توقيت القاهرة المحلي 02:20:55 آخر تحديث
  مصر اليوم -

علامة تعجب السيسى وأردوغان.. المصالح أولًا وأخيرًا

  مصر اليوم -

علامة تعجب السيسى وأردوغان المصالح أولًا وأخيرًا

بقلم - عماد الدين حسين

المصافحة بين الرئيس عبدالفتاح السيسى والرئيس التركى رجب طيب أردوغان عصر يوم الأحد الماضى فى الدوحة برعاية من أمير قطر تميم بن حمد، حافلة بالمعانى والدلالات والدروس والعبر.
الدرس الأول والأساسى فى هذه المصافحة هو أن السياسة لا تعرف العواطف والمشاعر، بل تتعامل فقط مع مصالح الأمم والأوطان.
للأسف فإن العديد من المواطنين فى المنطقة العربية لا يدركون هذه القاعدة.
العبرة فى السياسة أن أحقق مصالحى حتى لو كانت بالتحدث إلى أو الاجتماع مع أشخاص لا نحبهم.
فى السياسة ليس مطلوبا منى أن أحب هذا الرئيس أو أكرهه. وأغلب الظن أن العديد من الرؤساء وكبار المسئولين يضطرون للتعامل مع سياسيين كثيرين لا يحبونهم، لكنهم يفعلون ذلك من أجل مصلحة أوطانهم.
هؤلاء يكتمون مشاعرهم وعواطفهم ويضطرون إلى الجلوس مع مسئولين قد لا يكنون لهم الكثير من الود، ويظل ما فى القلب داخل القلب فقط، لأن مصالح الأوطان أهم وأبقى.
ومن لا يصدق ذلك عليه أن يمحص فى الصور والملامح والنظرات والانفعالات وطريقة السلام ولغة الجسد بين القادة وكبار المسئولين حينما يتقابلون بعد طول جفاء.
الرئيس السيسى تحمل الكثير على المستوى الشخصى خصوصا فى الخارج من أجل المصالح المصرية العليا.
فى المقابل، فإن سلوك الرئيس التركى أردوغان طوال السنوات الماضية كان شديد التقلب والبراجماتية والنفعية، ليس فقط فى المنطقة، ولكن فى العالم أجمع.
من يتذكر كيف تصرف أردوغان عقب ثورة المصريين على حكم جماعة الإخوان فى ٣٠ يونيو ٢٠١٣، سوف يدرك ما أقصده على الفور. وبعيدا عن نكء الجراح وتقليب المواجع فإن سلوك أردوغان وقتها كان أكثر حدة وتطرفا حتى من بعض قادة جماعة الإخوان أنفسهم.
هو دخل وأدخل بلاده فى حالة عداء كامل ليس مع مصر فقط ولكن مع غالبية بلدان المنطقة خصوصا السعودية والإمارات والبحرين. ومن الواضح الآن أن ما راهن عليه لم يتحقق، ولذلك بادر فورا باعتباره براجماتيا محترفا إلى تغيير البوصلة بصورة كاملة.
فبعد أن هاجم الإمارات وقادتها زار أبوظبى، واستقبل محمد بن زايد فى أنقرة، وبعد أن طالب بمحاكمة ولى عهد السعودية محمد بن سلمان فى قضية مقتل جمال خاشقجى، استقبله فى أنقرة وزاره فى الرياض، وأغلق القضية تماما.
وبعد أن هاجم مصر وحكومتها وقيادتها مرارا وتكرارا، رأيناه يطلق العديد من التصريحات الإيجابية طوال عام ونصف العام مضيا بحق مصر، ملحا على ضرورة المصالحة ونسيان الماضى، بل واتخذ إجراءات كثيرة بحق بعض ــ وليس كل ــ عناصر من جماعة الإخوان وأوقف بث قنواتهم من بلاده، بل واستدعى بعض قادتهم للتحقيق معهم لمواصلتهم التحريض على الأمن والاستقرار فى مصر والدعوة للتظاهر ضد الدولة المصرية.
محبو أردوغان فى المنطقة لا يريدون أن يصدقوا ويؤمنوا بقصة المصالح والبراجماتية، ولا يريدون أن يتأملوا موقف الرئيس التركى فى الأزمة الروسية الأوكرانية الحالية.
يفترض أن تركيا عضو فى حلف شمال الأطلنطى، لكنها حصلت على أسلحة متطورة «اس ٤٠٠» من روسيا العدو التقليدى للحلف، واصطدمت مع واشنطن بعد أن أوقفت الأخيرة تزويدها بطائرات «الإف ٣٥»، ثم صارت أنقرة الوسيط الأساسى بين روسيا وأوكرانيا سواء فى إدخال المواد الإغاثية أو تصدير الحبوب من موانئ البحر الأسود.
هل معنى كلامى السابق أن أردوغان غير أفكاره وقناعاته وربما انحيازه لجماعة الإخوان؟!.
تقديرى الأساسى أن الإجابة هى لا، لكنه أدرك أن رهاناته لم تكن صحيحة، وبالتالى قرر أن يغير سياساته تماما، وبوصلته الوحيدة هى مصالحه الشخصية ومصالح حزبه وحكومته، وهدفه الأساسى أن يصل إلى الانتخابات الرئاسية فى العام المقبل وقد عاد مرة أخرى إلى سياسة «صفر مشاكل»، بعد أن كانت سياساته «صفر توافق».
لا ننسى أيضا أن أردوغان الذى دعم ومول وساهم فى شن حرب مسلحة لإسقاط نظام بشار الأسد فى سوريا، عاد قبل أسابيع للقول أنه مستعد لمقابلة الأسد. ولم يحدث هذا إلا بعد أن أخفقت كل حسابات أردوغان هناك.
خلاصة القول أن السياسة متغيرة حسب المصالح سواء كانت شخصية أو وطنية أو أممية.
بالطبع يا حبذا لو اتسقت المصالح مع المبادئ مع الأقوال والتصريحات والمواقف، لكن الأصل فى السياسة أنها تتغير حسب المصالح. وبالتالى فعلى الجميع التذكر دائما أن الهدف الأساسى هو مصالح بلدنا، أولا وأخيرا وكيفية تحقيقها بأفضل طريقة ممكنة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

علامة تعجب السيسى وأردوغان المصالح أولًا وأخيرًا علامة تعجب السيسى وأردوغان المصالح أولًا وأخيرًا



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 10:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
  مصر اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 09:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان
  مصر اليوم - اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان

GMT 13:02 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

علماء يكشفون «حقائق مذهلة» عن السلاحف البحرية

GMT 20:26 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

إيران توقف “تليجرام” لدواع أمنية

GMT 22:47 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

مبابي يغيب عن نادي سان جيرمان حتى الكلاسيكو

GMT 21:12 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

الزمالك يحصل على توقيع لاعب دجلة محمد شريف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon