توقيت القاهرة المحلي 01:32:45 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مدرسة الإبداع في الإعلام

  مصر اليوم -

مدرسة الإبداع في الإعلام

بقلم - عماد الدين حسين

فى الأسبوع الماضى زرت كلية فريدة من نوعها اسمها The Creative School، أو «مدرسة الإبداع» فى جامعة ريرسون فى تورنتو بكندا بدعوة كريمة من الدكتور مجدى القاضى رئيس مؤسسة الجامعات الكندية فى مصر بصحبة ثلاثة من الزملاء الصحفيين، والمناسبة هى افتتاح فرع لجامعة ريرسون فى العاصمة الإدارية سيبدأ العمل سبتمبر المقبل.
سألت الأساتذة الذين قابلناهم: لماذا يتم تعريف الكلية بالمدرسة، فكان ردهم أن ذلك لا يعنى التقليل إطلاقا من قيمة الكلية، ولفت أحد الأساتذة نظرى إلى أن أهم كلية اقتصاد فى العالم الموجودة فى لندن اسمها «مدرسة الاقتصاد».
جامعة ريرسون تأسست من ٧٠ سنة وبها الآن ٥٠ ألف طالب و٦ كليات، وحتى وقت قريب فإن اسم كلية الإبداع كان «كلية الإعلام والتصميم» وبجانبها هناك كليات للهندسة والآداب والطب. فى كلية الإبداع ٢٩ برنامجا دراسيا، منها بالطبع الإعلام والموضة والتصميم.
هذه الكلية تقول إن هدفها أن يكون الطالب ثم الخريج ملما بكل شىء عن الإعلام، ليس كدراسة نظرية ومناهج وكيفية كتابة الأخبار أو قراءة النشرة وإنتاج وتقديم البرامج، ولكن الإطلاع على كل تفاصيل العملية الإعلامية من أول كونها فكرة وحتى يتم تحويلها إلى منتج نهائى.
عميد الكلية ويدعى تشارلز فالسون ليس أكاديميا متخصصا، بل جاء من صناعة الإعلام، أى أنه كان ممارسا للإعلام، وحينما تم اختياره من قبل الجامعة كان ذلك حدثا فريدا، فقد جرى العرف أن يتم تعيين العميد طبقا لسيرته الذاتية المهنية فى الجامعة، وحينما جرى التفاوض لتعيينه عميدا قال لهم سوف أغير من طريقة التدريس تماما والشعار الرئيسى هو أن يكون لدينا خريج متمكن ملم بكل جوانب التخصص، ويعرف أين سيذهب بعد تخرجه، والأفضل أن يحصل على فرصة عمل قبل تخرجه مباشرة، ثم إن الأساتذة الذين يقومون بالتدريس لديهم علاقة قوية بالصناعة والمهنة، ويقضون وقتا فى التدريس ووقتا آخر فى العمل الفعلى.
فالسون يقول لطلابه دائما: هل تريدون أن تكونوا جزءا من المستقبل، لو كان هدفكم هو المستقبل، فسوف نكمل معا، وإذا كان هدفكم الشهادة فقط فابحثوا عن مكان آخر غيرنا.
فالسون يصف نفسه أحيانا بالمجنون لأنه اعتمد مناهج غير تقليدية فى التدريس وصلت إلى حد أن أى طالب بمقدوره اقتراح أى فكرة مختلفة وجديدة لكى يتم تضمينها فى المنهج أو الفصل الدراسى، وبالطبع لابد من مناقشتها واعتمادها أولا.
التقينا مساعدى فالسون وتناقشنا معهم كثيرا، هم قالوا لنا إن طبيعة أو DNA الخاص بالكلية مختلف تماما عن الموجود فى الكليات الأخرى ولديهم مجموعة من الأسس أهمها المهنية ثم تعددية التخصصات ثم التأثير ورابعا التركيز على كل ما يهم المجتمع وأخيرا العالمية.
هم يقولون إننا لا نريد أن نفتح مجرد فرع لنا فى مصر يعطى شهادة، بل نتمنى أن ننقل تجربتنا فى التكامل بين الصناعة والتدريس الجامعى الأكاديمى، وأن نسعى لخلق حس لدى الطلاب فيما يتعلق بالمهنة وتحفيزهم دائما على تقديم أفضل ما لديهم.
الكلام يبدو نظريا، لكن ما رأيته على سبيل المثال أن الطلاب يدخلون المعامل والورش من اليوم الأول. كل طالب يمكنه دخول المعمل أو الورشة أو الأستديو وأن يأخذ ما يشاء من المعدات مثل الكاميرات مثلا، ويعيدها حينما ينتهى.
وخلال الزيارة قابلنا طالبة مصرية متميزة تدعى آية هى معيدة فى مقر الجامعة فى مصر، لكنها جاءت إلى هنا للحصول على الماجستير والدكتوراه، وهى نموذج مشرف للدارسين المصريين وتحظى بتقدير كبير من أساتذتها.
تجولنا فى أقسام ومعامل الكلية المختلفة، والشعار الرئيسى هو التطبيقات العملية بجوار الدراسة النظرية.
الأستديوهات مفتوحة والطلاب يتدربون مع أساتذتهم عمليا، وكذلك ورش صناعة الملابس مثلا. لا تشعر بفارق كبير بين الطالب والأستاذ، ولا توجد تلك «النعرة الكذابة» التى نراها عند البعض، والحياة تسير بدون تكلف من أول الملابس البسيطة نهاية بطريقة التدريس المختلفة.
هذا النموذج من الدراسة صار موجودا بالفعل فى مصر، وسيبدأ فرع جامعة ريرسون فى سبتمبر المقبل استقبال الطلاب فى فرع العاصمة الإدارية، حيث مؤسسة الجامعة الكندية بمصر التى احتفلت يوم الأحد الماضى بتخريج الدفعة الأولى من طلاب فرع جامعة الأمير إدوارد فى احتفال كبير حضره وزيرا التعليم العالى والصحة الجديدين د. أيمن عاشور ود. خالد عبدالغفار، إضافة لوزيرى النقل الفريق كامل الوزير والشباب د. أشرف صبحى.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مدرسة الإبداع في الإعلام مدرسة الإبداع في الإعلام



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب

GMT 11:48 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

هاشتاج أمينة خليل يشعل مواقع التواصل الاجتماعي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon