بقلم - عماد الدين حسين
يوم ١٨ سبتمبر الماضى قال الرئيس الأمريكى جو بايدن إن جائحة كورونا انتهت ولا داعى للخوف منها، وبعدها بأربعة أيام عاد بايدن ليقول إن هذه التصريحات لم تكن فى محلها، ويومها عرفنا أن هذه التصريحات المثيرة للجدل لم تكن بالتشاور مع إدارته وخبراء الصحة، كما أن منظمة الصحة العالمية ردت على بايدن بأن الجائحة موجودة ولا ينبغى التهوين منها.
ويوم الخميس الماضى ٢٩ سبتمبر كان بايدن يخطب فى مؤتمر عن مكافحة الجوع، وخلال الكلام سأل بايدن عن عضوة الكونجرس جاكى فالورسكى التى توفيت فى حادث سيارة فى أغسطس الماضى.
المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير بررت سقطة بايدن بأنه لم يخطئ وقالت إنه كان يتحدث عن الذين لعبوا دورا فى استراتيجية الأمن الغذائى وأنه كان يقر بعملها الرائع.
المنتقدون ردوا عليها بأن الرئيس كان يجول ببصره فى المكان بحثا عن النائبة التى سبق له أن نعاها حينما توفيت فى حادث سيارة.
بايدن أيضا فقد توازنه وكاد يسقط أكثر من مرة فى الأماكن العامة.
المنتقدون يقولون إنهم تعبوا من رصد عدد هفوات بايدن وآخرها أيضا حينما انتهى من إلقاء كلمته فى الأمم المتحدة قبل أيام ثم تسمر بمكانه لا يعرف كيف يعود إلى مكانه الأول.
ليس هدفى فى المكان أن أعدد هفوات بايدن، فالحزب الجمهورى وبالأخص الرئيس السابق دونالد ترامب بارعون فى ذلك، ويقولون بوضوح إن استمرار بايدن رئيسا للولايات المتحدة صار يمثل خطرا حقيقيا على الأمن القومى للبلاد.
لكن المؤكد أنه وفى ٢٥ يونية الماضى كشف بايدن ومن دون أن يقصد بالطبع عن ورقة إرشادات كتبها له فريقه المساعد توضح له كيفية التصرف خلال اجتماع مع المديرين التنفيذيين فى صناعة الرياح فى البيت الأبيض.
الورقة التى أمسكها بايدن كانت تتضمن تعليمات اختيار المقعد وتقديم تعليمات موجزة ووقت المغادرة، إضافة إلى التحدث إلى حاضرين محددين وطرح الأسئلة عليهم وشكرهم قبل المغادرة. وقد تم تسليمه إجابات جاهزة خلال الحديث عن تطورات الأوضاع فى أوكرانيا.
السؤال الذى بات يطرح كثيرا فى وسائل الإعلام الأمريكية والعالمية، خصوصا من قبل الحزب الجمهورى هو: إلى أى مدى صار بايدن مؤهلا صحيا وذهنيا للاستمرار فى منصبه الحساس جدا؟!
هذا السؤال كان يتكرر كثيرا فى الماضى لكنه لم يكن يثير الكثير من القلق بسبب أن الأوضاع العالمية ليست بالخطورة التى قد يتسبب بها بايدن وصحته الذهنية.
لكن الجديد الآن هو أن الأوضاع الدولية صارت تتجه للمزيد من التوتر خصوصا بعد تهديدات الرئيس الروسى فلاديمير بوتين باستخدام السلاح النووى.
نعلم أن هناك تطورات متسارعة فى الأزمة الأوكرانية، حيث تواجه القوات الروسية أوضاعا ميدانية صعبة على الأرض وخسرت الكثير من الأراضى التى استولت عليها منذ غزوها لأوكرانيا فى ٢٤ فبراير الماضى، ثم هددت باستخدام الأسلحة النووية وقبل أسبوع ضمت روسيا أربع مناطق أوكرانية إلى أراضيها، وهو ما قوبل برفض أمريكى وغربى واسع النطاق.
المغزى أن كل هذه التطورات جعلت العالم أجمع يعيش أخطر لحظاته منذ نهاية الحرب العالمية الثانية فى أغسطس ١٩٤٥ حينما ألقت الولايات المتحدة قنبلتين ذريتين على هيروشيما وناجازاكى فى اليابان لدفعها إلى الاستسلام، وبالتالى فإن شخص الرئيس الأمريكى ومدى تمتعه بكامل اللياقة الصحية والذهنية مسألة فى غاية الأهمية، ليس فقط للولايات المتحدة بل للعالم أجمع.
هناك سيناريو كارثى يتمثل فى أن الرئيس بايدن وخلال أحد تصريحاته على الهواء يقع فى سقطة جديدة ويعلن مثلا أنه قرر الرد على التهديدات النووية الروسية بقصف مدن روسية أو إعلان دخول الحرب رسميا مع أوكرانيا أو وقوعه فى أى تجاوز للخطوط الحمراء الدولية فى هذا الصراع المحتدم عسكريا مع روسيا واقتصاديا مع الصين.
موضوعيا فإن استمرار وجود بايدن فى منصبه ومن دون القدرة على السيطرة على أفعاله وسقطاته وسهواته قد يكلف العالم الكثير خصوصا أن هذا العالم صار يمتلئ بالحمقى.