توقيت القاهرة المحلي 13:00:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أرجوكم لا تفتوا في أسعار الدولار!

  مصر اليوم -

أرجوكم لا تفتوا في أسعار الدولار

بقلم - عماد الدين حسين

لو جاز لى أن أنصح الجميع خصوصا الزملاء الإعلاميين، فسوف أرجوهم ألا يفتوا وألا يسارعوا بتوقع أسعار معينة للدولار أو العملات الأجنبية، حتى لا يجدوا أنفسهم عرضة للسخرية والتهكم.
أقول ذلك لأنه منذ التعويم الكبير للجنيه المصرى أمام العملات الأجنبية فى ٣ نوفمبر 2016، وحتى هذه اللحظة فإن سعر الدولار أمام الجنيه المصرى شهد تراجعات قياسية من ثمانية جنيهات حتى ٢٤٫٥ جنيه فى الأيام الأخيرة وربما يشهد ارتفاعات أخرى.
أعرف وأدرك أن كثيرين خصوصا من الإعلاميين والسياسيين يفعلون ذلك بنية طيبة وهى محاولة تهدئة الناس، وعدم إثارة فزعهم، لكن كما هو واضح فإن النتيجة كانت عكسية تماما!!
الإعلامى ليس خبيرا فى البنوك وأسعار العملات المختلفة حتى يتوقع سعرا معينا لأى عملة، وبالتالى فمن الخطورة أن يفتى فى هذا الموضوع.
الإعلامى دوره الأساسى حينما يتصدى لهذه المشكلة أن يستضيف خبراء حقيقيين يفهمون فى البنوك والعملات وأسعار الفائدة وكل ما يتعلق بهذا الأمر، حتى يحللوا الموضوع للناس بصورة جادة.
السؤال: ما الذى يدفع أى إعلامى أن يتوقع سعرا معينا لأى عملة فى حين أنه ليس متخصصا، كما أنه ليس مطلوبا منه أن يفتى فى هذا الموضوع، ولن يلومه أحد حتى إذا لم يتحدث فى الموضوع بأكمله من الأساس؟!
وحتى حينما يستضيف خبيرا، فالأفضل أن يكون هذا الخبير متخصصا ومتمكنا ودارسا وملما بالموضوع، لأن الناس وجمهور المتابعين سوف يتعاملون مع كلامه باعتباره حقائق.
ثم إن هناك خبراء كثيرين «مضروبين» ليس فى مصر فقط، ولكن فى دول كثيرة، قد يكونوا فاهمين، لكنهم مرتبطون بهذا البنك أو ذاك، أو هذه الشركة أو تلك وبالتالى فهم يتقاضون أجرا كى يوجهوا المتابعين فى اتجاه معين.
مرة أخرى قد يكون الإعلامى حسن النية ويريد أن يوجه المواطنين إلى عدم اكتناز الدولار وبقية العملات الأجنبية، وأن يستثمر أمواله بالجنيه المصرى. هذا سلوك جيد جدا إذا كان يستند إلى حقائق موضوعية موثوقة ومنسوبة إلى مصادر قوية واضحة لا تقبل الدحض أو التشكيك. لكن إذا فعل ذلك بدافع «الوطنية وحب البلد» فقط، فقد يتسبب فى كارثة كبيرة، لأنه حينما يقول للناس إن الدولار سوف يصبح بخمسة أو سبعة جنيهات فإنه عمليا يضلل الناس ويخدعهم ويجعلهم يخسرون أموالهم.
الأمر لا ينطبق فقط على الصحفى أو الإعلامى ولكن على معظم الموجودين فى هذه المنظومة، بل وجدنا علماء يفترض أنهم متخصصون فى الدين والشريعة والسنة والقرآن الكريم، يتحدثون عن هذا الموضوع، الأمر الذى يسىء إليهم كثيرا، بل ويجعل البعض يربط بينهم وبين هذا الدين الحنيف السمح.
المفترض أننا جميعا نطبق قاعدة «فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون»، وإذا فعلنا ذلك فإن علماء الدين والشريعة ــ مع كل الاحترام والتقدير لهم ــ لا ينبغى أن يفتوا من قريب أو بعيد فى مواضيع الاقتصاد أو أى موضوعات متخصصة لم يدرسوها، وبالتالى يتركوا خبراء سوق المال والبورصة والبنوك المتخصصين للحديث فى العملات وأسعارها وتقلباتها وقواعدها.
وبالتالى فليس من حق الإعلامى أو رجل الدين أو ضابط الشرطة أو المحاسب أو الطبيب أو المهندس أن يفتى فى هذا الموضوع ويقول إن الدولار سوف يتراجع إلى مستوى كذا، أو أن الجنيه سوف يسحق الدولار، وإننا قادرون على هزيمة الدولار بمجرد عقد اجتماع أو مؤتمر!!
على كل هؤلاء الذين يتطوعون للإفتاء فى هذا الأمر أن يدركوا أن سعر الدولار لن يهبط أمام الجنيه لمجرد أننا نتمنى ذلك فقط، لأننا طيبون أو أننا نصلى ونصوم !!
ما يحدد سعر الدولار مجموعة من العوامل المتشابكة أهمها ما هو حجم إنتاجنا مقابل استهلاكنا؟ وما هو حجم صادراتنا أمام وارداتنا؟، فإذا كان الإنتاج والتصدير أكبر من الاستهلاك والاستيراد فإن سعر عملتنا الوطنية سيكون قويا، والعكس صحيح.
ثم إن هناك عوامل خارجية تتحكم فى سعر الجنيه المصرى وقيمته أمام الدولار خصوصا مستوى عائدات السياحة وقناة السويس وتحويلات المصريين فى الخارج وحجم صادراتنا والأوبئة والأزمات الدولية والإقليمية، كما حدث فى كورونا وأوكرانيا.
أتمنى أن يعى الجميع الدرس ويتوقفوا عن الإفتاء فى أى شىء لا يعرفونه جيدا خصوصا توقعاتهم لسعر الدولار فى السوق المصرية صعودا أو هبوطا.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أرجوكم لا تفتوا في أسعار الدولار أرجوكم لا تفتوا في أسعار الدولار



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon