توقيت القاهرة المحلي 22:20:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قمة أوكرانيا فى ليتوانيا!

  مصر اليوم -

قمة أوكرانيا فى ليتوانيا

بقلم - عماد الدين حسين

ما اجتمع اثنان فى قمة الناتو فى فيلنيوس عاصمة ليتوانيا إلا وكانت أوكرانيا ثالثهما.
تلقيت دعوة صحفية لحضور القمة ووصلت إلى العاصمة الليتوانية قبل القمة بيوم ونصف اليوم وإضافة ليومى القمة الثلاثاء والأربعاء الماضيين، فقد حضرت العديد من اللقاءات الصحفية مع مسئولى الناتو واستمعت إلى كلمات وتصريحات العديد من المسئولين وقرأت مئات الأخبار والتقارير والتحليلات عن القمة وتطوراتها وقابلت عشرات الإعلاميين من دول كثيرة ولم يخلُ لقاء أو حديث أو مؤتمر من أوكرانيا وتطورات المواجهة العسكرية بينها وبين روسيا المستمرة منذ 22 فبراير 2022.
وبعيدا عن قاعات القمة التى عقدت فى منطقة غابات محمية أمنيا فإن غالبية المبانى والمؤسسات فى فيلنيوس وضعت الأعلام الأوكرانية، وحتى الحافلات العامة والسيارات الخاصة كتبت على مقدمتها «أوكرانيا وليتوانيا وبينهما قلب» والملاحظة الواضحة أن غالبية الشعب الليتوانى متعاطف مع أوكرانيا جدا وضد روسيا جدا. ولذلك يمكن القول أن القضية أو المسألة الأوكرانية كانت هى المحور الرئيسى لقمة الناتو الأخيرة، ربما بصورة أكبر من قمة مدريد التى عقدت الصيف الماضى بعد بداية الغزو بأسابيع.
صحيح أن البيان الختامى تضمن العديد من الأمور المتعلقة بالحلف عموما، وقضاياه المختلفة، لكن شبح الملف الأوكرانى هيمن على كل مناقشات قمة فيلنيوس التى يراها البعض تاريخية لأنها قد تمهد للمواجهة الواسعة والمباشرة مع روسيا، خصوصا أننا كل يوم نسمع ونقرأ ونشاهد انغماسا أكبر للحلف وأعضائه فى المعارك المحتدمة بين الروس والأوكران على الجبهات المختلفة.
السؤال المحورى فى القمة كان هل يتم قبول أوكرانيا فى عضوية الحلف فورا أم بتمهل؟، وتولى الإجابة المسبقة عليه الرئيس الأمريكى جو بايدن قبل أن يصل للقمة بقوله إن ذلك صعب جدا الآن، لأن القبول يعنى الدخول فى حرب علنية بين الحلف وروسيا، لكن فى المقابل فإن غالبية دول الحلف قالت بوضوح إن أوكرانيا ستصبح عضوا فى الناتو إن لم يكن اليوم فغدا. ورغم عدم دخولها رسميا هذه المرة فإن الحلف سخر لها معظم إمكانياته تقريبا للاستمرار فى عملية استنزاف روسيا عسكريا واقتصاديا ومدها بكل أنواع الأسلحة، وآخرها تصريح الرئيس الفرنسى فرانسوا ماكرون لدى دخوله القمة بأن بلاده ستزود أوكرانيا بصواريخ بعيدة المدى، وهو ما يعنى نقل المعركة إلى داخل الأراضى الروسية، وهو تصريح يأتى بعد موافقة واشنطن على تزويد أوكرانيا بالقنابل العنقودية المحرمة دوليا.
الحديث عن أوكرانيا خلال القمة لم يقتصر فقط على الأسلحة والمعدات، بل تطرق إلى موضوعات متعددة منها مثلا كيفية هيكلة الجيش الأوكرانى كى يتواءم مع العقيدة القتالية للناتو ويتخلص تماما من العقيدة السوفييتية الروسية القديمة، ويشمل ذلك التدريبات والاستعدادات والنظريات وبديهى أن يشمل ذلك أسلحة غريبة حديثة بديلا للأسلحة الروسية.
النقاشات دارت أيضا فى بعض اللقاءات عن أداء الرئيس الأوكرانى فولودويمير زيلينسكى، وسمعت أحد المشاركين يشيد بتطور أداء زيلينسكى مقارنة بالصورة الذهنية غير الجيدة عنه فى بعض الأوساط.
حديث آخر دار حول الفساد فى بعض المؤسسات الأوكرانية خصوصا بعض مسئولى القوات المسلحة، وكيف يعقل أن تمد الدول الغربية أوكرانيا بكل أنواع الدعم على حساب دافع الضرائب الغربى فى حين أن بعض مسئولى هذه الدولة فاسدون، لكن مرة أخرى جاء الرد بأن هناك رقابة وشفافية فى أوكرانيا وأنها حققت وتحقق فى القضية.
أحاديث كثيرة أيضا دارت فى اللقاءات الصحفية عن أثر الأحوال الجوية على الأداء القتالى الأوكرانى، وكيف أن عدم تمكن القوات الأوكرانية من الحسم العسكرى خلال الأسابيع المقبلة فى إطار الهجوم المضاد، قد يعنى انتكاسة كبيرة لكييف ولحلف الناتو إذا اقترب الشتاء والأمطار والجليد. لكن مسئولى الحلف يقولون إن أداء الجيش الأوكرانى تطور كثيرا ويحقق نجاحات مستمرة حتى ولو كانت صغيرة، لكنها مهمة من أجل رفع الروح المعنوية للجنود ومواصلة القتال حتى استعادة كامل الأراضى.
وسمعت مسئولا يرد على سؤال هل يمكن التفاوض وترك جزيرة القرم للروس مقابل الانسحاب من غالبية مناطق الشرق، وجاءت الإجابة أن الحلف مع انسحاب كامل القوات الروسية، لكن الكلمة الأخيرة فى التفاوض ستكون للحكومة الأوكرانية، وهدف الحلف هو مساعدة أوكرانيا بكل السبل حتى تصل إلى مائدة التفاوض من موقع قوة.
تلك هى الصورة العامة السريعة. وخلاصتها أن الناتو ألقى بكل ثقله خلف أوكرانيا لكن يظل الحسم فى ميادين القتال.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قمة أوكرانيا فى ليتوانيا قمة أوكرانيا فى ليتوانيا



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon