توقيت القاهرة المحلي 07:53:45 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الصحافة الانتقادية والتبريرية.. وجهة نظر

  مصر اليوم -

الصحافة الانتقادية والتبريرية وجهة نظر

بقلم - عماد الدين حسين

الإجابة مرة ثانية هى نعم بكل تأكيد.
أطرح هذه الأسئلة لأننى أتلقى العديد من الأسئلة من كثيرين ينتقدون توسع وسائل إعلام مصرية فى نشر كل أخبار الأزمات الاقتصادية فى الخارج، لأنها من وجهة نظرهم تحاول الإيحاء للقارئ أو المشاهد بأن الأزمة الاقتصادية موجودة فى كل مكان وليس فى مصر فقط.
وردى الدائم على مثل هذه النوعية من الأسئلة أن من حق الصحف أن تنشر ما تشاء من أخبار طالما أنها صحيحة. ثم إن الأزمة الاقتصادية موجودة فى العديد من بلدان العالم بالفعل، بما فيها دول كبرى ومتقدمة مثل بريطانيا وفرنسا وألمانيا.
لا أحد ينكر وجود أزمة اقتصادية عالمية، ومديرة صندوق النقد الدولى تحدثت بوضوح قبل أسابيع قائلة إن العالم مقبل على سنة جديدة ستكون أصعب من السنة التى انقضت. والسبب الجوهرى من وجهة نظرها أن المحركات الثلاثة الكبرى للاقتصاد العالمى وهى الصين والاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة تواجه صعوبات كبرى خصوصا فى التضخم وتراجع معدلات النمو، بما ينبئ بركود تضخمى طويل الأمد. فإذا كان ذلك حال الاقتصادات الكبرى فما بالكم باقتصادات الدول النامية؟
من حق هذه الصحف أن تنشر تفاصيل الأزمة العالمية لتقول للمواطنين أنهم ليسوا بمفردهم فى مصر من تضرر من هذه الأزمة.
لكن فى المقابل من حق الصحف الأخرى أن تنشر كيف تعاملت الحكومات المختلفة مع هذه الأزمة، وهل سارعت إلى اتخاذ إجراءات عاجلة وصحيحة للتقليل من حدة الأزمة أم لا، وإلى أى مدى تضرر الاقتصاد والأحوال المعيشية للمواطنين؟ ومن حق هذه الصحف أيضا أن تنتقد أداء الحكومة المصرية فى التعامل مع هذه الأزمة، إذا كان ذلك صحيحا.
لكن دعونا نتفق على بعض المبادئ الأساسية وهى أن الأساسى فى الأمر هو تطبيق القواعد المهنية فى النشر سواء كان مؤيدا للحكومة أو منتقدا لها.
وأول القواعد أن تكون الأخبار المنشورة صحيحة وأن تكون تناسبية، بمعنى أنه حينما تحدث أزمة فى بعض السلع فى ألمانيا أو بريطانيا أو فرنسا. فينبغى على من ينشر أن يكون أمينا ويكشف للقراء والمشاهدين حجم هذه الأزمة بالنسبة للاقتصاد الكلى، فقد تختفى سلعة من أسواق هذه الدول، لكن اقتصادها لا يزال قويا، ونسب النمو فيها معقولة، وحجم صادراتها كبير ووارداتها قليلة وكذلك ديونها. وبالتالى لا يمكن أن نقارن هذه الأزمة بأخرى تحدث فى دولة نامية مثل السودان وتونس ولبنان وموريتانيا لديها مشاكل ضخمة فى كل مؤشراتها الاقتصادية الكلية.
القاعدة الثانية هى الموضوعية، بمعنى أنه إذا كان من حق البعض أن ينتقد بعض وسائل الإعلام لتركيزها فقط على الأخبار السلبية الخارجية. فنفس الخطأ يقع فيه من ينتقدون هذه الوسائل.
فلا يعقل بالمرة أن يكون منتقدو الحكومة لا يرون الأزمة إلا فى مصر. من حقهم أن يختلفوا مع معالجة الحكومة للأزمة، لكن ليس من حقهم أن يروا الصورة فقط من الزاوية المصرية لأن هناك أسبابا خارجية واضحة جدا للأزمة، خصوصا بعد تداعيات كورونا وأوكرانيا.
لكن المشكلة أنه فى أوقات الأزمات تختفى الموضوعية تماما، وتكثر الإشاعات والأخبار المضروبة والمشوهة والمجتزئة، وكل طرف سواء كان حكومة أو معارضة يحاول أن يتبرأ من دوره فى وجود الأزمة ويحاول أن يلقى بها على الآخرين أو الظروف.
مرة أخرى القضية تتعلق أساسا بتطبيق المعايير المهنية، ولو حدث ذلك فلن تكون هناك مشكلة. وألف باء هذه المعايير أن يكون هناك تنوع فى المحتوى وآراء وأفكار مختلفة، شرط أن تكون موضوعية ودقيقة.
إذا حدث ذلك فسوف تكون كل الأخبار والآراء والأفكار موجودة ومطروحة، ووقتها لن يكون هناك مشكلة لأن الصورة الكاملة داخليا وخارجيا ستكون موجودة ومتاحة أمام الجميع، وبالتالى سوف يستطيع المواطنون الحكم الصحيح على كل الأمور.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الصحافة الانتقادية والتبريرية وجهة نظر الصحافة الانتقادية والتبريرية وجهة نظر



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:21 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

برشلونة يحتفل بذكرى تتويج ميسي بالكرة الذهبية عام 2010

GMT 11:32 2020 الجمعة ,25 كانون الأول / ديسمبر

دبي تهدي كريستيانو رونالدو رقم سيارة مميز

GMT 04:41 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

وزارة الصحة الروسية تسمح بتغيير نظام اختبار لقاح "Sputnik V"

GMT 21:52 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

أول تعليق من نيمار بعد قرعة دوري أبطال أوروبا

GMT 06:29 2020 السبت ,17 تشرين الأول / أكتوبر

حمادة هلال يهنئ مصطفي قمر علي افتتاح مطعمه الجديد

GMT 07:23 2020 الجمعة ,16 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الجبس في مصر اليوم الجمعة 16 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 14:35 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

سموحة يعلن سلبية مسحة كورونا استعدادًا لمواجهة المقاصة

GMT 01:05 2020 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

الزمالك يقبل هدية الأهلي لتأمين الوصافة ويُطيح بحرس الحدود

GMT 15:44 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

سموحة يبحث عن مدافعين لتدعيم صفوفه في الميركاتو الصيفي

GMT 07:13 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الجبس في مصر اليوم الإثنين 12 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 06:34 2020 الأربعاء ,07 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حفل عقد قران هنادى مهنا وأحمد خالد صالح

GMT 15:02 2020 الأربعاء ,30 أيلول / سبتمبر

خيتافي وفالنسيا يتقاسمان صدارة الدوري الإسباني
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon