توقيت القاهرة المحلي 20:55:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كيف نتعامل مع المصريين بالخارج؟

  مصر اليوم -

كيف نتعامل مع المصريين بالخارج

بقلم - عماد الدين حسين

هناك أكثر من طريقة للتعامل مع المصريين العاملين بالخارج، الأولى هى أن نعاملهم بأفضل طريقة ممكنة وهذا هو الأمر الواجب والصحيح، أو أن نعاملهم بأسوأ طريقة، وهذا هو الأمر الخاطئ تماما، وبين هذه وتلك هناك طرق كثيرة متعرجة ورمادية.
فكرة هذا المقال خطرت فى ذهنى وأنا أتابع النقاش المهم داخل الجلسة العامة لمجلس الشيوخ ظهر يوم الإثنين الماضى برئاسة المستشار عبدالوهاب عبدالرازق بشأن طلب المناقشة العامة الذى تقدمت به النائبة هيام فاروق بنيامين بعنوان «استيضاح سياسة الحكومة بشأن السياسات التحفيزية للمصريين بالخارج».
حسب طريقة تعاملنا مع هذه الفئة المهمة يمكن أن نجعلهم كنزا لصالح بلدنا، أو نخسرهم بصورة تضرب الاقتصاد القومى فى مقتل، بل وتجعل صورة الحكومة تهتز فى نظرهم.
كل من تحدث فى جلسة مجلس الشيوخ كانت نيته حسنة والنوايا الحسنة وحدها لا تكفى!
النائبة مقدمة الطلب هيام فاروق قالت إن الدولة اعتبرت المصريين بالخارج جزءا محوريا فى عملية التنمية، لكنها تساءلت عن فاعلية آليات وزارة الهجرة فى التواصل معهم وحل مشكلاتهم.
أما الدكتور عبدالمنعم سعيد فحذر من التوجه لدولرة الاقتصاد المصرى فى ظل الضغوط النقدية التى تواجه الجنيه المصرى. سعيد قال إن الجنيه هو رمز مصر، والأساس أنه حينما يكون بحالة اقتصادية جيدة وفرص اقتصادية كبيرة داخل مصر، سيكون المصريون بالخارج أصحاب إسهامات قوية.
سعيد التقط فكرة جوهرية وهى أن عرض أمور المصريين بالخارج من خلال أفكار مثل تسهيلات استيراد السيارات مسألة مشكوك فى دستوريتها لغياب المساواة، وعلق المستشار عبدالوهاب عبدالرازق رئيس المجلس بأن الحفاظ على الجنيه المصرى أمر يستحق البحث والنقاش لكن هناك واقعا يجب التعامل معه.
أما السفير عمرو حلمى، فقد طالب بضرورة خفض رسوم المعاملات القنصلية للمصريين بالخارج، وضرورة البحث فى كيفية سرعة استخراج جوازات المصريين بالخارج وبحاجة ماسة إلى تنسيق هائل بين البنوك المصرية ونظيرتها الأجنبية فيما يتعلق بتحويلات المصريين بالخارج.
واعتبرت النائبة سما سليمان وكيل لجنة الشئون الخارجية والعربية والإفريقية ربط وجذب المصريين بالخارج إلى وطنهم مسألة أمن قومى، وانتقدت النائبة، الخطوات الحكومية البطيئة تجاه بعض المشكلات التى تواجههم بالخارج.
النائبة طالبت باستيضاح بعض السياسات والمبادرات مثل توفير شهادات استثمار بعوائد متميزة لمصريين بالخارج والداخل، أو منح تخفيضات من شركة مصر للطيران لهم، وكذلك ما يتعلق بمبادرة «اتكلم عربى»، وما هى المحددات والمميزات لقانون استيراد السيارات؟.
ومن الواضح أن غالبية النقاشات بشأن العاملين فى الخارج تنحصر تقريبا منذ عقود طويلة فى كيفية حصول الحكومة منهم على أعلى نسبة ضرائب أو رسوم أو جمارك، لكن أظن أن غالبية الحكومات لم توفق فى كسب ثقة معظم هؤلاء العاملين بصورة صحيحة.
قانونيا، من حق الدولة أن تفرض ما تشاء من سياسات طالما كانت توافق المنطق والظروف وتحقق الهدف منها، لكن حينما يشعر هؤلاء العاملون بأن الهدف الوحد هو استنزافهم ماليا، فقد يؤدى ذلك لعواقب خطيرة.
ظنى أن التفكير فى استراتيجية وطنية متكاملة للتعامل مع المصريين بالخارج صارت مسألة ملحة ومهمة، وإلا قد نضطر إلى مواجهة مشاكل كثيرة فى المستقبل تخص هذا الملف.
ولا يخفى على أحد أن هناك منافسات إقليمية محتدمة على كسب ثقة كل من لديه مدخرات، وبالتالى علينا أن نكون منتبهين تماما لهذه النقطة.
أتمنى أن تتشكل لجنة قومية للبحث فى سبل التعامل مع هذه القضية، بحيث لا يكون عنوانها الوحيد هو الحصول على أكبر قدر ممكن من فلوس المصريين بالخارج. لأن غالبية المصريين يحولون مدخراتم إلى وطنهم، وهجرتهم مؤقتة وليست دائمة.
وبالتالى فإن هذه الدجاجة التى تبيض ذهبا، يزيد عن ٣٠ مليار دولار سنويا، لا ينبغى أن نعرضها لأى خطر، ناهيك عن أن نذبحها!!.
ليس عيبا أن ندرس كيف تتعامل غالبية الدول مع جالياتها خصوصا التجربتين الهندية والفلبينية، ليس فقط لعمالتها فى الخليج، بل فى أوروبا وأمريكا أيضا.
علينا ألا نركز على هدف سهل وعاجل رغم أهميته، وهو الحصول على أكبر قدر من العملة الصعبة، فى حين نهمل الهدف الأكبر والأهم، وهو استمرار هذه العمالة وتعزيز دورها وتسهيل أمورها ومساعدتها فى حل مشاكلها.
وعلينا أن نسأل أنفسنا سؤالا مهما وهو: ماذا لا قدر الله لو تعرضت هذه العمالة وتحويلاتها لأخطار مختلفة سواء بفعل قرارات داخلية مصرية أو قرارات من البلدان التى تعمل فيها؟!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كيف نتعامل مع المصريين بالخارج كيف نتعامل مع المصريين بالخارج



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 20:31 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

التعادل السلبى يحسم مباراة تشيلسي وايفرتون

GMT 04:44 2018 الأربعاء ,19 أيلول / سبتمبر

رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان يصل إلى السعودية

GMT 11:41 2018 الثلاثاء ,17 تموز / يوليو

شيرين رضا تكشف سعادتها بنجاح "لدينا أقوال أخرى"

GMT 09:36 2018 الأحد ,01 تموز / يوليو

دراسة تنفي وجود "مهبل طبيعي" لدى النساء

GMT 10:26 2018 السبت ,07 إبريل / نيسان

" لفات الحجاب" الأمثل لصاحبات الوجه الطويل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon