توقيت القاهرة المحلي 15:24:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

النظام العالمي الكروي الجديد

  مصر اليوم -

النظام العالمي الكروي الجديد

بقلم - عماد الدين حسين

هل هناك نظام عالمى كروى جديد يتشكل الآن، أم أن النظام القديم ما يزال فاعلا ومؤثرا؟!
من الواضح أن السؤال فى عالم الكرة لم يعد يختلف كثيرا عن السؤال فى عالم السياسة، خصوصا أن السؤال الأخير مطروح منذ سنوات قليلة، وتجدد أكثر بعد الصراع الصينى الأمريكى اقتصاديا، والصراع الروسى الغربى فى أوكرانيا عسكريا.
وإذا كانت الولايات المتحدة وروسيا والصين والاتحاد الأوروبى هى القوى الأساسية الكبرى فى النظام العالمى سياسيا واقتصاديا، فإن القوى الكبرى فى النظام العالمى الكروى التقليدى هى ألمانيا وإسبانيا والبرازيل والأرجنتين وبلجيكا وإيطاليا وإنجلترا وفرنسا والبرتغال.
فى مونديال كأس العالم المقام حاليا فى قطر ويختتم يوم الأحد المقبل، شهد هذا النظام الكروى العالمى مفاجآت ضخمة. سقطت قوى كبرى مؤثرة، وصعدت قوى جديدة لم يكن أحد يتوقعها بالمرة.
أحد أهم الملامح الأساسية للانقلابات الحادة فى عالم الكرة أن إيطاليا التى حصلت على كأس العالم لأربع مرات، وآخر بطل لقارة أوروبا، حينما فازت على إنجلترا فى عقر دارها، فشلت فى التأهل للمونديال من الأساس، وكنا نظن أن ذلك هو قمة المفاجآت.
وقبل بداية المونديال فى قطر يوم ٢٠ نوفمبر الماضى، كانت ترشيحات غالبية الخبراء والمعلقين تؤكد أن اللقب لن يخرج عن ألمانيا وإسبانيا والبرازيل وفرنسا وإنجلترا، وبلجيكا والبرتغال. ثم وقعت المفاجآت الكبرى وهى أن دولا عملاقة خرجت من دورى المجموعات.
لو أنك قلت لأى خبير أو ناقد أو محلل كروى إن ألمانيا ستخرج من الدور الأول على يد اليابان، وأن الأخيرة ستهزم إسبانيا أيضا، ويصعد الفريقان معا لدور الـ ١٦، وأن المغرب سيقصى بلجيكا من الدور الأول أيضا فلن يصدقك.
ولو قلت لهم إن تونس ستهزم فرنسا، والكاميرون ستهزم البرازيل، فسوف يعتقد هؤلاء أنك تحلم أو تتمنى أو تخرف. لكن كل ذلك حدث فى الدور الأول.
البعض اعتبر ذلك مجرد تعثر طارئ، لا يعبر عن الواقع. لكن على الأرض فإن المغرب تغلبت على إسبانيا وأخرجتها من المونديال، ثم التقت مع البرتغال وأقصتها أيضا، وكادت اليابان تقصى كرواتيا، لولا أنها تعثرت فى ضربات الجزاء الترجيحية. ثم كانت المفاجأة أن كرواتيا أخرجت البرازيل المرشحة الأولى، وصعدت بدلا منها لتقابل الأرجنتين التى هزمت هولندا بضربات الجزاء أيضا. فى حين فازت فرنسا على إنجلترا لتقابل المغرب.
لم يكن أحد على الإطلاق يتوقع أن المغرب سيصعد إلى المربع الذهبى كأول فريق أفريقى وعربى يصعد إلى هذا الدور وبمدرب وطنى هو وليد الركراكى.
ملامح النظام العالمى الكروى الجديد تقول إن القوى التقليدية مثل إيطاليا وبلجيكا وألمانيا والبرازيل وإسبانيا وهولندا، لم تعد هى المرشحة الدائمة للحصول على الألقاب العالمية خصوصا كأس العالم أو حتى الصعود إلى الأدوار النهائية. وحينما تخرج ألمانيا وبلجيكا من الدور الأول، فالمؤكد أن الماضى لم يعد كما كان. وحينما تخرج إسبانيا من دور الـ ١٦ والبرازيل من دور الـ ٨ ومعها البرتغال، فالمؤكد أن هناك حقائق جديدة على الأرض.
صحيح أن بعض القوى التقليدية ما تزال فاعلة وربما يفوز إحداها بكأس العالم خصوصا الأرجنتين أو فرنسا، لكن المؤكد أكثر أن لدينا قوى بازغة مثل كرواتيا والمغرب، وربما السنغال والكاميرون إضافة إلى اليابان.
ملامح النظام العالمى الجديد تقول إن المستويات بدأت تتقارب، ولم يعد غريبا أن تفوز السعودية على الأرجنتين واليابان على ألمانيا والمغرب على إسبانيا وبلجيكا والبرتغال، وتونس على فرنسا.
إذا صح ما سبق يبقى التساؤل، هل ما حدث من مفاجآت سوف يستمر، أم يعود التقليديون ليحتكروا السيادة الكروية، أما السؤال العابر الذى لا ينبغى أن ننساه هنا فى مصر فهو: ألم يحن الوقت لإصلاح شامل فى المنظومة الرياضية المصرية، وكيف نقبل أن يستمر «الحال المايل» فى حين أن جميع من حولنا يتقدمون بسرعة البرق؟!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

النظام العالمي الكروي الجديد النظام العالمي الكروي الجديد



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 13:16 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية
  مصر اليوم - شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon