توقيت القاهرة المحلي 11:21:40 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل تراجعت قوتنا الناعمة؟

  مصر اليوم -

هل تراجعت قوتنا الناعمة

بقلم - عماد الدين حسين

من يتابع النقاشات الدائرة الآن فى بعض وسائل التواصل الاجتماعى، سوف يسمع تساؤلات هامسة حينا وسافرة أحيانا بشأن قوة مصر الناعمة، وهل هناك ما أو من يهددها، وإذا كان الأمر كذلك، فكيف يمكن الحفاظ عليها وتنميتها وتطويرها بحيث نحافظ عليها؟
المؤكد أن الأزمنة والأحوال تتغير وتتبدل، ولا يوجد شىء دائم أبدا، لكن ورغم تبدل وتغير الكثير من الظروف والعوامل، إلا أن مصر حافظت على جزء كبير من قوتها الناعمة.
صحيح أن مصر تعانى ظروفا صعبة اقتصادية واجتماعية كثيرة منذ عقود، لكن ما ميزها أن قوتها الناعمة ورغم أنها تأثرت بعوامل كثيرة، إلا أنها ظلت قوية ومؤثرة ومتماسكة حتى لو كانت قد تراجعت قليلا.
يرى البعض أن قوة مصر الناعمة كانت فى أوج قمتها فى الفترة الليبرالية أى منذ قيام ثورة ١٩١٩ وحتى ثورة ٢٣ يوليو ١٩٥٢ حيث التعددية السياسية والحريات غير المسبوقة والأفكار المتنوعة التى أنجبت رموز مصر الكبار فى الثقافة والفكر والأدب والموسيقى مثل عباس محمود العقاد وتوفيق الحكيم ولويس عوض وزكى نجيب محمود ونجيب محفوظ، وسيد درويش وأم كلثوم وعبدالوهاب ونهضة مصر الفنية والصحفية.
ويرى البعض الآخر أن قوة مصر الناعمة بلغت أوجها بعد ثورة ١٩٥٢ بالحصول على الاستقلال وتحولها إلى قوة قائدة فى محيطيها العربى والإفريقى، بل وعلى مستوى حركة عدم الانحياز والعالم الثالث. يقول هؤلاء إن مصر فى حقب الخمسينيات والستينيات والسبعينيات كانت قبلة العرب والأفارقة والعديد من شعوب العالم الإسلامى والعالم الثالث على مستويات مختلفة سياسية وثقافية وفنية خصوصا الدول الساعية إلى الاستقلال من الاستعمار.
بالطبع فإن مصر تملك العديد من المقدمات التى تجعلها تتمتع بقوة ناعمة فى محيطها وإقليمها. لكن ما ننساه كثيرا أن هناك دولا أخرى فى المنطقة تسعى دائما ليكون لها قوة ناعمة وهذا حقها الطبيعى.
فى العقود الماضية وربما حتى مطلع الألفية كانت مصر تكاد تكون متفردة فى قيادتها وزعامتها وبالتالى قوتها الناعمة، لأن الآخرين كانوا غائبين تقريبا، لكن الأحوال لا تثبت على حال، والدول الأخرى استقلت واستقرت وتقدمت وصار لها شأن.
حتى الآن وحينما يتعادل منتخبنا القومى مع فريق من الفرق الإفريقية الصغيرة فى المساحة والسكان، يستغرب بعضنا ويسأل: كيف حدث ذلك، لقد كنا نفوز عليهم بفارق ضخم من الأهداف؟!
هذا البعض يريد أن يجمد عقارب الزمن عند لحظة معينة، وكأن هذا البلد الآخر لم يتغير ولم يتطور. نفس الأمر يحدث حينما يتعلق ببعض الدول العربية ونقول دائما: لقد كنا نعلمهم ونقدم لبعضهم المساعدة!!. نعم هذا صحيح، لكن سنة الحياة أنها تتطور وغالبية البلدان العربية رزقها الله بثروات ضخمة وأرسلت العديد من أبنائها للدراسة فى الخارج وصارت اقتصاداتها تتنافس عالميا والدخل الفردى السنوى لسكانها هو بين الأعلى عالميا.
إذا القوة الناعمة ليست حالة ثابتة جامدة، بل هى نتيجة لتشابك وتراكم عوامل كثيرة، أو من تنطبق عليه هذه الشروط الموضوعية يحوز هذه القوة الناعمة والعكس صحيح.
على سبيل المثال فهناك دول ذات حضارات تاريخية عظيمة، لكن تأثيرها حاليا ضعيف أو متراجع أو بين بين، ولا أريد أن أذكر دولا معينة، ولكن أدعوكم لتأمل الحضارات القديمة، وكيف تراجع تأثيرها، بل إن دولة أوروبية كانت ذات حضارة عظيمة، تراجع دورها كثيرا، وكادت تعلن إفلاسها لولا أن هبت الدول الأغنى فى القارة خصوصا ألمانيا لإنقاذها.
السؤال مرة أخرى: هل المال فقط يشترى القوة الناعمة والتأثير؟! الإجابة هى لا. المال مهم جدا ومؤثر ويساهم فى القوة الناعمة، لكنه ليس هو العامل الحاسم فى هذا الأمر، والدليل أن هناك دولا غنية جدا، ولديها ثروات وموارد ضخمة، لكنها بلا تأثير، بل تعانى من المشكلات والانقسامات التى تهدد وجودها ذاته.
السؤال الثانى: هل فقدت مصر قوتها الناعمة كما يروج البعض؟!
الإجابة هى لا نافية وقاطعة، لكن من المهم أن نناقش الطريقة التى تجعلنا نعظم قوتنا الناعمة، ونعيد لها التألق والبريق

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل تراجعت قوتنا الناعمة هل تراجعت قوتنا الناعمة



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 02:08 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يعقد اجتماعًا أمنيًا لبحث التطورات في سوريا
  مصر اليوم - نتنياهو يعقد اجتماعًا أمنيًا لبحث التطورات في سوريا

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 21:40 2019 الخميس ,26 أيلول / سبتمبر

هزة أرضية بقوة 6.5 درجات تضرب إندونيسيا

GMT 02:54 2019 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

خبراء يكشفون عن مخاطر تناول العجين الخام قبل خبزه

GMT 23:10 2019 الجمعة ,05 إبريل / نيسان

نادي برشلونة يتحرك لضم موهبة "بالميراس"

GMT 07:26 2019 الأحد ,20 كانون الثاني / يناير

حسابات التصميم الداخلي الأفضل لعام 2019 عبر "إنستغرام"

GMT 06:56 2019 الثلاثاء ,22 كانون الثاني / يناير

أب يُصاب بالصدمة بعدما استيقظ ووجد ابنه متوفيًا بين ذراعيه

GMT 11:35 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

تشيزني يبيًن ما دار مع رونالدو قبل ركلة الجزاء هيغواين

GMT 09:16 2018 الإثنين ,22 تشرين الأول / أكتوبر

زوجة المتهم بقتل طفليه "محمد وريان" في المنصورة تؤكد برائته

GMT 17:55 2018 الإثنين ,24 أيلول / سبتمبر

فستان ياسمين صبري يضع منى الشاذلي في موقف محرج
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon