توقيت القاهرة المحلي 16:28:02 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ما الذى يشغل المصريين هذه الأيام؟

  مصر اليوم -

ما الذى يشغل المصريين هذه الأيام

بقلم - عماد الدين حسين

ما اجتمع مصريان هذه الأيام، إلا وكان الحديث عن ارتفاع الأسعار ثالثهما، حتى الأغنياء والميسورون مهممون بهذا الموضوع، الذى يؤرق الجميع، ولكن بنسب ودرجات مختلفة.
الأزمة الاقتصادية الحالية عاتية وصعبة، ومع التعويم الأخير للجنيه المصرى، فإنه فقد هذا العام منذ مارس الماضى حوالى 50٪ من قيمته، بمعنى أن من كان يملك دخله ألف جنيه، فإن القيمة الفعلية صارت الآن 500 جنيه.
ارتفاع أسعار الدولار واختفاؤه تقريبا، وزيادة معدل التضخم انعكس على غالبية الأسعار، وبالتالى فإن غالبية الأسر المصرية بدأت تخوض عملية كفاح حقيقية للتكيف مع الأوضاع الجديدة.
فى حجرة إدارة تحرير «الشروق» الضيقة، فإن الحديث اليومى المتكرر بيننا لا يخرج عن هذا الموضوع بتفرعاته العديدة. أحد الزملاء اشترى الأرز من أحد المضارب فى المنصورة بسعر يقل خمسة جنيهات عن سعر السوق، وحينما عرف بعض الزملاء لاموه لأنه لم يخبرهم جميعا.
زميل ثان أكد أن التقشف وصل به إلى حد الاستغناء عن أكياس القمامة الغالية والاستعاضة عنها بأكياس الفاكهة السوداء الصغيرة. زميل ثالث يحكى كل يوم عن رحلته بين المولات والمحلات التجارية الكبيرة والصغيرة بحثا عن كرتونة بيض بسعر معقول، بعد أن كاد سعرها يلامس المائة جنيه.
صباح يوم السبت الماضى كنت أجلس فى حجرة الاستراحة بقناة «إم بى سى» للظهور مع الإعلامى هشام عاصى فى برنامج «صباحك مصرى»، وكان معى الدكتور فخرى الفقى رئيس لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب، ودخلت علينا أربع سيدات بصحبة أطفالهن الصغار الذين أحرزوا ميداليات متنوعة فى رياضة الجمباز، وسيكونون ضيوف الفقرة التالية.
الدكتور الفقى وأنا سألنا السيدات عن الكيفية اللاتى يتعاملن بها مع ميزانية الأسرة الثابتة والأسعار المتغيرة. إجابات السيدات الأربع كشفت عن مجهود السيدات المصريات فى محاولة التكيف مع الأوضاع الجديدة. البعض بدأ البحث عن مورد رزق جديد أو عمل إضافى أو التقشف وتقليل النفقات أو تغيير بعض الأصناف الغالية بأخرى أقل سعرا.
الطريف أنه خلال الإجابات اكتشفت أن السيدات اللاتى اجتمعن بالصدفة، حيث جئن من مناطق مختلفة اتفقن من دون ترتيب على أنهن دائمات البحث بين المولات والمحلات التجارية عن الأسعار الأرخص وكيف أنهن يعرفن المكان الذى يبيع السلعة بسعر أقل ولو بجنيه عن المكان الآخر.
وعرفت من إحدى السيدات أن هناك «جروبات واتس آب» متعددة بين مجموعات من السيدات يتبادلن فيها المعلومات والأخبار عن الأماكن التى تبيع السلع بأسعار أقل أو أكثر جودة، خصوصا سلعة مثل الزيت التى تناقصت كمياتها فى الأسواق فى الأيام الأخيرة.
زوج إحدى هؤلاء السيدات، قال إنه رفض عروضا كثيرة للسفر لإحدى الدول العربية، باعتبار أنه تقدم فى السن ويريد أن يكون بجانب أسرته، حيث إن الأطفال فى سن حرجة تتطلب وجوده معهم، لكنه الآن يفكر بجدية فى السفر حتى يتمكن من تلبية احتياجات الأسرة.
سيدة من الحاضرات قالت إنها فكرت فى السفر أيضا هى وزوجها وأولادها، وحينما أخبرتها أن الحياة لم تعد رخيصة فى هذه البلدان، وأنها قد تدفع كل ما تحصل عليه من مرتب للإيجار ورسوم الكهرباء والمياه والمعيشة، ردت بأن ذلك سيكون ممتازا، لأنها لم تعد بمرتبها ومرتب زوجها قادرة على تلبية الاحتياجات المتزايدة للأسرة فى ظل الزيادات الجديدة.
أحد الأصدقاء قال لى إن زوجته بدأت تضغط عليه بكل الطرق فى الأيام الأخيرة من أجل أن يزيد المصروف المخصص للمعيشة الشهرية، وهو يرد عليها بأن مرتبه لم يزد، فكيف يلبى لها رغبتها، وبعد نقاش كاد يقترب من التشاجر، طلبت منه أن يتولى هو بنفسه تدبير نفقات المعيشة، لأنها وصلت إلى مرحلة لا تستطيع فيها التعامل مع الأسعار التى تتحرك بصورة تكاد تكون يومية.
وحينما وضعت كل هذه الصورة أمام أحد المسئولين قال لى إنه لا ينكر بالمرة وجود أزمة حقيقية لأسباب متعددة خصوصا بسبب تداعيات كورونا وأوكرانيا، لكنه واثق أنه خلال أيام سيتم استكمال الإفراج عن السلع المخزونة فى الموانئ بسب نقص الدولار، ووقتها سوف تنفرج الأزمة الطاحنة بشكل مؤقت، لكن علينا جميعا أن نبحث فى القضية الأهم وهى كيف نصل إلى مرحلة تكون فيها صادراتنا مثل وارداتنا، واستهلاكنا مثل إنتاجنا. هذا هو السؤال الأهم حتى لا نعيد تكرار نفس الأزمة كل ثلاث أو أربع سنوات.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما الذى يشغل المصريين هذه الأيام ما الذى يشغل المصريين هذه الأيام



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 13:16 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية
  مصر اليوم - شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon