساسية الصناعات التصديرية شروط أساسية



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب

GMT 11:48 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

هاشتاج أمينة خليل يشعل مواقع التواصل الاجتماعي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon