توقيت القاهرة المحلي 21:14:46 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تلقائية السيسى فى دبى هل حققت هدفها؟

  مصر اليوم -

تلقائية السيسى فى دبى هل حققت هدفها

بقلم - عماد الدين حسين

تعود الرئيس عبدالفتاح السيسى أن يتحدث للمصريين فى معظم المؤتمرات والفاعليات بطريقته التلقائية المعروفة، فهو يرى أنها الأسرع فى التواصل مع عموم المصريين مقارنة بلغة الخطابات الرسمية المكتوبة والتى قد تكون مملة وجافة وباردة فى نظر البعض لكنها شديدة الانضباط فى رأى البعض الآخر.
لكن ما حدث ظهر يوم الإثنين الماضى أن الرئيس السيسى ولأول مرة تحدث بنفس الطريقة التلقائية مع المواطنين الإماراتيين والخليجيين فى القاعة الكبرى بمركز المؤتمرات فى جميرا بدبى الذى احتضن القمة العالمية للحكومات فى الفترة من ١٣ ــ ١٥ فبراير الحالى.
مصر كانت ضيف الشرف الرئيسى فى هذا المؤتمر المهم، فى دورته العاشرة ويحضره عشرات الرؤساء والملوك ورؤساء الوزراء، وكبار المسئولين ورؤساء الشركات الكبرى فى مختلف بلدان العالم.
حضرت هذا المؤتمر بدعوة كريمة من وزارة التخطيط، وكنت موجودا داخل القاعة الكبرى التى كانت ممتلئة عن آخرها وحضرها الشيخ محمد بن زايد رئيس دولة الإمارات والشيخ محمد بن راشد نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء وحاكم دبى، والمئات من كبار المسئولين الإماراتيين والعرب والدوليين، ويومها رأيت أيضا الدكتورة هالة السعيد وزيرة التخطيط ود. محمد معيط وزير المالية وخالد عبدالغفار وزير الصحة ورانيا المشاط وزيرة التعاون الدولى وحسن عبدالله رئيس البنك المركزى وسامح شكرى وزير الخارجية.
الرئيس لم يتحدث بكلمة مباشرة مكتوبة بل من خلال حلقة نقاشية هو ضيفها الوحيد وأدارها بمهارة واقتدار الإعلامى الإماراتى فيصل بن حريز أحد أهم مذيعى فضائية سكاى نيوز عربية، تحدث بحب وحرارة عن مصر وحضارتها واصفا إياها بأنها قلب العروبة وأن من لا يحبها فهو ليس عربيا.
ابن حريز حاول أن يقود الحوار كما يفعل مع غالبية الضيوف لكن الرئيس نجح إلى حد كبير فى أن يجعل الحوار غير تقليدى.
كنت جالسا وسط القاعة وحولى الكثير من الإماراتيين والعرب، وسألت بعضهم عن انطباعاته فكانت كلها إيجابية. وظنى الشخصى أن كلمات الرئيس السيسى فى هذا اللقاء المهم لعبت دورا مهما فى إخماد نار الفتنة التى حاول البعض بحسن أو سوء نية إشعالها بين مصر وبلدان الخليج خصوصا السعودية.
ظنى أن بعض المواطنين الخليجيين ليس لديه وعى كاف بحقيقة الأوضاع المصرية، وربما لديه رؤية نمطية تكاد تحصر العلاقات فى القروض والمنح والمساعدات، وهى نفس الفكرة الخاطئة الموجودة لدى قلة من المصريين التى لا تعرف أن غالبية بلدان الخليج تقدمت فى العديد من المجالات وأصبحت رقما مهما عريبا وإقليميا وأحيانا دوليا.
الرئيس السيسى وخلال الجلسة كرر أكثر من مرة على القول بأنه لا يخاطب فقط الرؤساء والحكومات والنخب والمثقفين والمسئولين العرب، بل يريد أن يتحدث مباشرة إلى المواطنين الإماراتيين والعرب ليحكى لهم «الحكاية المصرية» خصوصا فى الفترة من ثورة ٢٥ يناير ٢٠١١ حتى استقرار الأوضاع نسبيا بعد ثورة ٣٠ يونيو ٢٠١٣، وبعدها بدء رحلة برنامج إصلاح الاقتصاد المصرى والعديد من القطاعات، خصوصا الكهرباء والنقل والطرق والجسور والبنية التحتية عموما.
شرح الرئيس للحاضرين والمتابعين التحديات الكبرى التى تواجه مصر، وكيف أنه تقرر بعد نجاح ثورة ٣٠ يونيو ٢٠١٣ أن يكون العمل على مسارات متوازية وليست متتالية حتى فى ظل وجود تهديد الإرهاب الذى فجر المساجد والكنائس واستهدف العديد من جنود وضباط الشرطة والجيش وقواتهم.
تحدث الرئيس عن حاجة مصر الملحة لمليارات الدولارات كى تحقق قفزة تنموية، خصوصا فى قطاعى التعليم والصحة. وأن الهدف الأساسى هو بناء الإنسان، وذلك ردا على سؤال ابن حريز عن العاصمة الإدارية والمشروعات الجديدة وهل هى مجرد مبانٍ فقط أم وراءها فلسفة معينة؟
الرئيس حرص طوال اللقاء على أن يوجه الشكر للشعب الإماراتى وقيادته على مواقفه الداعمة الكثيرة منذ عام ٢٠١٣، وكذلك للدول الخليجية خصوصا السعودية والكويت، مطالبا الجميع بألا يسمحوا للإعلام ووسائل التواصل الاجتماعى بأن تؤثر على الأخوة الموجودة بين العرب. وقال الرئيس ايضا إن المتربصين بمصر هدفهم الآن هو دق إسفين بين الشعب وقياداته بعد أن فشلوا فى كل محاولاتهم منذ ٣٠ يونيو ٢٠١٣.
ظنى الشخصى أن زيارة السيسى للإمارات وحديثه التلقائى كان ناجحا إلى حد كبير وحقق هدفه الأساسى وهو قطع الطريق على المتربصين بالعلاقات المصرية الخليجية.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تلقائية السيسى فى دبى هل حققت هدفها تلقائية السيسى فى دبى هل حققت هدفها



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 15:49 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

شيرين عبد الوهاب تعود لإحياء الحفلات في مصر بعد غياب
  مصر اليوم - شيرين عبد الوهاب تعود لإحياء الحفلات في مصر بعد غياب

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 09:32 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

إطلالات للمحجبات تناسب السفر

GMT 10:42 2018 الخميس ,19 إبريل / نيسان

بولندا خرقت القانون بقطع أشجار غابة بيالوفيزا

GMT 23:19 2018 السبت ,07 إبريل / نيسان

كلوب يحمل بشرى سارة بشأن محمد صلاح

GMT 01:19 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

لاتسيو يحتفظ بخدمات لويس ألبيرتو حتى 2022

GMT 07:17 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

وفاء عامر تبدي سعادتها لقرب عرض مسلسل الدولي

GMT 09:03 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

فيسبوك يُجهّز لتسهيل التطبيق للتواصل داخل الشركات الصغيرة

GMT 20:34 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

حبيب الممثلة المطلقة أوقعها في حبه بالمجوهرات

GMT 04:40 2017 الأربعاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

أشرف عبد الباقي يسلم "أم بي سي" 28 عرضًا من "مسرح مصر"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon