توقيت القاهرة المحلي 18:52:24 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الذين سيَّسوا المساعدات لسوريا

  مصر اليوم -

الذين سيَّسوا المساعدات لسوريا

بقلم - عماد الدين حسين

هل المساعدات الإنسانية فى الكوارث الطبيعية تخضع للعلاقات والمواقف والانحيازات السياسية، أم ينبغى أن تترفع عن كل ذلك، ويكون معيارها الأساسى هو الإنسان أولا وأخيرا، بغض النظر عن عرقه ولونه ودينه ومذهبه وفكره؟
هذا سؤال يكرره كثيرون فى المنطقة العربية والعديد من وسائل الإعلام العالمية، عقب الزلزال المدمر الذى ضرب كلا من تركيا وسوريا، وأوقع حتى الآن حوالى 26 ألف قتيل وآلاف المصابين وهدم آلاف المنازل وشرد مئات الآلاف فى البلدين.
بطبيعة الحال فإن البلدين تركيا وسوريا يستحقان كل آيات الدعم والتضامن والمساعدات فى هذه الظروف المأساوية الصعبة، لكن الذى حدث أن بعض الدول ومنها من يكرر ليل نهار أسطوانة حقوق الإنسان قام بتسييس المساعدات وفرض شروط غريبة قبل أن يقدمها لسوريا.
كثيرون يتبرعون لتركيا وقدموا لها المساعدات وهو أمر طيب ومحمود، فهى تحتاج لذلك فى هذه الظروف الصعبة.
لكن سوريا ظروفها أكثر صعوبة لأسباب متعددة منها آثار الصراع المسلح الذى اندلع فى مارس ٢٠١١، وأدى إلى نتائج كارثية لهذا الشعب العربى الشقيق، كما أن الزلزال الذى ضرب سوريا كان مركزه الأساسى شمال غرب البلاد وهى منطقة خارج سيطرة الحكومة السورية، بل خاضعة لجماعات مسلحة وإرهابية ومتطرفة.
الذى حدث أن هناك دولا مثل مصر وبلدان الخليج وغالبية الدول العربية سارعت للوقوف بجوار الشعبين السورى والتركى منذ اللحظة الأولى لوقوع الزلزال، ولم تلتفت مطلقا إلى أى خلافات سياسية سابقة أو حالية، وأعلنت دعمها الكامل للبلدين وبادرت بإرسال المساعدات الإنسانية والطبية إليهما.
والمعروف أن الرئيس عبدالفتاح السيسى ووزير الخارجية سامح شكرى سارعا بالاتصال بكل من الرئيس السورى بشار الأسد والتركى رجب طيب أردوغان لتقديم واجب العزاء فى الضحايا والاستعداد لإرسال كل ما يمكن من دعم، وبالفعل توجهت ٥ طائرات محملة بالمساعدات الإنسانية والطبية إلى البلدين. والأمر نفسه من دول الخليج التى قدمت مساعدات مالية كبيرة إضافة لتبرعات من مواطنين ومساعدات إنسانية للبلدين.
قبل الزلزال فإن المساعدات الغربية والأممية كانت تصل إلى شمال سوريا عبر منفذ باب الهوى على الحدود التركية، لكنه صار معطلا وخارج الخدمة عقب الزلزال بسبب الدمار الكبير الذى حل بطرق وجسور مدينة أنطاكية التركية التى لابد من المرور عبرها للوصول للمنفذ.
الدول الغربية التى تتحدث طوال الوقت عن حقوق الإنسان فشلت فشلا ذريعا حينما حاولت فى بداية الزلزال تسييس المساعدات لسوريا وإخضاعها لحسابات سياسية مختلفة، ومنها مثلا ضرورة دخول المساعدات عبر منفذ باب الهوى وهى تعلم أن هذا المنفذ خرج من الخدمة فعليا.
فى حين كان يمكن إرسال المساعدات بصفة استثنائية عبر مطار دمشق أو مطار حلب أو عبر المناطق الخاضعة للأكراد شرقا، أو عبر أى طريق يصل إلى المنكوبين.
ثم إن الحرب الأهلية والإرهاب أصاب العديد من البنية التحتية السورية بالدمار، وطبقا لتصريحات وزير النقل السورى فإن المجرمين والإرهابيين سرقوا ٥٠ ألف سيارة حكومية، وبسبب الحصار أيضا فإن الحكومة لم تعد تملك آليات ومعدات حديثة تمكنها من سرعة إنقاذ العالقين تحت الأنقاض.
لكن الأخطر على الإطلاق هو قانون «قيصر» الأمريكى الذى يحظر التعاون الاقتصادى والتجارى مع الحكومة السورية، وبالتالى أحجمت دول كثيرة عن تقديم المساعدات للشعب السورى، لكن يحسب لغالبية الدول العربية أنها تحدِّث هذا القانون وسارعت بإرسال المساعدات الإنسانية والطبية وطواقم الإنقاذ. ونتيجة للانتقادات الدولية اضطرت الولايات المتحدق لاستثناء المساعدات الإنسانية من قانون قيصر، ولو فعلت ذلك بمجرد وقوع الزلزال لربما كان يمكن إنقاذ بعض العالقين تحت الأنقاض.
واستمعت قبل أيام لأحد الباحثين السوريين يتحدث لقناة «القاهرة الإخبارية» متسائلا: كيف تقوم دول أوروبية بدعم الجماعات المسلحة والمتطرفة والإرهابية فى شمال غرب سوريا فى حين تعجز عن دعم الذين تشردوا بفعل الزلزال؟!. يقول هذا الخبير إن الغرب صاحب العلاقات الطيبة مع الأكراد السوريين شرقا والمنظمات والجماعات المسيطرة غربا كان يمكنه أن يسارع بتقديم المساعدات بالفعل بدلا من التحجج بحجج مختلفة.
أتمنى أن يتدارك الجميع ما حدث ويسارع لتقديم المساعدات للدولة السورية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الذين سيَّسوا المساعدات لسوريا الذين سيَّسوا المساعدات لسوريا



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon