توقيت القاهرة المحلي 10:49:55 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هذه الكرة الجميلة المجنونة

  مصر اليوم -

هذه الكرة الجميلة المجنونة

بقلم - عماد الدين حسين

فى الأيام العادية ننتهى من الصفحة الأولى من جريدة «الشروق» الورقية فى الخامسة مساء تقريبا.
مساء الأحد الماضى بدأت المباراة النهائية فى بطولة كأس العالم بين فرنسا والأرجنتين فى العاصمة القطرية الدوحة فى الخامسة، ولذلك اتخذنا قرارا بتأخير الطبعة، حتى تنتهى المباراة، لأنه يصعب صدور الجريدة من دون هذا الخبر، ثم إنه يندر أن نجد حدثا مهما ومثيرا مثل هذا، إلا كل أربع سنوات.
طوال فترة كأس العالم التى استمرت 28 يوما تعودت أن أتابع المباريات النهارية مع القسم الرياضى بالشروق، كلما سمحت ظروف العمل، أما المباريات الليلية فكنت أشاهدها فى بيتى أو مع بعض الأصدقاء.
مباراة الأحد النهائية شاهدتها مع زملائى فى «الشروق» وبالطبع كنا منقسمين بين فريقين الأول يشجع الأرجنتين، إكراما للنجم الأسطورة ليونيل ميسى، والثانى يشجع فرنسا، التى قدمت مستوى ثابتا من الأداء المتميز طوال البطولة.
بعد 23 دقيقة من بداية المباراة تقدمت الأرجنتين بهدف لنجمها الأول ميسى من ضربة جزاء، وفى الدقيقة 35 سجل نجمها أنخيل دى ماريا الهدف الثانى.
معظمنا ــ شأن معظم المشاهدين ــ اعتقد أن المباراة حسمت لمصلحة الأرجنتين، خصوصا أن الفريق الفرنسى بدا تائها وباهتا، وكأنه لم يحضر للمباراة، ولم يقاتل كما عودنا دائما.
زميلى خالد الإتربى رئيس القسم الرياضى بدأ فى كتابة المباراة مبدئيا بافتراض أنها ستنتهى لصالح الأرجنتين، وبدأنا جميعا نبحث عن العناوين المقترحة للصفحة الأولى والصفحة الداخلية، فى حين كان زميلنا محمد عبدالمحسن دائم المتابعة لبوابة «الشروق» الإلكترونية.
انتهى الشوط الأول وظل الحال كما هو عليه حتى منتصف الشوط الثانى حينما سجل نجم نجوم فرنسا كيليان مبابى الهدف الأول من ضربة جزاء، وبعدها بدقيقتين سجل هدف التعادل بصورة رائعة ويستحق أن يكون الهدف الأجمل فى البطولة.
هنا تلخبط كل ما افترضناه، أما الشخص الأكثر حزنا للتعادل فكان زميلنا محمد سعد عبدالحفيظ مدير التحرير والمسئول فى هذا اليوم عن متابعة الصفحة الأولى، لأنه كان يريد حسم المباراة لأى فريق حتى يتمكن من المغادرة لمنزله فور نهاية الوقت الأصلى الطبيعى.
وحينما حدث التعادل تم إلغاء كل ما كتبناه عن احتمال فوز الأرجنتين. لكن ميسى سجل الهدف الثالث فى الشوط الإضافى الأول، وبالتالى عدنا مرة أخرى إلى تعديل ما كتبناه، لكن بعناوين جديدة مختلفة، لكن النجم الصاروخ مبابى أبى إلا أن يزيد الإثارة لنا وللجميع حينما سجل هدف التعادل بضربة جزاء فى الشوط الإضافى الرابع.
وهكذا عدنا مرة أخرى للمربع الأول، وقبل النهاية بدقيقة كاد المهاجم الفرنسى كولو موانى ينهى آمال الأرجنتين نهائيا بعد أن انفرد بالحارس الأرجنتينى ايميليانو مارتينيز، لكنه أهدر التسجيل حينما سدد الكرة بصورة شديدة التقليدية، وكان يمكن أن يركنها أو يضعها من فوق رأس الحارس، الذى استحق الحصول ليس فقط على «أفضل تصدٍّ»، ولكن أحسن حارس فى البطولة..
لا ألوم المهاجم الفرنسى، لأنه إذا كانت الجماهير العادية عاشت على أعصابها طوال المباراة، فكيف حال اللاعبين داخل الملعب؟!
وصلنا لضربات الترجيح، حيث استمرت الإثارة بإهدار فرنسا لأول ضربتين وتألق لافت للحارس الأرجنتينى.
فازت الأرجنتين وسعدت إلى حد ما بهذه النتيجة لأننى أحب ميسى كثيرا حينما كان يلعب لبرشلونة الذى أشجعه، ورغم ذلك أحب طريقة أداء الفريق الفرنسى، وأتعاطف كثيرا مع كيليان مبابى الذى أشعر أنه يشبهنا كثيرا فالدماء العربية والأفريقية تجرى فى عروقه، فأمه السيدة فايزة عربية من الجزائر ووالده كاميرونى.
مبابى حصل على لقب هداف البطولة بثمانية أهداف، وأظن أن المستقبل أمامه مفتوح بالكامل فعمره لم يتجاوز الـ23 سنة.
المباراة استمرت 90 دقيقة رسميا وحوالى ربع ساعة وقتا إضافيا ثم 30 دقيقة فى الشوطين الثالث والرابع، وعشر دقائق تقريبا وقتا إضافيا، وحوالى عشر دقائق لتسديد ضربات الجزاء، والإجمالى حوالى 155 دقيقة من الإثارة والشغف والكرة الجميلة المجنونة، وأظن أنه واحد من أفضل نهائيات كأس العالم على الإطلاق، إن لم يكن أفضلها بالفعل.
انتهت المباراة ورفع ميسى الكأس مرتديا الزى الخليجى، واستحقت قطر الإشادة لحسن التنظيم ودقته، وانفجرت وسائل التواصل الاجتماعى بالتعليقات والصور المتنوعة، وكان أهم ما لفت نظرى تساؤل العديد من المواطنين فى بعض الدول العربية التى لم تصل للنهائيات: متى تدخل هذه اللعبة التى شاهدناها فى ستاد لوسيل إلى بلادنا؟!
عماد الدين حسينعماد الدين حسين  كاتب صحفي
خدمة الشروق للرسائل القصيرة SMS.. اشترك الآن لتصلك أهم الأخبار لحظة بلحظة

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هذه الكرة الجميلة المجنونة هذه الكرة الجميلة المجنونة



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:27 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفكار لجعل المطبخ عمليًّا وأنيقًا دون إنفاق الكثير من المال

GMT 22:21 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

عباس النوري يتحدث عن نقطة قوة سوريا ويوجه رسالة للحكومة

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 19:37 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

مصر تُخطط لسداد جزء من مستحقات الطاقة المتجددة بالدولار

GMT 13:21 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

الأهلي يتعاقد مع "فلافيو" كوم حمادة 5 سنوات

GMT 09:19 2021 الأربعاء ,17 آذار/ مارس

تأجيل انتخابات «الصحفيين» إلى 2 أبريل المقبل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon