توقيت القاهرة المحلي 19:01:55 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حراس وسط البلد

  مصر اليوم -

حراس وسط البلد

بقلم - عماد الدين حسين

اليوم أختم الحديث عن الكتاب المصور المهم «وسط البلد.. ما وراء الحكايات» الصادر عن دار الشروق وشركة الإسماعيلية.
وبعد كلمات سيد محمود عن «حراس وسط البلد» تأتى صور كريم الحيوان عن هؤلاء الحراس وفى مقدمتهم أمجد نجيب الذى يصف عمله بأنه «جامع الكراكيب» ويحتفظ بولائه لـ«مملكة وسط البلد» من خلال شغفه وعمله كليهما.
ثم مجموعة من الصور المتميزة من شقة الفنانة هدى لطفى الموجودة بجوار قصر سعيد حليم باشا فى شارع شامبليون، محاطة بمجموعة متنوعة من الكتب والقطع الفنية المنتقاة بعناية إضافة إلى قطتيها.
هناك أيضا «صالة مزادات كاتساروس» بشارع جواد حسنى وأسستها عائتلان من اليونان هما كاتساروس وميخايليديس وتم افتتاحها كأستديو سينمائى عام ١٩١٨، ثم تحولت لصالة مزادات عام ١٩٣٢، وساعد مجدى سليمان ابن ابنة ميخايليديس الأصلى جده فى العمل، وهو الآن من يدير المكان مع المدير وجدى رزق.
وفى هذا الفصل أيضا مجموعة صور لجليلة القاضى المديرة بمعهد بحوث التنمية الفرنسية، فى مقهى باور فى شارع فؤاد الأول حيث تعارف والداها، وفى سينما ديانا بشارع الألفى تبادلا قبلتهما الأولى. جليلة تمتلك شقتها منذ عام ١٩٩٣، وتقضى فيها نصف العام، والنصف الآخر فى فرنسا.
وآخر جزء فى هذا الفصل حكاية ماريليز دوس الذى اشترى والدها فندق وندسور من زوجين سويسريين، والفندق بنى أساسا كحمامات للأسرة المالكة، واستخدم فيما بعد كنادٍ للضباط الإنجليز أثناء فترة الاحتلال. فى الجزء صور لمقهى باور وأخرى للسيدة دوس وحليها الفضية.
الفصل الثانى بعنوان «برودواى وسط البلد» من تصوير بيلو حسين التى أبدعت فى التقاط العديد من الصور لدور سينما قصر النيل وراديو وزاوية. وفى بداية هذا الفصل مقدمة بقلم نورا كحيل أخرس تتحدث فيها عن وصول الأخوين لومير لمصر فى القرن التاسع عشر حيث كلفا ألكسندر بروميو بتسجيل بعض المقاطع لحياة مدينة القاهرة وتحولت إلى توثيق معتبر لهذا الماضى الجميل.
فى هذا الوقت كانت صناعة الأفلام المصرية تقف على قدم المساواة مع هوليوود. وخلدت عدسة بروميو العديد من مناطق وسط البلد حيث ظهرت فى أكثر من مائة فيلم منذ ثلاثينيات القرن الماضى خصوصا دار الأوبرا القديمة ومحطة رمسيس وجروبى وكازينو بديعة مصابنى بميدان الأوبرا وميدان التحرير وميدان مصطفى كامل وعمارة الإيموبيليا التى عاش فيها عدد كبير من نجوم الفن المصريين وتقع عند تقاطع شارعى قصر النيل وشريف.
ومع ازدهار صناعة الأفلام انتشرت دور السينما منذ العشرينيات من القرن الماضى مثل كوزموس وكريم وديانا وبيجال وليدو وميامى ومترو وراديو وريفولى.
وسط البلد كما تقول نورا أخرس تنقسم لمنطقتين الإسماعيلية والتوفيقية، الأولى كانت المركز السكنى الراقى. وتم إنشاء السيرك ودار الأوبرا ودور سينما فى الجزء الجنوبى من حديقة الأزبكية، فى حين استضاف الجزء التوفيقى فنادق شهيرة مثل شبرد وسميراميس وكونتننتال وسافوى، إضافة لدور سينما ومسرح ونوادٍ ليلية أسطورية وسوق التوفيقية، ورغم كل التحولات لم يزل جمال ذلك المكان متألقا.
بيلو حسين كانت تعمل منذ عام ٢٠١٥ على مشروع عنوانه «موت المسرح» بعد أن تم إغلاق معظم مسارح وسط البلد، والمفاجأة أن بعض المسارح يستعد للعودة من جديد، لكن هل ستعود لنفس الغرض؟
تتجول عدسة بيلو حسين فى دار سينما ومسرح قصر النيل التى افتتحها جمال عبدالناصر فى أوائل الخمسينيات وظلت فى الخدمة حتى عام ١٩٨٩ ثم عادت كمسرح عام ١٩٩٠، وقبل أيام عرضت عليها مسرحية «ولا فى الاحلام». فى حين تم إنشاء مجمع سينما راديو عام ١٩٣٢، وأعادت شركة الإسماعيلية مسرح راديو للحياة عام ٢٠٠٩، ببرامج «البرنامج» لباسم يوسف و«أبلة فاهيتا».
أما سينما زاوية فقد ظهرت لأول مرة عام ٢٠١٤ لتكون أول دار عرض للسينما البديلة بعروض يومية لأفلام عالمية غير تجارية، هى بدأت فى مقر سينما أوديون ومنها انتقلت إلى سينما كريم التى أنشئت عام ١٩٨٤.
وفى الفصل الأخير بعنوان «مذاق وسط البلد» تبدع عدسة يحيى العلايلى فى إعادة النبض والحياة إلى أماكن مهمة وتاريخية من مطاعم وفنادق وبارات مثل ألفى بك المؤسس عام ١٩٣٨، والحاتى وفندقى وندسون ١٨٩٣ وكارلون ١٩٣٥، وبار كارول وبار «كاب دور». وفى مقدمة الفصل تكتب هبة حبيب عن كل هذه الأماكن.
هذا الكتاب يذكرنا بضرورة الحفاظ على التخطيط بديلا للعشوائية، والجمال بديلا للقبح، والتحضر بديلا للتزييف.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حراس وسط البلد حراس وسط البلد



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon