توقيت القاهرة المحلي 20:18:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

العقبات التي واجهت الحوار الوطني

  مصر اليوم -

العقبات التي واجهت الحوار الوطني

بقلم - عماد الدين حسين

هل هناك عقبات واجهت الحوار الوطنى؟.. لم أطرح هذا السؤال من قبل لكن أطرحه الآن لأن «معظم» العقبات زالت وأعلن مجلس الأمناء ــ بعد طول غياب ــ عن بدء الحوار الفعلى فى ٣ مايو المقبل.
قبل هذه الانفراجة التى تمت قبل أسبوعين، كنت أخشى الكتابة فى هذا الموضوع حتى لا تبدو وكأنها صبا للزيت على النار، لكن وبما أننا مقبلون على انفراجة ــ أو هكذا أتمناها ــ فلم يعد هناك حرج من مناقشة الموضوع. بهدوء سعيا لمزيد من تفعيل هذا الحوار.
المسألة ببساطة أن عددا كبيرا منا سواء كانوا مؤيدين أو معارضين أو ما بينهما ينظرون دائما إلى الأمور بمثالية ويخلطون بين الواقع والتمنيات.
فإذا كان الحوار غائبا بين الحكومة وغالبية القوى السياسية المصنفة معارضة منذ ثورة ٣٠ يونيو ٢٠١٣، فهل نتوقع أن تصبح الأمور سمنا على عسل بكبسة زر؟.
كثيرون وجهوا اللوم ولهم الحق لتأخر بدء الحوار الفعلى، لكنهم نسوا شيئا مهما وهو أن الحوار الوطنى يدور بين قوى وأحزاب سياسية واجتماعية واقتصادية مختلفة، وبالتالى فإن أعضاء مجلس الأمناء ــ مع كل التقدير لهم ــ ليسوا هم فقط من يقررون الأمور ــ وكان منطقيا أن يتم التوافق خارج قاعات الحوار أولا، حتى يمكن أن ينتظم انعقاد الحوار داخل قاعات الاكاديمية الوطنية للتدريب بصورته الطبيعية.
ومن المعروف أن الحوار بدأ بتفاهم بين مؤيدى الحكومة وبعض القوى السياسية المعارضة ممثلين أساسا فى الجبهة المدنية الديمقراطية، مضافا إليهم خبراء من تخصصات مختلفة. وكانت النتيجة أن اختيار أعضاء مجلس الأمناء ثم مقررى اللجان ومساعديهم فى المحاور الثلاثة السياسية والاجتماعية والاقتصادية جاء معبرا إلى حد كبير عن معظم مكونات المجتمع المصرى إلى حد ما، وكان واضحا من البداية وباتفاق الجميع على استبعاد كل القوى المصنفة إرهابية أو الرافضة للقانون والدستور.
نعلم جميعا أن هناك خلافات بين الحكومة والمعارضة على العديد من القضايا، وهذا أمر طبيعى نظرا لغياب السياسة بالمعنى المفهوم منذ ٢٠١٣ تقريبا لأسباب كثيرة أهمها أعمال العنف والإرهاب التى ضربت البلاد بعد ثورة ٣٠ يونيو، وبالتالى فليس من المنطقى تصور أن يتم حل كل القضايا العالقة بين يوم وليلة ومن المنطقى أكثر أن الانفراجة الكاملة فى المشهد السياسى ستحتاج وقتا وجهدا وأتصور أن الحوار الوطنى يمكنه أن يلعب دورا مهما فى تسهيل الوصول إلى حالة الانفراجة.
الجبهة المدنية لم تفرض شروطا من أجل الدخول فى الحوار الوطنى، وأعلنت فقط أن الحكومة قدمت لها ما يشبه الضمانات حتى ينجح هذا الحوار، ومن المنطقى أن تكون هناك وجهات نظر متباينة بشأن بعض النقاط أو حتى القضايا وكيفية تنفيذها خصوصا فى ملف المحبوسين وإمكانية الافراج عنهم سواء عددا أو أسماء.
ومرة أخرى ليس ذلك عيبا بالمرة، لكن المهم أن تكون هناك آلية لمعالجة أى خلافات تنشأ فى الطريق.
بالطبع هناك عدو دائم لهذا الحوار وهو القوى الإرهابية والمتطرفة وكل من لا يريد خيرا لهذا البلد، لكن هناك أيضا من يعملون ضد الحوار حتى ولو كان ذلك بحسن نية. وأقصد بالفئة الأخيرة، هم أولئك الذين يعتقدون أنه يمكن لطرف أن يحصل على نسبة مائة فى المائة مما يطلبه، وهو أمر مستحيل فى عالم السياسة القائم بالأساس على النسبية فى كل شىء.
وبالتالى فالأمر يتطلب المزيد من الصبر وطول البال.
وكان منطقيا أيضا وجود خلافات بفعل التباعد الطويل بين القوى السياسية طوال السنوات العشر الماضية، وبالتالى فإن فتح القنوات واجه عقبات متنوعة، قبل أن يتم حلها.
هناك عقبة أخرى تمثلت فى أن العديد من الأحزاب خصوصا المصنفة كبيرة وقديمة، لم يرسل أسماء ممثليه بالكامل طوال الشهور الماضية، لكن ذلك لم يكن العقبة الوحيدة.
والمفارقة أن العلاقة بين القوى المحسوبة على المعارضة والجهات الراعية للحوار تطورت وصارت طيبة إلى حد كبير، فى حين أن العلاقة بين المعارضة والقوى السياسية القديمة والكبيرة ما تزال متوترة. وهناك قوى تشعر بالغيرة لأنها ليست مشاركة فى الحوار.
مرة أخرى، لم أكتب عن هذه العقبات إلا بعد أن لمست بوضوح أنها فى طريقها للحل. ونأمل أن ينطلق الحوار بأقصى قوة فى ٣ مايو المقبل ليحقق أهدافه الكاملة خصوصا فتح المجال السياسى العام.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العقبات التي واجهت الحوار الوطني العقبات التي واجهت الحوار الوطني



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:36 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الأمير الحسين يشارك لحظات عفوية مع ابنته الأميرة إيمان

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 13:24 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 12:19 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مصر تحصد 31 ميدالية متنوعة مع ختام بطولتي الرماية

GMT 13:55 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

الهلال يستضيف الزمالك في ليلة السوبر السعودي المصري

GMT 06:08 2024 الإثنين ,09 أيلول / سبتمبر

عطور نسائية تحتوي على العود

GMT 08:19 2022 الأحد ,25 كانون الأول / ديسمبر

أزمة الطاقة وسيناريوهات المستقبل

GMT 19:18 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الطرق الصحيحة لتنظيف الأثاث الجلد

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon