توقيت القاهرة المحلي 15:20:09 آخر تحديث
  مصر اليوم -

شرم الشيخ بعد قمة المناخ

  مصر اليوم -

شرم الشيخ بعد قمة المناخ

بقلم - عماد الدين حسين

شرم الشيخ مدينة محظوظة لاختيارها مكانا لعقد قمة المناخ العالمية «COP27» من ٦ ــ ١٨ نوفمبر الماضى.
الحظ الذى يلازم شرم الشيخ ليس وليد اليوم فقط، ولكن منذ نهاية الاحتلال الإسرائيلى عام ١٩٨٢.
فهى تقع عند ملتقى خليجى العقبة والسويس على البحر الأحمر، وهى أكبر مدن محافظة جنوب سيناء، ويسكنها نحو ٥٠ ألف مواطن ومساحتها ٤٨٠ كيلو مترا، من أهم مناطقها رأس نصرانى ورأس أم سيد ورأس كنيسة وشرم المية ونخلة التبل ورأس جميلة، ومحمية رأس محمد، ومحمية نبق، وبها خليج نعمة عند ملتقى قارتى آسيا وأفريقيا.
الإسرائيليون أثناء احتلالهم للمدينة بنوا فيها العديد من الفنادق والمنتجعات وفاوضوا طويلا حتى يحتفظوا بها، وحينما فشلوا حولوا معظم المدينة إلى أطلال، مثلما فعلوا مع مستوطنة ياميت.
ويحسب للمصريين أنهم نجحوا فى تحويل شرم الشيخ إلى مدينة يحلم بزيارتها عدد كبير من سكان العالم، ليس فقط السائحون بحثا عن الماء والشمس والشعاب المرجانية التى تتميز بها شرم الشيخ، ولكن لأنها صارت واحدة من أكثر المدن نظافة ونظاما ومناخا.
زرت شرم الشيخ كثيرا لحضور العديد من المؤتمرات خصوصا منتديات الشباب، لكن حينما زرتها لحضور مؤتمر المناخ شعرت بأن الكثير تغير فى هذه المدينة نحو الأفضل.
الشوارع صارت واسعة بصورة ملحوظة وأعيد ترميمها وطلاؤها. وأفضل مثال على ذلك طريق السلام، وهو الطريق الرئيسى فى مدينة شرم الشيخ، ويشبه مع الفارق طريق صلاح سالم الذى يبدأ من ميدان السكة الحديد فى الجيزة وينتهى قرب مطار القاهرة قاطعا مسافة طويلة ما بين الجيزة والقاهرة.
طريق السلام يبدأ من خلية اليخوت، أو منطقة شرم المية فى آخر شرم الشيخ، وينتهى عند خليج نبق أو منطقة الغرقانة.
نفس الأمر حدث مع طريق سوهو المعروف حيث كان حارة واحدة فى كل اتجاه، ثم صار ٥ حارات، وهو يبدأ من ميدان السلام وينتهى عند بداية الطريق الدائرى لنبق. كما تم استحداث طرق وشوارع جديدة وتم تخطيطها بصورة حديثة مروريا، وهو الأمر الذى حدث مع كل الطرق والميادين خصوصا الرئيسية. حيث تم تجميلها وتزيينها ووضع الزهور والأشجار فيها، بحيث تتماشى مع فكرة المؤتمر وهى الانتصار للون الأخضر.
من بين الجديد فى المدينة كان إنشاء المنطقة الخضراء المواجهة تماما للمنطقة الزرقاء حيث الأجنحة الأساسية للدول المشاركة. فى حين أن المنطقة الخضراء تميزت بالانتصار للبيئة من حيث الأشجار والحيوانات والفعاليات الثقافية والتراثية والفنية المختلفة خصوصا الموسيقى.
المدينة طورت العديد من خدماتها لتصبح ذكية وتتواءم مع القمة العالمية، وحتى الأتوبيسات كان شكلها مبهجا ويغلب عليه اللون الأخضر. وكان ملفتا للنظر وجود سيارات كهربائية صغيرة.
الانضباط الأمنى كان على أعلى مستوى، من أول المرور، نهاية بحفظ الأمن، عموما كان المراقب يشعر بوجود رجال أمن فى زى مدنى لتسهيل تحركات الناس.
تحركت كثيرا فى المدينة صباحا وعصرا وليلا وحتى الثانية صباحا، ولم أتوقف فى كمين مرورى أو يسألنى شخص من أنت أو ما هى هويتك.
الكاسب الأكبر بالطبع من انعقاد القمة المناخية هى فنادق ومقاهى وكافتيريات ومطاعم ومحلات شرم الشيخ.
نعلم أن المدينة عانت كثيرا بسبب حادث تحطم الطائرة الروسية فوق وسط سيناء فى أكتوبر ٢٠١٥، ثم بسبب انتشار فيروس كورونا وأخيرا بسبب الحرب الروسية الأوكرانية حيث ٨٠٪ من السائحين فيها يأتون من هذين البلدين.
المؤتمر شارك - فيه كما قال لى وزير الخارجية ورئيس المؤتمر السفير سامح شكرى - أكثر من ٦٦ ألف شخص، وكما سمعت من كثيرين فإن الفنادق كانت كامل العدد، ووصلت الأسعار فيها لمستويات قياسية فاقت الألف دولار للحجرة فى الليلة.
وخلال المؤتمر دخلت أحد المطاعم فوجدته ممتلئا عن آخره، وآخرين واقفين بالخارج فى انتظار دورهم. كان هناك زبائن من كل الجنسيات أفارقة وآسيويون ولاتين، وجميعهم كانوا سعداء بتناول الوجبات الشرقية خصوصا المشاوى.
كافتيريات ميدان سوهو كانت ممتلئة دائما خصوصا ليلا. المكان ساحر ويشعرك أنك فى نيويورك أو برلين أو لندن أو دبى حيث كل الجنسيات موجودة تقريبا.
البنية التحتية التى تمت إضافتها للمدينة قبل انعقاد المؤتمر سوف تفيدها فى المستقبل القريب بعد نهاية مؤتمر المناخ. والأهم أن سمعة شرم الشيخ كمدينة قادرة على استضافة الأحداث والفاعليات الكبرى تعززت وترسخت.
شكرا لكل من ساهم فى كل ذلك من أصغر عامل إلى كل المسئولين نهاية بالمحافظ النشيط اللواء خالد فودة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شرم الشيخ بعد قمة المناخ شرم الشيخ بعد قمة المناخ



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب

GMT 11:48 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

هاشتاج أمينة خليل يشعل مواقع التواصل الاجتماعي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon