توقيت القاهرة المحلي 22:20:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ما الذي يفعله قادة الأحزاب؟

  مصر اليوم -

ما الذي يفعله قادة الأحزاب

بقلم - عماد الدين حسين

أتمنى أن يكون دعم الأحزاب المصرية وتقوية دورها هدفا عاما لنا جميعا في المرحلة المقبلة إذا أردنا حقا أن تكون لدينا حياة سياسية فاعلة تنهض بالمجتمع أولا وتمنع عودة خفافيش الظلام ثانيا.
أعلم أن الحوار الوطنى بدأ يناقش هذه القضية في جلساته السابقة، وأتمنى أن يصل إلى نتيجة حقيقية تقود لتحقيق هذا الهدف، وإلى أن نرى ماذا سيفعل الحوار الوطني بشأن هذه القضية أخاطب كل قادة ورؤساء وكوادر وأعضاء الأحزاب القائمة بالفعل بأن يعيدوا النظر في الآلية التي تعمل بها غالبية الأحزاب الموجودة على الساحة.
أقول ذلك لأن الواقع الذي تعيشه الأحزاب شديد المرارة، بل ويقترب من الهزلية والمأساة.
يقال إن لدينا ٨٤ حزبا شرعيا وحوالي عشرين حزبا تحت التأسيس، وصار من مألوف القول أنه لا أحد تقريبا من العاملين بالسياسة يعرف عدد وأسماء وقادة هذه الأحزاب، وسمعت أحد السياسيين يقول إن حجم العضوية الفعلية في الأحزاب المصرية قد لا تزيد عن مليون شخص أي أقل من 1% من سكان البلاد. الذي يدعونى للحديث عن ضرورة تطوير الأحزاب هو مسارعة عدد منها إلى دراسة الترشح لانتخابات الرئاسة المتوقعة خلال شهور قليلة جدا.

قلت وأكرر إن من حق أى شخص أو حزب تنطبق عليه قواعد وشروط الترشح أن يخوضها فهذا حقه الكامل، لكن اليوم أتكلم عن الواقع السياسي الفعلي، والذي أؤكد دائما أنه ليس سببه الأحزاب فقط، ولكن الحكومة والبيئة السياسية التي لا تشجع على دعم الأحزاب وتقويتها.

واليوم أركز على مسئولية رؤساء الأحزاب وحتى لا يكون الموضوع شخصيا، حيث إن عددا كبيرا منهم أعرفه عن قرب، ويكون النقاش موضوعيا فأنا أتحدث عن القواعد والأسس وليس الأشخاص.

أول هذه القواعد أن هذه الأحزاب التي ينتقد بعضها الحكومة سرا أو علنا ويتهمها بانعدام الديمقراطية هى أول من يفتقد إلى الديمقراطية !!. ولا أعرف كيف أن غالبية رؤساء الأحزاب مستمرون في مناصبهم منذ تأسيسها قبل عشرات السنين، ولم يخرجوا منها إلا بوفاتهم.. وقلة منهم خرجت بالانتخابات ولكن بعضهم لم يعترف بالنتيجة.

كيف سيقنع هؤلاء كوادرهم وقواعدهم الجماهيرية بأنهم يناضلون من أجل الديمقراطية وبعضهم انشق على والده أو زوجته في داخل الحزب نفسه.

كيف تقنع المواطنين بالتجربة الحزبية وبعض الكوادر الحزبية يتنقل بين ثلاثة أحزاب ببرامج مختلفة خلال فترات قليلة ؟!
كيف يقنع هؤلاء كوادرهم بالمصداقية وهم أعلنوا ترشحهم لانتخابات الرئاسة حتى قبل أن يناقشوا الأمر أولا مع قواعدهم وهيئاتهم ومؤسساتهم التنظيمية داخل الحزب ؟! كيف لرئيس حزب، يقول إنه ليبرالي إعلان ترشحه للرئاسة من دون حسم الأمر أولا داخل الحزب؟

وحتى الذين يتبعون الإجراءات التنظيمية في مثل هذه العملية هل هم واثقون فعلا أن ما يحدث نتيجة رأى عام حقيقى داخل الحزب أولا، وهل لديهم فرصة ثانية وهل أساسا لديهم برنامج انتخابي يخاطبون به الشعب المصرى خلال الحملة الانتخابية؟!

مرة أخرى لا أحمّل المسئولية فقط للأحزاب وقادتها، لكن هناك جزءا من المسئولية تتحمله الحكومة التى عليها أن تدرك ضرورة دعم وبناء حياة حزبية سليمة وحيوية وتنافسية حتى نقطع الطريق على عودة القوى المتطرفة التي تدغدغ مشاعر الناس بتجارة الدين خصوصا في ظل الأزمة الاقتصادية الصعبة التي نمر بها الآن ومرشحة للاستمرار فترة من الزمن.

الموضوع مهم ومتشعب ويحتاج لنقاش حقيقي حتى نعالجه بطريقة صحيحة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما الذي يفعله قادة الأحزاب ما الذي يفعله قادة الأحزاب



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon