توقيت القاهرة المحلي 05:01:06 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بعد المونديال..كيف نتكيف مع الكرة المحلية؟

  مصر اليوم -

بعد المونديالكيف نتكيف مع الكرة المحلية

بقلم - عماد الدين حسين

على هاتفى أحتفظ برابط لأحد المواقع الرياضية التى أتابع من خلالها مواعيد مباريات الكرة الدولية والمحلية والقنوات الناقلة لها.
وحينما تصفحته قبل نهائى كأس العالم ليلة الأحد الماضى بين الأرجنتين وفرنسا، وجدته يكتب أن مباراة الدورى التالية ستكون بين فريقى المحلة وفيوتشر وفى اليوم التالى سيلعب إنبى والإسماعيلى.
تساءلت بينى وبين نفسى كيف يمكن أن نضع فى صفحة واحدة أو جدول واحد مباراة فرنسا والأرجنتين، مع مباراة المحلة وفيوتشر، أو أى مباراة محلية فى الدورى السودانى أو الموريتانى أو الأردنى أو البحرينى أو العمانى أو السورى، مع كل التقدير والاحترام لهذه الأندية العربية؟!!.
أظن أن أى متابع لكرة القدم سيمر فى الأيام المقبلة ــ ولوقت لا يعلمه إلا الله وخبراء الكرة النفسيون ــ بفترة صعبة من عدم التكيف الناتجة عن متابعة نوع معين من كرة القدم الحقيقية والفعلية والممتعة، إلى نوع آخر يشكك البعض أنه ينتمى إلى كرة القدم!!.
معظم من أعرفهم من زملائى وأصدقائى المتابعين لكرة القدم، لديهم مشكلة عميقة فى هذا الموضوع، فالانتقال الفجائى من مشاهدة مباراة فرنسا والأرجنتين، وبقية المباريات المثيرة فى المونديال، إلى مشاهدة المحلة وفيوتشر أو إنبى والإسماعيلى أو أى مباريات مشابهة فى الدوريات العربية قد يصيب المتابع بصدمة نفسية حضارية ــ بصرية مفاجئة قد تنقلب إلى ما لا يحمد عقباه.
أعذر الكثير من المتابعين الذين يقولون إن ما نشاهده فى معظم مبارياتنا المحلية لا ينتمى للكرة التى نشاهدها فى كأس العالم أو الدوريات الكبرى مثل الإنجليزى والإسبانى والإيطالى والفرنسى والألمانى، وأن المسافة شاسعة بين هذين النوعين من الكرة.
ما شاهدناه فى معظم مباريات مونديال قطر شىء مختلف. احتراف على أصوله. ومنظومات كروية صحيحة. بالطبع لا يوجد شىء مثالى، لكن نحن نتحدث عن فرجة مختلفة جعلت الناس يتسمرون أمام شاشات التليفزيون يوم الأحد الماضى لأكثر من ثلاث ساعات، وهم يشاهدون النهائى الممتع والمجنون بين فرنسا والأرجنتين ومشاهد تسلم كأس العالم لميسى ورفاقه فى منتخب الأرجنتين.
فى المونديال الأخير كانت هناك أخطاء تحكيمية، لكنها لم تصل إلى المستوى الفج الذى نشاهده فى بعض الدوريات العربية ويصل إلى حد تمديد بعض المباريات حتى يفوز فريق بعينه، أو إعطاءه ضربات جزاء «عمال على بطال» أو «تكتيف المباريات»، حتى يفوز فريق دون غيره.
فى مونديال كأس العالم كانت هناك صراعات ومحاولات لتصدير مشاكل سياسية واقتصادية واجتماعية، لكن الاتحاد الدولى كان حاسما فى قراراته وتوجهاته حتى لو كان ذلك ضد رغبات بعض المنتخبات الكبرى كرويا مثل ألمانيا وإنجلترا وفرنسا.
فى مونديال كأس العالم لم يجرؤ أى رئيس اتحاد كروى على الطعن فى المنظومة العالمية بصورة فجة، رغم اعتراضهم على بعض قراراتها، ولم نجد أحدا من هؤلاء يخرج ليسب الجميع ويشتمهم أو يشكك فى القرارات ويتحداها، كما يحدث فى العديد من بلدان العالم الثالث، بحيث يصل الأمر إلى اشتباكات بين جماهير بعض الفرق تؤدى لسقوط قتلى ومصابين كما شاهدنا فى العديد من الحوادث ببعض الدول الأفريقية.
فى المونديال الأخير تأكدنا من أهمية الاحتراف الحقيقى الذى يجعل دولا نامية مثل المغرب أو السنغال تستطيع تكوين فرق وطنية على أعلى مستوى نتيجة السياسات الصحيحة كرويا، وتشجيع الاحتراف من سن عشر سنوات. وثبت يقينا أن الفهلوة والهمبكة والمجاملات لن تقود إلا إلى الغياب عن مثل هذه المناسبات الكروية الكبرى، وحتى إذا تأهل أحد هذه الفرق يكون أداؤه كارثيا على كل الأصعدة.
لا يعرف الشىء إلا بنقيضه، أو كما يقولون «بالأضداد تعرف الأشياء»، وهكذا أدرك الكثير من المتابعين العرب أن ما يشاهدونه من مباريات فى الدوريات المحلية، ليس من الكرة فى شىء إلا وجود نجيل أخضر، وحتى النجيل ثبت أنه مختلف، والجماهير مختلفة، ولا يمكن تخيل كرة جميلة وممتعة ومثيرة من دون جماهير تلتزم التشجيع بالروح الرياضية، ولا تخلط التشجيع بأى شىء آخر.
أقول كل ما سبق وأنا أدرك أن معظمنا سينسى خلال أيام أو أسابيع ما شاهده من متعة فى كأس العالم، ويعود إلى تشجيع فريقه المحلى، وقد يتعصب ناسيا سوء المستوى العام.
وأنا شخصيا ضبطت نفسى أفعل ذلك حينما فرحت قبل أيام بفوز الزمالك على البنك الأهلى فى الدقيقة الأخيرة من الوقت الضائع مثل فرحتى بتعادل الأهلى وفيوتشر فى اليوم نفسه.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بعد المونديالكيف نتكيف مع الكرة المحلية بعد المونديالكيف نتكيف مع الكرة المحلية



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 10:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
  مصر اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 04:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات
  مصر اليوم - المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان

GMT 13:02 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

علماء يكشفون «حقائق مذهلة» عن السلاحف البحرية

GMT 20:26 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

إيران توقف “تليجرام” لدواع أمنية

GMT 22:47 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

مبابي يغيب عن نادي سان جيرمان حتى الكلاسيكو

GMT 21:12 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

الزمالك يحصل على توقيع لاعب دجلة محمد شريف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon