توقيت القاهرة المحلي 22:20:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مغزى عقد قمة الناتو في ليتوانيا

  مصر اليوم -

مغزى عقد قمة الناتو في ليتوانيا

عماد الدين حسين
بقلم - عماد الدين حسين

هل عقد قمة حلف شمال الأطلنطى «الناتو» فى فيلينوس عاصمة ليتوانيا التى اختتمت اليوم الأربعاء كان مقصودا ورسالة موجهة إلى روسيا أم لا؟!.
سؤال بديهى أعتقد أن كثيرين فكروا فيه.
عصر يوم الإثنين الماضى حضرت لقاء مع أحد كبار المسئولين بالحلف فى إحدى قاعات المركز الصحفى للقمة فى العاصمة الليتوانية فيلينوس وخلال اللقاء قال هذا المسئول إن عقد القمة فى العاصمة الليتوانية تحدد قبل الغزو الروسى لأوكرانيا فى ٢٤ فبراير ٢٠٢٢، وبالتالى لا يمكن أن نقول إن الحلف أراد استفزاز روسيا فى هذه النقطة تحديدا، لكن وفى المقابل فإن إصرار الحلف على عقد القمة فى هذا المكان خصوصا بعد الغزو الروسى هو رسالة مهمة لروسيا وغيرها بأن الحلف مصمم على الدفاع عن ليتوانيا وعن كل شبر فى أراضى الدول الأعضاء بالحلف.
ولكن لماذا عقد القمة فى فيلنيوس مسألة فيها جانب رمزى؟!
الإجابة ببساطة أن ليتوانيا كانت إحدى الجمهوريات فى الاتحاد السوفييتى الذى تفكك فى عام ١٩٩١، ومعها بقية دول البلطيق أى لاتفيا واستونيا.
ليتوانيا كانت السباقة فى إعلان الاستقلال عن الاتحاد السوفييتى فى ١١ مارس ١٩٩٠ أى قبل التفكك فى حين أن غالبية الجمهوريات فى الاتحاد حصلت على استقلالها بعد التفكك خصوصا الدول الواقعة فى الجزء الآسيوى من الحلف.
فى حين أن بولندا ربما تكون قد ضربت الرصاصة الأولى فى نعش الاتحاد السوفييتى حيث إن إضرابات العمال عام ١٩٨٠ فى ميناء جدانسك الشهير قد أدت إلى تكوين اتحاد نقابى مستقل وقوى معارض للاتحاد السوفييتى بقيادة ليخ فاونسا الذى تمكن من اكتساح الانتخابات الرئاسية والبرلمانية عام ١٩٩٠ وحصلت البلاد على كامل حريتها عام ١٩٩١ وصارت من أكثر البلدان المعارضة لروسيا والداعمة لأوكرانيا فى الحرب الحالية بل والمتشدد الأكبر داخل حلف الناتو لضم أوكرانيا فورا للحلف وهى المنفذ الرئيسى للمساعدات العسكرية العالمية لأوكرانيا.
نعود إلى رمزية ليتوانيا ونضيف أن قربها من الحدود الروسية يبين لنا إلى أى مدى اقترب حلف الناتو من هذه الحدود الروسية. خصوصا أن جيب كالينجراد ذا الأغلبية الروسية يقع فى الجنوب الغربى من ليتوانيا وتريد روسيا أن تصل إليه بقواتها خلال حربها الراهنة مع أوكرانيا، ثم إن ليتوانيا قريبة جدا وبالتالى فهى تجاور روسيا عمليا.
وحينما تستضيف قمة الناتو وهى عضو فيه منذ عام ٢٠٠٤ فهى تريد أن تنقل الحلف إلى حدود روسيا، وليس مستغربا أن تكون هناك قوات من الحلف على الأراضى الليتوانية فى رسالة لمن يهمه الأمر بأن الحلف سيدافع عن حدود أعضائه وفى مقدمتهم ليتوانيا كما جاء على لسان ينس ستولنبيرج الأمين العام لـ«حلف شمال الأطلسى» (الناتو) فى أكثر من لقاء صحفى فى الأيام الأخيرة.
بالطبع لا توجد مقارنة بين روسيا القوة النووية العظمى، وليتوانيا التى يقل عدد سكانها عن ٣ ملايين نسمة، لكن انعقاد قمة الناتو على أراضيها رسالة لا تخطئها العين فى الصراع الطويل بين روسيا وحلف الأطلنطى خصوصا بعد الغزو الروسى لأوكرانيا، ثم الدعم اللا محدود من الناتو لأوكرانيا والمقاومة الأوكرانية المتزايدة للقوات الروسية ثم بدء التلميح الروسى إلى أن الأسلحة النووية لن تبقى فى المخازن طوال الوقت.
من أجل كل ما سبق فإن قمة الناتو الأخيرة فى فيلينوس كانت مهمة جدا لأن هذه المنطقة الواقعة بين روسيا وألمانيا قد تكون مسرح المواجهة المباشرة بين روسيا والحلف وفى حالة حدوث ذلك فإن شبح الحرب العالمية الثالثة سيكون قريبا لكن هذه المرة سيكون نوويا خصوصا إذا كانت هزيمة أحد الطرفين مذلة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مغزى عقد قمة الناتو في ليتوانيا مغزى عقد قمة الناتو في ليتوانيا



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 18 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 04:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 07:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزالان بقوة 4.7 و4.9 درجة يضربان تركيا اليوم

GMT 03:12 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ليليا الأطرش تنفي تعليقاتها عن لقاء المنتخب السوري

GMT 18:33 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ميا خليفة تحضر إلى لبنان في زيارة خاصة

GMT 14:47 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

الحضري على رأس قائمة النجوم لمواجهة الزمالك

GMT 11:13 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

ما وراء كواليس عرض "دولتشي آند غابانا" في نيويورك
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon