كيف لا يظل الصعيد مهملا تنمويا؟
الإجابة هى أن يحصل على نصيب عادل من عملية التنمية، وأن تكون هذه التنمية موجهة لكل القطاعات وبالأخص للصناعة والزراعة.
أطرح هذا السؤال، وهناك بارقة أمل رأيتها بنفسى طوال يوم الخميس الماضى، حينما حضرت زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى لمحافظة سوهاج، وافتتاحه العديد من المشروعات، فى قطاعات مختلفة انطلاقا من جامعة سوهاج فى منطقة الكوامل غرب المحافظة.
اليوم سأركز بالأساس على الجانب الصناعى، لأنه القاطرة مع الزراعة التى يمكن أن تغير الواقع الصعب الذى يعانى منه الصعيد منذ قرون وليس فقط عقود.
الصعيد طارد لسكانه خصوصا الشباب إلى القاهرة الكبرى، والإسكندرية أو الدول العربية والأجنبية بسبب عدم توافر فرص العمل أو أى آفاق لحياة كريمة. وحينما تتغير هذه المعادلة ستتوقف الهجرة.
ومن حسن الطالع أن هناك بوادر لهذا التغير، لكن من سوء الحظ إن ذلك يتزامن مع أزمة اقتصادية عالمية ومحلية طاحنة ستؤثر على ضخ الاستثمارات فى العديد من القطاعات خصوصا الصناعة.
من بين ما لفت نظرى من أرقام كثيرة قيلت على لسان الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء أن نصيب الصعيد من إجمالى الاستثمارات المنفذة والجارى تنفيذها ١٫٥ تريليون جنيه من إجمالى ٧ تريليونات جنيه أى حوالى ربع حجم الاستثمارات الكلية وهو الأمر الذى انعكس فى حجم هائل من المشروعات.
وفيما يتعلق بسوهاج تحديدا فهناك جهود كبيرة تتمثل فى رفع كفاءة البنية التحتية بالمناطق الصناعية فى غرب جرجا، وغرب طهطا، والأخيرة جار الانتهاء من المشروعات فيها.
والمشروعان بتكلفة تصل إلى ٢٫٤ مليار جنيه.
ويوم الخميس الماضى تم بالفعل افتتاح ١٧٨ وحدة صناعية فى غرب جرجا بتكلفة ٨٧٨ مليون جنيه توفر ١٤ ألف فرصة عمل.
عرفنا أيضا أنه تم توفير ٢٫٤ مليار جنيه قروضا ميسرة أتاحت ١٧٧ ألف فرصة عمل، إضافة إلى ٢٣ مليون جنيه منح للبنية الإنتاجية للمشروعات الصناعية.
فى هذا اليوم أيضا تم افتتاح محور طما الذى يربط الطريق الشرقى الصحراوى بالطريق الصحراوى الغربى مرورا بالطريق الزراعى القديم، وهذا المحور هو الرابع فى محافظة سوهاج، إضافة لمحاور جرجا وجار تنفيذ محورى المراغة ودار السلام، بتكلفة عشرة مليارات جنيه.
أهمية هذه المحاور أنها عنصر جوهرى وحاسم فى عملية التنمية، لأنه لا يمكن الحديث عن استصلاح وتعمير الصحراء وزراعتها أو إقامة مشروعات صناعية فيها من دون وجود طرق وجسور ممهدة.
وهناك ٣٤ محورا عرضيا متكاملا لخدمة المشروعات التنموية على النيل منها ٢٢ محورا فى الصعيد، تم الانتهاء بالفعل من ٨ محاور، وجار تنفيذ المحاور الـ ١٤ الأخرى.
مشروع «حياة كريمة» كما يقول رئيس الوزراء سوف يفيد ٢٫٥ مليون مواطن فى سوهاج يعيشون فى ١٨١ قرية فى سبعة مراكز بتكلفة تصل إلى ٣٧ مليار جنيه.
فى هذا اليوم تحدث الدكتور مدبولى عن أرقام كثيرة مهمة، ترتبط ارتباطا وثيقا بعملية التنمية منها مثلا إنشاء٦٣٨٠ فصلا دراسيا جديدا بتكلفة ٢٠ مليار جنيه، إضافة إلى ٣٫٣ مليار جنيه استثمارات فى التعليم العالى، وتطوير ٣٢ مشروع صرف صحى بتكلفة ٥٫٤ مليار جنيه، إضافة إلى مشروعات مبادرة «حياة كريمة». وصحيا تم إنشاء مستشفى الأطفال بنسبة تنفيذ ٩٠٪ على غرار مستشفى أبوالريش، ومستشفى سوهاج الجامعى بسعة ٣٠٠ سرير، وإنشاء ٢٣ ألف وحدة سكنية بـ ٣٫٧ مليار جنيه، و١٧ ألف وحدة فى سوهاج الجديدة وأخميم الجديدة بـ ٢٫٣ مليار جنيه و٢٧ مشروعا لمياه الشرب بـ ٢٫٩ مليار جنيه والوصول لـ ٣٠٪ نسبة تغطية للصرف الصحى بعد أن كانت ١٧٫٥٪ حتى عام ٢٠١٤.
هناك أيضا ٧ مشروعات نقل وتوزيع كهرباء تكلفت ٣٫٢ مليار جنيه، وورصف ٣٦٠ كيلومترا من الطرق، وجار تنفيذ ٢٤٥ كليومترا أخرى.
المشروعات السابقة لازمة وضرورية لعملية التنمية، والسؤال المهم، هل يشعر المواطن الصعيدى بهذا الجهد أم لا، وإذا كانت الإجابة بلا فما هو السبب وكيف يمكن تلافيه؟!
والسؤال الثانى: هل هناك تجارب ناجحة فعلا فى مجال الصناعة بسوهاج والصعيد؟
الإجابة لاحقا إن شاء الله.