توقيت القاهرة المحلي 20:55:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

شريف إسماعيل

  مصر اليوم -

شريف إسماعيل

بقلم - عماد الدين حسين

رحم الله المهندس شريف إسماعيل وأسكنه فسيح جناته. هذا الرجل أتيح لى أن أقابله كثيرا خلال حضورى الفاعليات الوزارية أو الرئاسية، واقتربت منه، لأدرك فى النهاية أنه كان متميزا فى عمله بالبترول أو رئاسة الحكومة، أو حتى بعد خروجه وتوليه رئاسة اللجنة العليا لاسترداد أراضى الدولة.
فى فترة تولى شريف إسماعيل رئاسة الوزراء، كانت زاخرة، بافتتاح مشروعات أو وضع حجر الأساس لها بصورة تكاد تكون أسبوعية، وبالتالى أتيح لى أن أقترب منه أنا والعديد من الزملاء الصحفيين والإعلاميين.
الملاحظة الأولى أنه كان شخصية شديدة الهدوء، ومنصتا ومستمعا أكثر منه متحدثا، كان ودودا على المستوى الإنسانى بشكل كبير.
شريف إسماعيل من مواليد ٦ يوليو ١٩٥٥، كان رئيس شركة جنوب الوادى القابضة للبترول، ووكيل وزارة البترول، ثم وزيرا للبترول فى حكومة المهندس إبراهيم محلب من ١٦ يوليو ٢٠١٣، ثم رئيسا للوزراء من ١٢ سبتمبر ٢٠١٥ وحتى ٧ يونيو ٢٠١٨ وغادر المنصب لأسباب صحية.
هو تولى منصبه الوزارى فى وقت شديد الصعوبة، بعد نجاح ثورة 30 يونيو ٢٠١٣، وتحديات الإرهاب الصعبة.
وأظن أنه نجح نجاحا كبيرا فى وزارة البترول حيث تمكن من سداد جزء كبير من مستحقات شركات البترول الأجنبية التى كانت متوقفة تماما، مما أدى لشلل فى الاكتشافات الجديدة أو تطوير الحقول القديمة.
هذا النجاح هو الذى أدى لتطوير العديد من الحقول، وبالطبع ما كان ذلك سيتم لولا أن الدولة نجحت فى تدبير هذه المستحقات.
هو صاحب البشارة الكبرى التى مثلت أملا كبيرا للمصريين، وهى اكتشاف حقل ظهر للغاز الطبيعى على بعد ٢٠٠ كيلو متر شمال بورسعيد فى البحر المتوسط عام ٢١٥ على يد شركة إينى الإيطالية والذى بدأ إنتاجه عام 2017 باحتياطى يبلغ حوالى ٣٠ تريليون قدم مكعب.
هذا الحقل هو الأكبر فى كل حقول غاز شرق المتوسط، واكتشافه وبدء إنتاجه جاء فى وقت شديد الأهمية لمصر، وساهم فى تخفيف حدة الأزمة الاقتصادية، بل إن عائدات تصدير الغاز فى الشهور الأخيرة لعبت دورا مهما فى تجنيب مصر العديد من الأزمات التمويلية، ناهيك عن توفير العملة الصعبة للبلاد فى وقت شحت فيها كثيرا، وبالتالى أظن أن بشارة إسماعيل للرئيس السيسى بحقل ظهر والعديد من الحقول الأخرى فى نفس الفترة كانت واحدة من أسباب حب وتقدير الرئيس لشريف إسماعيل.
ومن الغاز إلى الصحافة، فقد كان إسماعيل كان على علاقة طيبة مع الصحفيين والتقى رؤساء التحرير وكبار الكُتاب والإعلاميين أكثر من مرة فى مكتبه فى حوارات ونقاشات ثرية.
وأتذكر أنه فى أحد هذه اللقاءات فى أغسطس٢٠١٦، وقبل أن ندخل إلى قاعة الاجتماعات سألنا عن أسعار ساندوتشات الفول والطعمية، ويومها أجبته بأن متوسط أسعار الساندوتشات يتراوح بين جنيه إلى جنيهين فى المطاعم العادية، والوجبة تتكلف ٨ جنيهات تقريبا، وأن الأسعار تتغير حسب المناطق، وقلت له إن هناك محل فول فى العمارة المجاورة لمجلس الوزراء مباشرة فى شارع القصر العينى وأتناول فيه الأفطار أحيانا لأنه كان قريبا من مقر الشروق.
المهم بعدها بأيام قليلة كتبت مقالا فى هذا المكان عنوانه: «رئيس الوزراء يسأل كم سعر ساندوتش الفول».
وفى أول مرة أقابل رئيس الوزراء بعد هذا المقال، كان عاتبا على اعتبار أن بعض الناس ستفهم أن رئيس الوزراء لا يعرف أسعار أهم وجبة شعبية فى مصر. لكن قلت له إن ردود الفعل على المقال كانت جيدة جدا، وابتسم وانتهى الموضوع.
والموقف الذى لا أنساه مع شريف إسماعيل كان فى ديسمبر ٢٠١٦، يومها كان الرئيس عبدالفتاح السيسى يفتتح أعمال تطوير المجمع الطبى للقوات المسلحة بكوبرى القبة فى مرحلته الرابعة. وخلال لقاء الرئيس مع مسئولى المجمع بالداخل. كنا مجموعة الإعلاميين نقف مع بعض الوزراء خارج باب المجمع ومعنا الفريق فخرى محمد العصار رحمه الله. وكان شريف إسماعيل قادما فى اتجاهنا، وفجأة سقط على الأرض مغشيا عليه، جرينا باتجاهه وساعدته على النهوض وأحضرنا له المياه، وتم نقله فورا إلى أحد أقسام القلب بالمستشفى، ثم خرج من المستشفى إلى مكتبه فى هيئة الاستثمار وواصل عمله كالمعتاد.
وبعدها بفترة تجددت الإصابة ونُقل إلى الخارج للعلاج، وتولى الدكتور مصطفى مدبولى مهام منصبه بالنيابة، وكان ذلك فى ٢٣ نوفمبر ٢٠١٧، حتى تم اختياره رسميا رئيسا للوزراء فى ٨ يونيو ٢٠١٨.
رحم الله المهندس شريف إسماعيل وأسكنه فسيح جناته.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شريف إسماعيل شريف إسماعيل



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 20:31 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

التعادل السلبى يحسم مباراة تشيلسي وايفرتون

GMT 04:44 2018 الأربعاء ,19 أيلول / سبتمبر

رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان يصل إلى السعودية

GMT 11:41 2018 الثلاثاء ,17 تموز / يوليو

شيرين رضا تكشف سعادتها بنجاح "لدينا أقوال أخرى"

GMT 09:36 2018 الأحد ,01 تموز / يوليو

دراسة تنفي وجود "مهبل طبيعي" لدى النساء

GMT 10:26 2018 السبت ,07 إبريل / نيسان

" لفات الحجاب" الأمثل لصاحبات الوجه الطويل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon