توقيت القاهرة المحلي 21:08:30 آخر تحديث
  مصر اليوم -

منشفة مبللة بدلًا من الاستحمام!

  مصر اليوم -

منشفة مبللة بدلًا من الاستحمام

بقلم - عماد الدين حسين

رئيس وزراء ولاية بادن فورتمبيرج الألمانية وينفريد كريتشمان اقترح يوم الجمعة الماضية على مواطنيه تدفئة غرفة واحدة فقط فى المنزل، والمسح بمنشفة مبللة بدلا من الاستحمام.
كريتشمان قال لصحيفة Sdwest Presse إن منشفة الغسيل اختراع مفيد، لأنها يمكن أن تجعل الألمان يستغنون عن الاستحمام باستمرار، وأنه يضرب المثل بنفسه ليوفر أكبر قدر من الطاقة حيث يستخدم سيارة كهربائية، ولديه لوح لإنتاج الطاقة الشمية فوق سطح منزله، وأنه على مدى ربع قرن كان يقوم بتسخين المياه باستخدام الطاقة الشمسية، ولا يقوم إلا بتدفئة غرفة معيشة واحدة فقط فى كامل منزله.
الوزير الألمانى لديه توقعات متشائمة بإمكانية حدوث انهيار كامل للطاقة الكهربائية فى ألمانيا بسبب التوقف المحتمل لإمدادات الغاز الروسى، خصوصا الغاز فى الشتاء المقبل على خلفية الحرب الاقتصادية بين الغرب وروسيا بعد قيام الأخيرة بغزو أوكرانيا فى فبراير الماضى.
فى نفس الفكرة فإن وزير الاقتصاد الألمانى هابيك قال إن ألمانيا يمكن أن تصبح أقل اعتمادا على الغاز الروسى شارحا بقوله: «كل كيلومتر لا يتم القيادة عليه هو مساهمة فى تسهيل الابتعاد عن إمدادات الطاقة الروسية، وسوف يساهم ذلك أيضا فى حماية المناخ. هابيك اقترح استخدام القطار والدراجات بدلا من السيارات، واقترح على أصحاب الأعمال خفض ١٠٪ من استهلاك الطاقة الفردى، وأصحاب العمل يمكن أن يسهموا فى الترشيد من خلال منح العمال خيار العمل من المنزل إذا كان ذلك ممكنا.
ألمانيا من أوائل الدول المتأثرة بالحرب الروسية الأوكرانية لأن الغاز الروسى يمثل أكثر من ٤٦٪ من احتياجاتها. وفى ٢٥ يوليو الماضى فإن الرئيس الألمانى فرانك فالتر شتانيماير قرر أن تقتصر الإضاءة الليلية فى القصر الرئاسى فقط على المناسبات الخاصة مثل الزيارات الرسمية، طبقا لما ذكرته وكالة الأنباء الألمانية. وتم إيقاف تشغيل إضاءة المنطقة الخارجية للقصر الرئاسى «بيليفوا» إلى المستوى الذى يلبى الضرورات الأمنية. وتشير المعلومات إلى أن القصر الرئاسى الألمانى حاصل على شهادة الكهرباء الخضراء أى التى لا تلوث البيئة، ويتم دراسة تدفئة مكاتب الرئاسة بشبكات عن بعد وعدم تشغيل مكيفات الهواء.
هذا ما تفعله ألمانيا صاحبة أقوى اقتصاد فى أوروبا وصاحبة ثالث أقوى اقتصاد فى العالم بعد أمريكا والصين. وولاية بادن فورتنبرج مع ولاية بافاريا من أغنى الولايات الألمانية، وفيها معظم الشركات الألمانية الكبرى، بل إنها اقتصاديا قد تتفوق على اقتصادات دول أوروبية.
إذا كانت ألمانيا تفعل ذلك وهى بهذا المستوى الاقتصادى، فما الذى يفترض أن تفعله دول أخرى اقتصادها يعانى كثيرا؟!
وخطر هذا السؤال على ذهنى وأنا اقرأ هذه الأخبار عن ألمانيا: ماذا لو خرج مسئول مصرى أو عربى أو فى العالم الثالث ليطالب المواطنين باستخدام منشفة مبللة وعدم الاستحمام؟!
المؤكد أن حملات من القلش والخفة والاستظراف والتريقة والتنكيت سوف تنطلق لأيام وأسابيع طويلة ضد هذا المسئول، بحيث إن هذا التناول التافه سيطغى على أى نقاش موضوعى بشأن أى اقتراح مماثل.
البعض سيرد على كلامى، ويقول مستنكرا: ولكن المسئولين المصريين لا يبدأون بأنفسهم مثلما يفعل الألمان. والرد هو: إن ذلك قد يكون صحيحا جزئيا، لكن وإذا كانت الحكومات المختلفة لا تطبق الترشيد على نفسها، فإن عددا كبيرا من المواطنين لا يقوم بالترشيد أيضا، وهو لا يعلم أنه هو الذى سيدفع الثمن فى النهاية.
إذا كانت ألمانيا تدعو مواطنيها للترشيد فى استخدام الطاقة، فعلينا نحن حكومة ومواطنين أن نرشد استهلاكنا فى كل شىء من أول الطاقة إلى المياه مرورا بالسلع غير الضرورية، بشرط أن تكون الحكومة قدوة للشعب فى الترشيد، وإلا فإن فاقد الشىء لا يعطيه.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

منشفة مبللة بدلًا من الاستحمام منشفة مبللة بدلًا من الاستحمام



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:01 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
  مصر اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 10:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
  مصر اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 09:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان
  مصر اليوم - اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان

GMT 21:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:57 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يصبح أول رئيس أميركي يبلغ 82 عاماً وهو في السلطة

GMT 02:39 2019 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

رانيا محمود ياسين توضح قطع علاقتها بالبرامج التليفزيونية

GMT 09:28 2021 الأربعاء ,11 آب / أغسطس

المصري يعلن انتقال أحمد جمعة إلى إنبي

GMT 02:20 2019 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

إيمي سمير غانم تكشف عن خلاف حاد مع زوجها تحول إلى نوبة ضحك

GMT 12:25 2021 الإثنين ,08 شباط / فبراير

طريقة عمل أصابع الجبنة بالثوم

GMT 11:17 2020 الجمعة ,25 كانون الأول / ديسمبر

محمد صلاح يتخذ أولى خطوات الرحيل عن ليفربول

GMT 02:40 2020 الثلاثاء ,23 حزيران / يونيو

تفاصيل إصابة ابن ماما سناء بفيروس "كورونا"

GMT 01:56 2020 الإثنين ,22 حزيران / يونيو

طريقة عمل البوريك التركي بأقل التكاليف

GMT 21:12 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

إليسا تروج لحفلها اليوم في بث مباشر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon